إنه السؤال الذي يجب أن يكون على قلب ولسان كل مسلم: كيف أكون عبدًا ربانيًا لأبلغ رضا الله والجنة؟ فيا بنا نتعرَّف على تلك الكيفيَّة من فضيلة الشيخ أحمد بن علي سير مباركي -عضو هيئة كبار العلماء -سابقًا- وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء-.
من هو العبد الرباني؟
من أراد أن يكون عبدًا لله حقا فليؤمن بالله ويحقق التقوى، ويستقيم على ذلك؛ هذا هو طريق العبودية الكاملة.
فيحافظ على طاعة الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، ويترك ما حرم الله ورسوله -عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- من الكفر والمعاصي.
فمن التزم هذا الأمر وصل -بإذن الله- إلى مرتبة الأولياء الذين قال الله فيهم، في الآية ٦٢ من سورة يونس (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون | الذين آمنوا وكانوا يتقون).
أكثِر من الطاعات
وكلما ازداد العبد من الطاعات كلما ازداد من الله قربا، كما قال الله تعالى في الحديث القدسي الذي يرويه النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ربه أنه قال (من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته، كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن؛ يكره الموت، وأنا أكره مساءته).~ رواه البخاري في صحيحه.
فعلى المؤمن الذي يريد ولاية الله ومحبة الله أن يستقيم على طاعة الله وطاعة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، ويجاهد نفسه على ذلك، ويَحذَر من أسباب الزيغ والردى والانحراف، ويُكثِر من العمل الصالح، ويدعو ربه دائما بالثبات على الحق كما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو ويقول (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك). ~ رواه الإمام أحمد والترمذي وصححه ابن حبان.
طاعة الله ورسوله
وهذا الطريق وهو طريق الاستقامة على طاعة الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، وهو الطريق الوحيد لدخول الجنة كما قال سبحانه في سورة فصلت (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون | نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون | نزلا من غفور رحيم).
وكما قال -جل شأنه- أيضًا في سورة الأحقاف (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون | أولٰئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون).
تنويه هام
وللتنويه؛ فإن (عبدي أطعني أجعلك عبدا ربانيا تقول للشيء كن فيكون) فهناك من يُلقيه ويُرَدده على أنه ذاك الحديث القدسي عن العبد الرباني؛ لكنه في الحقيقة حديث موضوع؛ فلم يُعثَر في شيء من كتب السنة. فلا يجب ترديده أو نشره.
فالزَم ما جاء من الصحيح في السنة النبوية من وصايا المصطفى ﷺ وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف لكي تصل إلى مُرادك؛ وهو أن تصبح عبدًا ربَّانيًا.