العنوان أعلاه لأحد أشهر الكتب في التخطيط والاستراتيجية العسكرية. ولكن بعد أكثر من 2500 سنة من كتابته، تغيرت قليلا النظرة إليه وأصبح يعتبر أول أحد أهم الكتب التي كتبت في الإدارة. فالكاتب يسهب في وضع أهمية قصوى على التنظيم والتخطيط والمناورة وقراءة الخصم، وهي أمور أساسية في الإدارة الحديثة.
الكتاب يعتبر أيضا من أكثر الكتب الوضعية التي أثرت بشكل مباشر في تاريخ البشر. فكاتب الكتاب سون تسو عين قائدا لجيوش إمبراطور الصين أثناء فترة توحيد الممالك الصينية حتى وصلت إلى الاتساع الجغرافي التي هي عليه الآن. وطوال الـ 2500 سنة الماضية كانت تعتبر الصين أحد أقل مناطق العالم اضطرابا وحروبا بسبب الفلسفة الصينية الكلاسيكية التي تدعو للسعي وراء الحكمة والسلام، وأيضا حسب كثير من المؤرخين بسبب كتاب فن الحرب الذي يركز في أغلب فصوله على كيفية الانتصار في الحروب دون خوض معارك. فأشهر عبارة في الكتاب التي تحولت إلى مثل يستخدم في عديد من اللغات هو «الاستيلاء على العدو دون قتال أكثر مهارة من الانتصار عليه مئة انتصار في مئة معركة».
مع مرور الزمن قلت أهمية الكتاب في موطنه الأصلي ولم يعد المرجع الأساسي الذي كان عليه حتى ترجم في مطلع القرن العشرين إلى الإنجليزية ونال بعد ذلك شهرة عالمية. فماو تسي تونج مؤسس الصين الشيوعية وثوار فيتنام بل وحتى قادة نازيون ادعوا أنهم استلهموا الكثير من هذا الكتاب. وبسبب ما تم ذكره أعلاه من تركيز الكتاب على كيفية الانتصار من دون خوض معارك أصبح الكتاب المرجع الأساسي لعدة مواضيع في الإدارة الحديثة كاستراتيجية الشركات وفن التفاوض والتحاكم والمقاضاة والسياسة داخل الشركات Office Politics.
في اليابان، تفرض كثيرا من الشركات على كبار موظفيها قراءة الكتاب. أما في الغرب فيعتبر المرجع الأول في كيفية النجاح في بيئة عالية التنافسية. الكتاب موجود بنسخ مجانية على الإنترنت وأيضا ككتاب مطبوع وقراءته سهلة فهو لا يزيد على 55 صفحة من الحجم المتوسط ومكتوب بشكل جمل تقريرية وحكم. لا أستطيع أن أحكم على الترجمة العربية فلم أقرأها ولكن من لديه إلمام فوق المتوسط بالإنجليزية فسيستمتع به.
بقلم: نواف السديري
وهنا نقرأ عن: من الذي اخترع السرقة؟
وكذلك: كيف أمسك بالرصاصة؟!