تخيل لو أن كل ما تصنعه يصبح حقيقياً على أرض الواقع، ونستطيع استخدامه والتفاعل معه مثل؛ إناء الورود، الكوب، الكرسي وحتى الدمية. إن هذه الفكرة شبيهة بمفهوم الكلايترونكس (بالانجليزية: Claytronics).
ما هي تقنية الكلايترونكس؟
هو مفهوم مستقبلي يجمع بين الروبوتات النانوية؛ أي صغيرة الحجم وعلم الحاسب لصنع حواسيب بحجم النانومتر، وتُسمى “ذرات كلايترونية ” أو كاتومز قابلة للبرمجة.
ثم يمكن أن تتفاعل مع بعضها مكونة أشياء مادية ثلاثية الأبعاد نلمسها ونستخدمها ونتفاعل معها.
كما أن هذه التقنية ستمكننا مستقبلاً من بناء كرسي مثلاً والجلوس عليه أيضاً، وليس هذا فحسب بل نستطيع إعادته إلى شكله الأولي ليسهل تخزينه.
تطبيقات تقنية كلايترونكس
إن قدرة الكاتومز على تكوين أشكال ثلاثية الأبعاد ستُحدث طفرة في مجال الاتصال، فكما تمنحنا البرامج والأجهزة القدرة على التواصل سمعياً ومرئياً ستمنحنا هذه التقنية مستقبلاً القدرة على السماع والرؤية واللمس أيضاً.
ومن المتوقع أن تُغير هذه التقنية مفهوم إرسال الأشياء واستقبالها أيضاً؛ فسنتمكن بهذه التقنية من إرسال أجسام ثلاثية الأبعاد بكل تفاصيلها.
كما أن هذه التقنية ستُفيد المهندسين والمعماريين، وتُسرع عمليات الإنتاج في الشركات، وربما تدخل في مجالات متنوعة أخرى مثل؛ الطب والتعليم، وربما صناعة ألعاب وأدوات ترفيهية متنوعة للأطفال.
وقد ترغب بقراءة: تقنية اللحوم المصنعة
كيف تعمل تقنية الكلايترونكس؟
كما أخبرناكم سابقاً أنه يتم صنع حواسيب بحجم نانومتر تُسمى “ذرات كلايترونية” أو كاتومز.
إن هذه الكاتومز تتألف بشكل أساسيٍ من وحدة معالجة مركزية وجهاز شبكة للاتصال وشاشة عرض ببكسلٍ واحد، وعدة مستشعرات وبطارية، ووسائل تجعلها متماسكة مع بعضها البعض.
ولكي تصبح فكرة الكاتومز أو الذرات الكلايترونية قابلة للتطبيق يجب أن تحقق مجموعة من المعايير وهي:
- يجب أن تكون الذرات الكلايترونية قادرة على الحركة في ثلاثة أبعاد متناسبة مع بعضها.
- أن تكون قادرة على الاتحاد مع بعضها لتكوين شكل ثلاثي الأبعاد.
- يجب عليها أيضاً أن تكون قادرة على حساب معلومات الحالة.
أما بالنسبة للجزء البرمجي أو برنامج الحاسوب فيها فعليه أن يكون قادراً على تنظيم ملايين الذرات وتحريكها لعمل الأشكال ثلاثية الأبعاد.
ولغات البرمجة الحالية لن تكون قادرة على التعرف على كل ذرة كلايترونية كونها تغير من ترتيبها وشكلها مع تغير التطبيق، ولهذا الغرض طور العلماء لغتي برمجة لديها القدرة على إرسال الشكل النهائي المطلوب للذرات لتُعيد ترتيب نفسها كلً على حدة.
إلا أن هناك تحدياً آخر يواجه العلماء، فبالوصول إلى حجم صغير جداً من الذرات الكلايترونية سيُصبح حجم البطارية الحالية أكبر من حجم الذرات نفسها، وبالتالي؛ لابد من البحث عن حل بديل للطاقة.