يسعى الوالدان لاستخدام أفضل الطرق في تربية أبنائهم ورغم ذلك يقع الكثيرون في أخطاء جمة البعض منها يتمثل في استخدام مصطلحات وكلمات لا تتماشى مع أساليب التربية الصحيحة ويجب تجنبها قدر الإمكان وفق ما ذكره المتخصصون.
هذه الكلمات قد تُستخدم بشكل غير مقصود إلا أن البعض الآخر منها قد يكون مقصوداً الأمر الذي يبعث على الخوف والإيذاء النفسي الشديد على الأطفال.
كيف تؤثر كلمات الآباء على الأبناء؟
قالت الخبيرة النفسية والأسرية ” لما الصفدي” في البداية يجب علينا الإشارة إلى أن هناك مجموعة من الكلمات والجُمل لا يجب علينا توجيهها إلى أطفالنا على الرغم من أننا نفرح كثيراً حين نرى الطفل يلفظ كلماته الأولى من بابا وماما وغيرها.. ولكن هناك البعض ممن يفخرون بأنهم يعلمون أبنائهم الصغار مجموعة من الكلمات النابية التي تُعتبر بمثابة مزحة وقد تكون في بادئ الأمر على هذا الأساس الفكاهي المازح ولكن حين يكررها الطفل بعد ذلك أمام الأهل والغرباء سيضطر الأهل بعد ذلك إلى ضرب الطفل كعقاب له على ما قام به، وهنا يكمن معنى ما هو مقصود وما هو واقع بالفعل مع الأطفال.
وتابعت “لما الصفدي” على الجانب الآخر، هناك بعض الألفاظ التي نلفظها أمام أطفالنا دون قصد مثل نطق عبارة ” أنت كذاب ” وهو ما يعتبر خطأ كبير حيث يجب لا يجب علينا نطق أو وصف أطفالنا بمثل هذه الألفاظ التي حتماً تؤثر عليهم سلباً حتى وإن كانت هذه الكلمات بهدف تحفيز الطفل للأفضل حيث أن مردود هذه الكلمات سيكون أسوء.
لماذا تؤثر الكلمات السلبية على أطفالنا؟
هناك بعض الطرق والألفاظ التي يمكننا استخدامها بدلاً من تلك الألفاظ والجمل السلبية التي تؤثر على أطفالنا حيث أنه حين يكون لدينا طفل كذاب فلا يجدر بنا وصفه بهذا الوصف وإنما يمكننا وصفه بأنه طفل رائع وصادق وإنما هو يمزح في هذا الموقف كما يمكننا أن نطلب منه تصحيح كلامه الذي نتيقن أنه كذب ومن هنا يمكن للطفل اعتبار الكذب بمثابة حد عالي يرهبه بشكل دائم ومن ثم سيمتنع عنه فيما بعد.
بالإضافة إلى ذلك، يمكننا القول بأن الأطفال الصغار في هذا الأمر هم كالمغناطيس يجذبون كل ما يسمعونه منا من كلمات وتصرفات وسلوكيات يمكنها أن تؤثر على شخصيتهم فيما بعد.
أردفت “لما” يمكن للأطفال الصغار استعمال الألفاظ الغير لائقة من خلال بعض التراكمات البيئية من حولهم مما يزيد لديهم من المخزون اللغوي خاصة المكتسَب من الأب أو الأم.
بالإضافة إلى ذلك، هناك بعض السلوكيات السلبية التي تؤثر على شخصية الطفل ومنها إعطاء المثل السلبي له كتشبيهه بأبيه أو بأمه في بعض السلوكيات السلبية التي يقوم بها، لذلك لا يجب علينا تشبيه الطفل بسلبيات والده أو والدته.
خطورة ذكر سلوكيات الطفل السلبية أمامه بصورة مباشرة
من الضروري أن نقوم بتمثيل أبنائنا على أنهم مثال رائع أمام الآخرين حيث أن الأطفال وخاصة بعد 4 سنوات يزيد لديهم ما يُسمى بالاكتساب الاجتماعي أي علاقاتهم الاجتماعية بالآخرين مما قد يؤدي إلى زيادة السلوكيات السلبية خاصة أمام الآخرين من جانب الطفل دون مبالاة، لذلك يجب ذكر كل ما هو إيجابي عن الطفل خاصة ما يُحكى أمامه مما سيدفعه إلى الثقة بالنفس بدرجة أكبر وسيزيد من هذه السلوكيات الإيجابية في المرات القادمة.
وأخيراً، كما أن ألفاظنا تؤثر على أطفالنا سواء بالسلب أو بالإيجاب فإن سلوكياتنا تؤثر كذلك عليهم وربما بدرجة أكبر، لذلك لا يجب على الأهل الكذب على سبيل المثال أمام الطفل وفي نفس الوقت نطلب منه عدم الكذب خاصة عند بلوغه 4 سنوات وهو العمر الذي يبدأ في الطفل بتطبيق ما اكتسبه من سلبيات أمام الناس.