إيطاليا التي كانت جنة كرة القدم، وتراباتوني مدرب كرة القدم قال للاعبي البايرن ميونخ أن اللعب في إيطاليا له مميزات خاصة.
حقق المنتخب الإيطالي كأس العالم عام 2006 وبدأ ما يمكن تسميته بالتراجع الخطير في الكرة الإيطالية وصولاً لعام 2011 الذي حقق فيه نادي إنتر ميلان دوري أبطال أوروبا.
أسباب تراجع الكرة في إيطاليا والمنتخب بطبيعة الحال
ذكر محمد بزي ” الصحفي الرياضي ” أن الكرة الإيطالية بالتأكيد قد شهدت تراجعاً شديداً على مستوى:
- نتائج الأندية في البطولات الأوربية.
- مستوى المنافسة على صعيد بطولة الدوري.
- المنتخب الإيطالي.
جاء هذا التراجع منذ بداية ظهور ما يسمى بفضيحة الفساد الكبرى التي هزت أركان الكرة الإيطالية عام 2006 والتي أدت إلى:
- هبوط يوفنتوس إلى الدرجة الثانية.
- تغريم الأندية.
- لجوء الأندية للمحاكم وحدوث فوضى في ذلك الوقت بين الأندية والحكام ومدراء رياضيين ورؤساء الأندية، وهو ما أدى إلى تراجع الكرة الإيطالية بشكل ملحوظ وهز الثقة فيها على مستوى المجتمع الرياضي العالمي واللاعبين أيضاً.
هناك أسباب لتراجع مستوى الكرة في إيطاليا من أهمها:
- عدم الاعتماد على اللاعبين الشباب حيث لم يكن هنالك لاعبين شباب بمستوى عال في هذه الفترة بعد عام 2006، كما لجأ عدد من الأندية المتوسطة في إيطاليا إلى استقطاب لاعبين شباب موهوبين من بلدان أخرى كالتشيك وبلغاريا وسلوفينيا مما أضر كثيراً بالدوري الإيطالي والمنتخب الإيطالي ودفع الأندية إلى الاعتماد على كبار السن، ومن أمثلة هؤلاء اللاعبين:
- توتي.
- ديل بييرو.
- توني
إنزاكي. - زامبروتا.
هذا الأمر أثر كبيراً على المنتخب الإيطالي وتراجع مستواه في كأس العالم عام 2010 وعام 2014 حتى أنه تسبب في خروج المنتخب الإيطالي من دور المجموعات لمرتين متتاليتين، وهذا أمر كارثي بالنسبة لإيطاليا، والضربة الكبرى كانت في عام 2018 عندما لم يتأهل المنتخب الإيطالي إلى كأس العالم من الأساس.
- عدم تماشي الأندية وملاك الأندية مع تطور كرة القدم العالمية في العصر الحديث، بمعنى أن كرة القدم في هذا الوقت تطورت كثيراً في سياسة إدارة الأندية حيث أصبحت الأندية بحاجة إلى الاستثمار أو العمل كمؤسسة اقتصادية، وهو الأمر الذي لم نشهده في إيطاليا بحيث أن مُلاك الأندية بقوا على آرائهم وأفكارهم الرجعية عن طريق:
- التحكم في النادي.
- شراء اللاعبين وفق أهوائهم.
- عدم الاستثمار في السوق بالشكل الصحيح، مما أدى إلى تراجع الأندية الإيطالية مقارنة بالأندية الإسبانية والإنجليزية التي كانت في ذلك الوقت تستقطب لاعبين شباب وتعزز فرقها ومنتخبها بلاعبين موهوبين وتستثمر في السوق، وتطور من أدائها الهجومي والدفاعي داخل الملعب فضلاً عن اللعب النظيف.
ونقرأ هنا سويَّا عن الريمونتادا
أسرار سيطرة نادي يوفنتوس على اللعب المحلي
برأيي أرى أن بداية حقبة كسر يوفنتوس إن صح التعبير قد بدأت من هذا الموسم، وإن لم يستطع إنتر ميلان تحقيق اللقب هذا الموسم فبالتأكيد سيحققه الموسم المقبل لعدة أسباب أهمها مدرب يوفنتوس أنطونيو كونتي الذي في بداية الأمر عام 2011 صنع فريقاً بأقل إمكانيات ولاعبين عاديين مثل سيميوني بيبي وجاريبيبا وجوفينكو وآخرين، وتمكن هذا المدرب بهذا الفريق أن يفوز بلقب الدوري بمساعدة الملعب الجديد الذي أقامه يوفنتوس في هذا الوقت والذي جلب العديد من المشجعين وساهم في تحسين النادي على المستوى الاقتصادي والأموال.
هذان العاملان ” كونتي والملعب ” ساهما في أن يصنع يوفنتوس حقبة تاريخية في السيطرة على الكرة في إيطاليا مستفيداً من تراجع أداء ميلان وإنتر منذ ذلك الحين، فضلاً عن قلة إمكانيات روما ونابولي اللذان ينافسان يوفنتوس باللحم الحي دون أن نقارن ميزانية كلاهما بالآخر، وعلى الرغم من ذلك كانا يحاولان اللحاق بيوفنتوس.
وختاماً، هذا الموسم انقلبت الآية إن جاز التعبير حيث انتقل المدرب أنطونيو كونتي إلى نادي إنتر ميلان الذي أصبح يعيش اليوم استقراراً فنياً وإدارياً، كما تحرر من قيود اللعب الغير نظيف، وبات بإمكانه ضخ الأموال في السوق الرياضي والتعاقد مع أي لاعب يريده حيث تعاقد مع لوكاكو الصيف الماضي، وانتدب أليكسيس سانشيز ولو بسعر قليل بالإعارة، وبات اليوم في ماركات الشتوي هذا النادي قريباً من ضم أوليفير جيرو وأريكسين الذي كان مطلوباً من أندية عريقة كباريس سان جيرمان وريال مدريد.
هذه المؤشرات تدل على أن إنتر ميلان عاد للطريق الصحيح مع مدرب كبير على الصعيد المحلي والدولي حيث حقق الدوري الإنجليزي مع فريق تشيلسي والإيطالي 3 مرات مع يوفنتوس، ويبقى علينا الآن انتظار يوفنتوس مع ” ساري ” المدرب الجديد وننظر هل يستمر يوفنتوس بهذا التألق في المواسم القادمة أم غير ذلك.