من الكراسي التي أكن لها عداء شديدا وبغضا مقيتا «كرسي الحلاق»، ليس لأن العامل الذي يقف على رأسي عند جلوسي عليه يبدأ بجملته الشهيرة «من الحمار اللي حلق راسك» مع أني لم أذهب لغيره منذ أشهر، وليس لأنه يقوم بسرد قصة حياته وذكرياته وباقي مغامراته حتى يوسوس لي الشيطان بأن أقوم بقتله، ولا لأن الحشرات الطائرة في ذلك المكان يزيد عددها على عدد محال الحلاقة في مدينة الرياض! ولكن لأن حالة «الفوبيا» التي أتمتع بها ضد أدوات الحلاق تجعلني في حالة قلق عارم في كل مرة يمرر فيها بعض أدواته من فوق رأسي!
ومن المعلوم أن بعض «صالونات» الحلاقة تعد بيئة مثالية للغاية لنقل البكتيريا والفطريات من زبون مصاب إلى آخر سليم، كيف؟
بعض العاملين في هذه المحال ومن باب خفض التكاليف بالطبع ولا شيء غيره، فإنه يظل يستخدم أدوات الحلاقة نفسها كالأمواس والشفرات وملاقط الشعر وينتقل بها من رأس زبون إلى وجه آخر حتى يكتب الله له نهاية مأساوية بالنسبة إلى الحلاق كأن تنكسر أو أن تتوقف عن العمل من تلقاء نفسها، ولولا الأسباب السابقة لظل بعض الحلاقين يستخدم الأدوات نفسها دون اكتراث بحجم المصائب التي قد تنتج من ذلك من انتقال لفيروسات الكبد الوبائية بمختلف أنواعها!
في بعض محال الحلاقة هنا تستطيع وببساطة أن تميز وجبة الغداء التي كان يطبخها الحلاق كلما اقترب منك أكثر. وتصبح العلاقة طردية بين اقترابه منك وكمية المقادير المستخدمة في وجبته التي أكمل نصفها!
وفي بعضها الآخر من الممكن أن تصاب بارتجاج في المخ عندما يقوم الحلاق «نجار سابق» بمباغتتك وعمل «مساج» لفروة شعرك لتصل آثاره إلى أجزاء من المخ والمخيخ وطقم الأضراس الأمامية!
جميلة هي الحملة التي تقوم بها الإدارة العامة لصحة البيئة في أمانة منطقة الرياض والتي تستهدف من خلالها «صوالين» الحلاقة وإلزامهم بتطبيق بعض الاشتراطات التي من شأنها تقليل الإصابة بالأمراض المعدية حتى لا يصبح كرسي الحلاق كرسيا «للإعدام»!
بقلم: ماجد بن رائف