تعتبر السُّمنة أو زيادة الوزن مشكلة كبيرة يعاني منها العديد من الناس منذ أمد طويل، وهناك وسائل مختلفة للتغلب على هذه المشكلة من ضمنها الرياضة والتغذية، لكن حالياً وفي هذا الوقت هناك وسائل أخرى مختلفة عن هذه الوسائل منها العمليات الجراحية سواء كانت عمليات تكميم المعدة أو تحويل المسار أو وضع بالون في المعدة، ولكن على الرغم من وجود هذه العمليات فإنها تستدعي أيضاً ضرورة وجود نظام غذائي يساعد في الحصول على نتائج جيدة .
متى يمكن للمريض اللجوء لعمليات خاصة بالسُّمنة؟
ترى الدكتورة شيماء قايض ” أخصائية التغذية ” أنه لا يُنصح عالمياً بعمليات السُّمنة للمريض إلا في حالات خاصة وهي:
- عندما تتعدى كتلة الجسم مقدار 40 كيلوا دون أن يستطيع مريض السُّمنة تنزيل وزنه بصورة سهلة عند اتباعه لبعض الأنظمة الغذائية ومن ثم يُنصح له باللجوء إلى العمليات الجراحية لعلاج السُّمنة.
- هناك حالة ثانية يمكن لمريض السُّمنة اللجوء فيها إلى العمليات الجراحية للتخلص من الوزن الزائد في الجسم وهي عندما يكون معدل كتلة الجسم أكبر من 35 كيلوا جرام وفي نفس الوقت يعاني المريض من مرض السكر أو الضغط أو أي أمراض مزمنة أخرى مع تكرار محاولاته الفاشلة في تنزيل الوزن ببعض الطرق الأخرى غير العمليات الجراحية.
ما هي الأهداف السريعة لنزول الوزن؟
كما سبق الذكر، إذا كان معدل كتلة الجسم أو BMI أكبر من 40 كيلوا يمكن لمريض السُّمنة اللجوء لبعض العمليات الجراحية لعلاج هذا المرض ولكن لا يُنصح بأن تكون تلك العمليات هي الخطوة الأولى أو القرار الأول في العلاج وإنما يستوجب على مريض السُّمنة إجراء محاولات ذاتية عدة قبل اللجوء إلى العمليات الجراحية للعلاج لأن تلك العمليات قد يكون لها نتيجة سريعة ولكن سرعان ما يخسر المريض هذه النتيجة لأنه لم يعتاد النمط الغذائي الذي سيعتاد عليه فور ما يقوم بإجراء أي من تلك العمليات الجراحية للمعدة لعلاج زيادة الوزن.
بالإضافة إلى ذلك، هناك بعض المرضى الذين يقومون باتباع أنظمة غذائية معينة قبل إجراء العمليات الجراحية للمعدة لعلاج السُّمنة ومن ثم يقرر هؤلاء المرضى عدم إجراء أي عملية جراحية لإنقاص الوزن وذلك لما يرونه من آثار إيجابية لهذه الأنظمة الغذائية التي يمكن أن تساهم في إنقاص الوزن دون اللجوء إلى أي عملية جراحية كالتكميم أو البالون أو غيرها.
ما هو دور أخصائي التغذية مع مريض السُّمنة قبل إجراء عمليات السُّمنة؟
لابد لمريض السُّمنة من اتباع بعض الخطوات قبل إجراء أي عملية جراحية علاجية للمعدة تخص إنقاص الوزن منها:
- زيارة طبيب أو أخصائي التغذية.
- ضرورة نزول من 2 إلى 5% من وزنه قبل إجراء أي عملية جراحية للمعدة حتى لا يتعرض لأية مضاعفات جانبية أثناء إجراء العملية نتيجة تضخم الكبدة عنده.
