عام مضى وتلاه عام، انفرطت أيامه، وانفرط معها بعضنا، رأينا فيها كثيرا وسمعنا أكثر وبين ما رأينا وسمعنا لم نفعل شيئا سوى الصمت، نندهش بصمت، ونتعاطف بصمت، ونشجب ونرفض بصمت أيضاً.
تمر الأيام والليالي وتتبدل الأحوال وتوافينا الأحداث كل يوم بجديد، قد نفقد حلما أو تتعثر الخطى أو يشق السير ولكن يظل الأمل الوحيد والدعم الأكيد في صحبة من نحب، وفقط من نحب، لذا يستحقون ونحن على أعتاب عام جديد أن نقول لهم بأعلى أصواتنا ومن أعمق أعماقنا: كل عام وأنتم بخير 2023، بل كل عام وأنتم الخير للأيام!
عام مضـــــــى وأقبل … على الأرض عــــــام
وأحبة الروح باقون … تحلو بهم مرارة الأيــام
لا يطيب العيش بدونهم … فهم يسقوننا حلو الغرام
فلا حرمنا ودهــــــــم … ولا عدمنــا وصلـــــهم
ولهم سلام منـــــــــا … كمـــسك الختــــــــــام
لكن.. تُرى من يستحق منك تهنئة بمناسبة حلول العام الجديد؟
أحيانا وفي زحمة الحياة ننسى أن نهنئ من يستحق منا التهنئة، والأسوأ من ذلك أننا أحيانا ننسى أو نتناسى أن نسأل أنفسنا من هم أصلاً الذين يستحقون تهنئتنا من القلب؟
انظر حولك تفقد ملامح الوجوه بوعي وواجه نفسك بما تراه، لا تكذب على نفسك ولا تجمل صوراً بدا لك قبحها.. هنئ قلوبا تعلم أنها تنتظر تهنئتك بكل شوق! هنئ حبيبا أفرطت في هجرانه وأفرط هو في حبه لك، قسوت عليه وأوسعته تجاهلا وهو كما هو لا يزال على العهد باقيا.
- هنئ بالعام الجديد يدًا امتدت لك بالمساعدة والعون ذات يوم، وساندتك ذات يوم!
- هنئ رفيقا شاركك رحلة سنوات ماضيات ولم يتخل عنك حتى في أصعب المواقف وأحلك اللحظات!
- هنئ صاحباً صاحبك في حلو الحياة ومرها، وكان صادقا صدوقا، لم يغش لم يخدع ولم يخن!
كل عام وأنت يا أوفى صديق …. صديــــــــــق
كل عام وأنت المدد أنت الأمل …. في كل ضيـق
كل عام وأنت السند وأنت الدهر … وأنت الرفيـق
هنئ إخوة طابت بصحبتهم أيامك، واختلطت بأمنياتهم أحلامك، هنئهم فهم من يمنحوك الأمان وهم من يشدون عضدك، وهم من تلوذ بهم إذا جارت الدنيا أو مال عنك ميزانها.
هنئ أطفالك لأنهم رسموا على وجهك ألف ابتسامة، وأنت في قمة تعبك وقمة انزعاجك، هنئهم لأنهم الدافع الذي يمنحك القوة لتقوم وتواصل الحياة بعد كل سقوط، وهم الذين يجعلون الإرادة والعزم يدبون في أوصالك بعد أن يبلغ بك الوهن منتهاه! هنئهم لأن الحياة والكفاح والمشقة كلهم يكتسبون القيمة ويستمدون الأهمية من وجودهم، ولأن كل صور التعب والمعاناة التي تبذل لهم ومن أجلهم يتوجها سلامتهم وسعادتهم ووصولهم إلى بر الأمان.
هنئ زوجتك فهي من تصاحبك الرحلة وتشاركك تفاصيلها، وتتقاسم معك راضية كل أوجاعها وصعوباتها، هنئها فحلمكما واحد، وفرحكما واحد، وهدفكما في هذه الحياة غالبا واحد، هنئها مهما عكر صفوكما من خلاف أو اختلاف، فإن الحياة لا تسير على وتيرة واحدة، ولكن في النهاية يبقى نصفك الأخر وشريك الدرب الذي يحمل همك ويسهر على راحتك ويتألم لألمك هو.. زوجتك.
هنئ جيرانك فهم مصدر من مصادر أمنك، وهم الأقرب إليك عند كل شدة، وهم الذي أوصيت بهم خيرا، وهم شركاء حيك، يجمعكم المكان والزمان، وتتقاسمون الأحداث معا.
هنئ أصحاب الطفولة ورفاق الذكريات، استقبل عامك الجديد بإحياء ذكرياتك معهم، أرسل لهم أرق التهاني والأمنيات التي يفوح منها عبق الحنين، وتشع منها أنار السعادة القديمة بتفاصيلها التي تحفر في القلوب علامات الحب وخطوط البراءة.
هنئ أمك، وهنئ أباك، فهم سر وجدك وسبب قدومك لهذه الحياة، هنئهم بما يليق بهم وما يليق بعطائهم، وجهودهم وسهر الليالي وحب السنين، الذي لا يعرف الملل ولا يعترف بالفتور، هنئهم بما يستحقون من الحفاوة والتقدير والإكرام والتكريم والتبجيل، هنئهم بما يليق بحبهم غير المشروط واهتمامهم الاستثنائي، بالغ في التودد إليهم وتمن لهم خالص السعادة والبركة في العمر، تمن لهم من أعماق قلبك السعادة والصحة والعافية، اعلم أنهم ينبوع البركة في أعوامك الماضية ونبعها في هذا العام الجديد وما بعده من أعوام، أطال الله أعمار أباءنا وأمهاتنا ومتعنا ببركة وجودهم بيننا ونفعنا بدعواتهم الصادقة لنا، كل عام وكل أب وأم بخير.