قل لي متى انتهينا حتى نعود؟ أعتبر بحق.. تلك المرأة التي تعمل في نظافة المدرسة أفهم وأعرف من امرأة أخرى تهدد بلسانها كثيرا.. ولا تستطيع أن تفعل بقلبها!
الأولى كانت تدعو بعد أن تزوج عليها زوجها: اللهم انزع مودته من قلبي!
أما الأخرى فكانت تزبد وتربد وتهدد وتتوعد إن تزوج عليها زوجها أنها ستكرهه وتمقته وربما تقتله شر قتلة وتسفك دمه.. بعد أن عاشت أياما وردية في معيته وأحبته أكثر من نفسها لسنين!
هل الحب هو مقدار نتحكم بكميته وبقلته وكثرته؟
أولا.. دعوني أبسط الموضوع بشكل واضح.. هل لنا تحكم في أن نحب من نريد ونكره ما نريد ؟
أحيانا.. تحب إنسانا لا يعرف حتى أبسط المعلومات عنك وهو اسمك، ولم يشاهد صورتك، وأنت تفدي الأرض التي يمشي عليها وتحب الثرى الذي يطؤه بقدميه.. ومقدار حبك في قلبك له ليس نتيجة لردة فعل أو هدية أو وصال أو لغة عيون أو مساس كفين ببعضهما.. أنت تحبه لأن الله قد قذف حبه في قلبك فلا تستطيع لذلك مخرجا.
وهذه هي الأولى!
ثم مقدار الحب.. كميته أو حجمه أو كثافته أو أي شيء يصف هذا المقدار.. لا تتحكم أنت فيه بقدرة منك بعقلك، فهو ليس ثوبا تتحكم بمقاسه أو أكلا تتحكم بكميته أو شيئا موزونا تتحكم بوزنه.. هو شيء مجهول كنهه معلوم أثره.. يرسله الله في قلبك ويسقط فلا تتحكم فيه ولا تعرف أن تنتزعه أو تزعزعه أو تزيله أو تفنيه.. ربما تنساه مع مرور السنين لكن لن تستطيع إزالته.
لذا من ظنت أن تهديد الزوج حين يتزوج من ثانية بأنها ستكرهه وتمقته وتزيل حبه من قلبها وتجعل مكانه الضغينة والحقد الدفين أو الكره الأبدي بإرادتها وقوتها وعزيمتها.. هي بائسة تتمسك بخيط رفيع من الأمل المغطى بالألم.. ليس في يدها ولا في يديه هو أن ينزع الحب أو يزلزله أو يهد أركانه.. الحب بيد الله يقذفه في قلب من شاء من عباده.
بقلم: محمد الصالح
وهنا تقرأ: الحب هو الاهتمام