- يجب أن يتبع مريض السُّمنة نظام غذائي معين قبل أسبوعين أو أكثر من إجراء العملية الجراحية ويكون هذا النظام قليل جداً بالسعرات الحرارية قد يصل إلى 80 سعرة فقط في اليوم ويكون قليل كذلك بالكربوهيدرات أو النشويات وعالي بالبروتين حتى يتهيأ الجسم ويستطيع تحمُّل العملية الجراحية التي يخسر فيها بعض الأنسجة والعضلات، مع ضرورة أن يكون هذا النظام الغذائي عالي بالسوائل لأن المريض سيخسر أثناء العملية كمية كبيرة من السوائل.
كيف يتم التعامل مع مريض السُّمنة الذي يعاني من أمراض مزمنة؟
هناك بعض الحالات التي تتطلب دخول مريض السُّمنة للمستشفى لعلاج بعض الأمراض المزمنة كحالات عدم انتظام السكر، ولابد أن يكون المريض تحت مراقبة الطبيب وأخصائي التغذية كما لابد من أخذ السعرات الحرارية اللازمة سالفة الذكر قبل أسبوعين من إجراء العملية.
يجدر الإشارة إلى اختلاف الأنظمة الغذائية التي يتبعها الشخص بعد إجراء العمليات الجراحية الخاصة بالمعدة لإنقاص الوزن حيث يختلف النظام الغذائي في حالة البالون عن التكميم أو تحويل مسار المعدة إلخ إلخ.
تُعد عملية البالون عبارة عن بالون يدخل لينتفخ داخل المعدة يساعد على تصغير حجم المعدة ومن ثم تقل كمية الطعام التي ينبغي على مريض السُّمنة تناولها بعد إجراء عملية البالون، بينما يبدأ النظام الغذائي لعمليات التكميم أو تحويل المسار بعد مراحل من إجراء العملية، كما يُنصح بعد عمليات تحويل المسار الاستمرار في أخذ المكملات الغذائية طوال الحياة لأن عملية امتصاص الأغذية عند هؤلاء الأشخاص الذين يقومون بهذه العملية تكون غير كافية لاحتياجات الجسم على عكس عمليات التكميم التي يمكن للمريض أخذ المكملات الغذائية في المراحل الأولى فقط بعد إجرائها ثم بعدها يمكن أن يتوقف المريض عنها في حالة استمراره على نمط حياة وغذائي صحي.
ما هي المراحل التي يمر بها مريض السُّمنة بعد إجراء العملية الجراحية؟
هناك 3 مراحل يمر بها مريض السُّمنة بعد إجراء العملية الجراحية لإنقاص الوزن وهي:
- مرحلة ما بعد العملية مباشرةً وهي مرحلة تُسمى بمرحلة الغذاء الصافي أو السائل الصافي كالشوربة والجيلي والعصائر بدون السكر ويمكن للمريض أخذ بعض المكملات الغذائية الخاصة بها، وتمتد هذه المرحلة من يوم إلى يومين بعد العملية، ويتمحور دورها في تهيئة المعدة للغذاء بعد العملية.
- أما المرحلة الثانية فيبدأها المريض مع السوائل لمدة أسبوعين كالحليب والزبادي والشوربة، كما يُنصح للمريض فيها بأخذ بعض المكملات الغذائية العالية بالبروتين لتعويض الجسم بالعضلات والأنسجة التي فُقدت أثناء العملية.
- هناك المرحلة الثالثة والتي يبدأها المريض بالغذاء المهروس أو الناعم ثم يستمر في هذه المرحلة لمدة 4 أسابيع تقريباً ويبدأ تدريجياً في إدخال بعض الأغذية الأخرى، كما يستوجب عليه تسجيل نوعية هذه الأطعمة التي يتناولها في هذه المرحلة ومعرفة تأثيراتها السلبية عليه.
- بعد هذه المرحلة يمكن للمريض تناول بعض الأغذية بكميات بسيطة وبصورة متعددة خلال اليوم.
كيف يمكن التعامل مع مكملات البروتين بعد إجراء عمليات السُّمنة؟
لا يجب صرف أية مكملات غذائية بعد إجراء العملية الجراحية لمريض السُّمنة إلا بوصفة طبية حتى يمكنه وصف المكمل الغذائي المناسب للمريض.
