من نِعم الله على البشر أن جعلهم يمتلكون أحاسيس ومشاعر وعواطف تظهر في لحظات الفرح ولحظات الحزن. فعندما يحقق إنجاز أو تأتيه بشرى تظهر عليه ملامح الفرح والسعادة والسرور. وعندما يفقد الإنسان غالي تظهر عليه ملامح الحزن والآلام. وعندما يقلق الإنسان ويكتئب يظهر عليه القلق والارتباك والكآبة.
فحتماً ما تفعله باستمرار سوف تعتاده، وتعود لفعله مرة أخرى. فعندما تمارس القلق ستقلق لأبسط الأسباب، وعندما تعتاد الغضب ستغضب عند أتفه الأشياء، وعندما تعتاد الحزن والكآبة فستعتاد على ذلك وتعيش حزيناً وكئيباً، ولكن كيف نعود للاتزان ولوضعنا الطبيعي ونجتاز كل هذه اللحظات بحلوها ومرها؟ كيف نعود لمسمى (إنسان) الذي اشتق من النسيان؟
عش حياتك، أطلق نفسك، وأسعدها. لا تجعلها محبوسة خلف أبواب تلك الأعراض بل حررها وأطلق لها باب الأمل والسعادة والتفاؤل.
فمن أجل وأعظم نعم الله علينا أن جعلنا مسلمين، فبين أيدينا علاج لهذه الأعراض التي تصيبنا. ففي القرآن الكريم، شفاء. وفي الذكر ومداومته، شفاء.
لذا عليك! أن تدرك أن هذه الحياة زائلة وفانية لا تستحق كل هذا الحزن والقلق والكآبة فهناك حياة أبدية هي الهدف المراد الوصول إليه بسلام؛ فبممارسة الطمأنينة والراحة تتقن السكينة، وعليك بالتفاؤل وابني جدران الأمل لتتقن راحة البال.
ازرع الثقة وحسن الظن بالله في حياتك تنعم بالسعادة والأمان.
خاتمة: اعط نفسك راحتها وامنحها الأمان والأمل والتفاؤل، وثق، أن كل مُرٌ سيمر.
بقلم: مسلط مناحي البقمي