تفاصيل الاستشارة: أنا شاب ملتزم ومتدين، مشعر جدًا خاصَّة من عِند الذراع، وهذا الشَّعر كثيف لدرجة مُزعجة؛ فهو طويل وخَشن، وأكثر من ذلك زوجتي تشمئز منه.
مشكلتي أرقتني منذ زمن، ولكني كنت أكبت ذلك داخلي. أريد أن أخبركم أنه منذ بلغت لم أخرج من البيت بقميص بكم قصير أو حتى سبحت في مكان عام. سوف تسألونني عن الجديد الذي أثار رغبتي في التصرف حيال الأمر؟.. هو زوجتي، حيث إنها عرضت علي مساعدتي، والمهم أني أريد تخفيف الشعر ولا أريد التخلص منه كليا.. اقترحت زوجتي أن أقوم بنزعه بالشمع مرة أو مرتان، وبعد ذلك سوف ينمو أنعم وأقل حجما وكثافة ما رأيكم بهذا الحل؟ أو أنكم تقترحون حلا آخر؟.
ساعدوني ساعدكم الله ووفقكم.. أنا حقا متضايق جدا، كنت أعتقد أنها مشكلة نفسية فتوجهت إلى أخصائي وأخبرني أنها ليست نفسية بالقدر الذي يتطلب علاجا وأنه ليس من خطأ لا في الأخلاق ولا في الدين أن يتم معالجة الأمر وحله والتخلص من الشعر الكثيف، ولكني أريد أن أؤكد لكم أني لا أريد التخلص من كل الشعر بل أريد أن يصبح طبيعيا.
الإجـابة
ردَّ د. زين العابدين محمد –استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية– على السائِل؛ فقال: أحيي فيك أخي العزيز حرصك على إرضاء زوجتك وهو ما جعلك تلح في السؤال لإيجاد حل لمشكلة كثافة الشعر لديك، ولكن لا بد أن تدرك الزوجة أن هذه طبيعة في الرجل لا تدعو أبدا للاشمئزاز.. أدام الله التفاهم والمودة بينكما ورزقكما حياة سعيدة.
وبالنسبة لكثافة الشعر لدى الرجال فهي طبيعة تختلف من رجل لآخر وفقا لنسبة هرمونات الذكورة لديه ويبدو لي من وصفك أن المشكلة متفاقمة لديك بالقدر الذي يزعجك ويزعج زوجتك أيضا، فقد ذكرت أن الشعر كثيف وطويل وخشن.. وطبعا أتوقع أن يكون هذا الأمر لديك طبيعيا أي أنك لا تعاني من أي خلل في الهرمونات، ولكن دعنا –قبل البدء بالتعامل مع مشكلة كثافة الشعر– نلجأ لطبيب مختص في الغدد الصماء للتأكد من أن مستوى الهرمونات لديك في المستوى الطبيعي له وأعني تحديدا هرمون الذكورة (التيستوستيرون).
وبعد الاطمئنان على مستوى الهرمونات يمكن تخفيف الشعر بعدة طرق فلم يرد شرعا ما يمنع هذا التخفيف.
والطرق المتاحة لتخفيف الشعر كثيرة من بينها ما ذكرته الزوجة وهي طريقة إزالة الشعر من البصيلة Epilation، وتشمل استعمال الشمع أو محلول السكر بالليمون، وهذه الطريقة هي أكثر فعالية من غيرها حيث يستغرق الشعر مدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع للنمو من جديد، وقد يؤدي هذا الإجراء المتكرر –ربما لمدة تصل إلى سنوات– إلى إضعاف بصيلة الشعر والحد من سرعة نموه من جديد، إلا أنه من عيوب هذه الطريقة الألم المصاحب لشد الشعر عند إخراجه من الجلد خاصة مع كثافته، ونادرا ما يحدث بعض الالتهاب الجرثومي للفجوات الناجمة عن ذلك، وعليه فيجب اتباع الإجراءات الصحية اللازمة للمحافظة على نظافة الجلد والأيدي قبل الشروع في هذا الإجراء.
وهناك أيضًا طريقة الحلاقة بالموسى ومن المعلوم أنها الأكثر استعمالا للإزالة المؤقتة ليومين أو ثلاثة، وبعكس ما هو مشاع، فإن هذه الطريقة لا تؤدي إلى زيادة في نمو الشعر حسب الاعتقاد الخاطئ.
أما المستحضرات الكيميائية المتوفرة في الأسواق لإزالة الشعر Chemical Depilatories فهي سهلة الاستعمال وخالية من الألم، وتوجد على شكل كريمات أو بخاخات أو رغوة، وتحضر هذه العقارات من حامض الثيوجليكول Thioglycolic Acid، وتقوم هذه المادة بإذابة الشعرة وفصلها عن الجلد بكل سهولة.
أضف إلى هذه الطرق استخدام الليزر لإزالة الشعر، ويمكن أن يتم إزالة جزء من الشعر أو تخفيفه بجهاز ليزر معين وهو متوفر الآن بعدد من الدول العربية، وذلك بعدد من الجلسات إلى أن يصل مستوى الشعر للحد المقبول بالنسبة لك، ولكنها طريقة مكلفة.
ومن الطرق المكلفة أيضا ما ظهر حديثا من عقارات وهو عقار يحتوي على مادة الإفلورنيثين هيدروكلوريد Eflornithine HCI وهو إنزيم مثبط لنمو الشعر لكنه لا يزيله نهائيا حيث يمسح به على الجلد بعد إزالة الشعر (سواء بالحلق أو النزع) بهدف إضعاف نموه، ويستخدم مرتين يوميا ويترك على البشرة لمدة أربع ساعات على الأقل مع الاستمرار في ذلك لمدة ثلاثة أشهر لضمان ظهور نتيجة، ولكن أود أن أشير إلى أنه لا يجوز استخدام هذا العقار إلا بعد مراجعة طبيب مختص فهو عقار موصوف للسيدات وتحت احتياطات وتحذيرات خاصة، وعليه فيجب وصفه من قبل طبيب أخصائي جلدية.
أخي العزيز، بقي عليك مراجعة طبيب الغدد الصماء، ومن ثم الاختيار من بين هذه الطرق سابقة الذكر.. فاقض ما أنت قاض، وأرجو أن تتابعنا بأخبارك.
أكرمك الله وبارك لك ورزقك حياة سعيدة هنيئة في ظل طاعة الله ورعايته.