إلى جانب ذلك، قد يصعب على مريض السُّمنة بعد إجراء العملية الجراحية أخذ مكملات البروتين ومن ثم يمكن استبدالها ببودرة الحليب مضافة للعصير كما يمكنه أخذ بودرة البيض بجانب بعض الخيارات الأخرى البديلة عن المكملات الغذائية.
أضافت ” قايض “: بعد إجراء العملية الجراحية الخاصة بإنقاص الوزن هناك بعض المضاعفات التي قد تؤثر على حالة المريض، لذلك هناك بعض الإرشادات التي يُنصح بها لمريض السُّمنة بعد إجراء العملية الجراحية منها:
- تجنب تناول السكريات تماماً لأن السكر سيزيد من بعض المضاعفات الصحية كالشعور باللوعة والحموضة والنفخة.
- يُنصح بعدم استعمال الشفاط أو المصاصة عند الشرب حتى لا تتسبب في دخول كمية كبيرة من الغازات للمعدة.
- يجب شرب 30 ملم من المشروب الذي يتناوله سواء الماء أو الشوربة أو غيرها كل ربع ساعة.
- الابتعاد عن تناول الشوربات الدسمة والعمل على تناول الشوربات بدون الكريمة.
كيف يمكن لمريض السُّمنة تناول الخضروات والفواكه بعد العملية؟
يمكن لمريض السُّمنة إضافة الألياف إلى الأغذية التي يتناولها في مرحلة soft diet أو الغذاء اللين المهروس حيث يجب أن يكون الخضار حينئذ لين ومطبوخ بشكل كبير، وفي نفس الوقت الفواكه يمكنه تناول الفواكه اللينة الناعمة مثل الموز والتوت والتفاح المهروس أو المطبوخ، وبعد ذلك يمكنه تناول بعض الأغذية الأخرى اللينة كالطماطم وبعض الخضروات الأخرى كالخيار بدون تناول القشرة.
على الجانب الآخر، في حال مخالفة هذه التعليمات أو الإرشادات سابقة الذكر فإن ذلك يتسبب في شعور المريض ببعض الأعراض منها:
- الحموضة.
- وجود الغازات واللوعة.
- الإمساك المزمن.
- تساقط الشعر.
- ذبول البشرة.
- تقصف الأظافر.
كم يحتاج مريض السُّمنة للرجوع إلى وضعه الطبيعي بعد العملية؟
يحتاج مريض السُّمنة إلى 6 أشهر تقريباً بعد العملية الجراحية للرجوع إلى حالته الطبيعية حيث يمكنه البدء في تناول الأكل العادي بعد شهر ونصف من إجراء العملية الجراحية يقوم فيها بتجريب الأطعمة الجديدة ومدى تأثيرها على المعدة وصحته بشكل عام بعد إجراء العملية الجراحية.
بعد الستة أشهر تظهر مشكلة زيادة الوزن مرة أخرى لأن المرضى يقومون بخطأ كبير وهو الرجوع إلى النمط الغذائي قبل إجراء العملية الجراحية للمعدة لإنقاص الوزن لأنهم يقومون بتناول السكريات و junk foods وغيرها.
وختاماً، فيما يخص مرضى الأمراض المزمنة كمرضى السكري فإنه يمكنهم اتباع نفس الأنظمة الغذائية للأشخاص العاديين مع مراعاة أنه يتحسن لديهم مستوى السكر بعد إجراء العملية الجراحية حيث يصل السكر التراكمي للمعدل الطبيعي تقريباً بسبب خسارة كمية كبيرة من الدهون بعد العملية الجراحية، وفي حالة وجود مضاعفات على بعض مرضى السكري يُنصح أن يظلوا فترة أخرى داخل المستشفى تحت الملاحظة الطبية.
أما عن الرياضة فعادةً يمكن للمرضى ممارستها بعد توصية طبية بعد شهر تقريباً من إجراء العملية الجراحية.