كتاب: حديث الصيام

كتاب: حديث الصيام

إذا علمت أن ضيفا سيزور بيتكم ويأتي لك بهدية، فكيف تستعد لاستقباله رمضان هو الضيف الذي كان الصالحون يستعدون لاستقباله منذ بداية شهر شعبان، فهل تحب أن تعرف ما هي الهدايا التي ستفوز بها في رمضان؟ نجد الإجابة الوافية في كتاب “حديث الصيام” من خلال مجموعة من الدروس التي تعرفنا كيف تكون من الفائزين بهدايا الرحمة والمغفرة والعتق من النيران في نهاية الشهر، وكل ذلك مصحوب بشواهد وافية من القرآن الكريم وأحاديث الرسول.

في شهر رمضان يمن الله علينا بالنعم الكثيرة، فمن صامه وقامه إيمانا واحتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه، وفيه ليلة القدر، وهي أفضل من ألف شهر، يضاعف الله فيها الحسنات، ويغفر للقائمين فيها، قال رسولنا: من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه”.

ونتعلم من كرم الله عز وجل الوافر في رمضان وفي كل وقت أن نكون كرماء، تساعد غيرنا بالصدقة والزكاة، قالَ رَسُول الله: “ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمْ أعط منفقا خلفا، وَيَقُولُ الآخَرُ: اللهم أعط ممسكا تلفاً”، ونبينا يحثنا على إطعام الطعام في كل حال، حيث يقول: “أيها الناس أفشوا السلام، وَأَطْعَمُوا الطعام، وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام”، لأن إطعام الطعام في شهر رمضان أعلى أجرًا وأكثر ثوابا.

ويتحدث كتاب “حديث الصيام” عن الصفاء الروحي الذي يعم البشرية كلها في رمضان فالصوم ليس الامتناع عن الطعام وحده؛ ولكنه الامتناع عن كل ما يغضب الله سبحانه وتعالى، فلا مجال للخصام أو الخلاف، بل يصبر الصائم ولا يقول إلا خيراً، يصل الرحم، ويزور الأهل والأقرباء، ففي الحديث القدسي قال الله عز وجل: أنا الرحمن، خلقت الرحم، وشققت لها اسما من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها بنته.

كما يتحدث أيضًا عن قيام الليل، وقراءة القرآن، ومكارم الأخلاق التي تتجلى في رمضان، وينبه على مواصلة العمل وعدم التكاسل عنه بحجة الصوم، ويذكرنا كيف كان الصحابة يجاهدون وهم صائمون، وكيف تحقق نصر السادس من أكتوبر 1973م، الموافق لليوم العاشر من شهر رمضان والجنود صائمون يعرفنا كتاب “حديث الصيام على القيم الأخلاقية التي يجب أن يكون عليها المسلم وهو صائم، وفي كل وقت؛ فالمسلم ليس بكاذب ولا عبوس الوجه، ولا قاسي القلب، لأن القلوب المؤمنة لا تعرف سوى الرحمة وحب الخير والسعادة لكل الناس يقول نبينا: “فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتدركه منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، ويأتي إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه “.

وعرفنا أن المسلم جواد كريم، يشعر بغيره، فقد حثنا نبينا محمد على الكرم في كل وقت، حيث قال: “ما آمن بي من بات شبعانا وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به”، وهذا من مبدأ التكافل الإنساني والتوازن المجتمعي بين كل أفراد المجتمع.

أضف تعليق

error: