هل تحب مصر؟ مصر هي الوطن بدونه نكون مثل الشجر بدون ماء مثل الكون بلا هواء، فهل تستطيع العيش بلا ماء ولا هواء؟ هل تعرف حق وطنك عليك؟، نجد الإجابة الوافية في كتاب بناء الشخصية الوطنية” من خلال مجموعة من البحوث التي تناولت معنى المواطنة وكل ذلك مصحوب بشواهد وافية من القرآن الكريم وأحاديث الرسول ﷺ.
يبدأ الكتاب بمقدمة لفضيلة الأستاذ الدكتور / محمد مختار جمعة «وزير الأوقاف – سابقًا» بين فيها أهمية حب الوطن، وكيف أن نبينا محمدًا ﷺ عندما أجبره المشركون على ترك مكة قال: “والله إِنَّكَ لَخَيْرُ أَرْضَ الله وَأَحَبُّ أَرْضَ الله إلى الله، ولولا أني أخرجت منك ما خَرَجَتْ”، وعندما هاجر إلى المدينة واتخذها وطنا للمهاجرين لم ينس وطنه مكة فقال يدعو لمكة والمدينة: “اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد.
اللهم بارك لنا في صاعها ومدها، وصححها لنا، وانقل حماها إلى الجحفة وظل النبي يدعو الله راجيا أن يحول اتجاه الصلاة إلى مكة المكرمة، فاستجاب الله ﷻ له، ثم بين لنا أن الدفاع عن الوطن من الدين، فلو هاجمه الأعداء يجب على الجميع أن يقوموا بالدفاع عن وطنهم، من الكبار والصغار، الرجال والنساء، فالمواطنة الحقيقية تعني حسن الولاء والانتماء للوطن، والحرص على أمن الدولة، واستقرارها، وتقدمها، ونهضتها، والالتزام بالحقوق والواجبات دون أي تفرقة على أساس الدين أو اللون أو الجنس أو اللغة.
ويقرر أن ديننا يحثنا على الحفاظ على الوطن، وأن من يفسد أي شيء فيه أو يساعد أحدًا على التخريب يكون قد أجرم في حق دينه ووطنه معا..
فالإسلام يدعو إلى البناء والتعمير لا الهدم والتخريب، ولا تعارض بين أن يكون الإنسان متدينا وأن يكون مواطنا صالحًا يحب وطنه، بل إن هذا هو الدين الحق، فالتدين الصحيح يجعل صاحبه متسامحا رحيما عطوفا، صادقا، كريما، يحسن معاملة غيره، ومن لا يكون بهذه الصفات فهو متطرف، لا يعرف إلا الدمار والخراب، يؤذي غيره ويضر وطنه، فالإسلام يدعونا إلى حب الخير لغيرنا كما نحبه لأنفسنا.
ويوضح أيضًا أن الوطنية الحقيقية ليست مجرد شعارات وكلمات نرددها، بل إن الوطنية إيمان وسلوك وعطاء، وهي نظام حياة مرتبط بالوطن والاستعداد الدائم لخدمته والدفاع عنه في كل وقت..
والإنسان الوطني الصادق لا يخون وطنه أبدا، ولا يفسد مرافقه، ولا يخش غيره، ولا يتعاون مع أي فرد يريد الخراب لوطنه.
ثم توضح بحوث الكتاب دور القوات المسلحة في بناء الشخصية الوطنية، وغرس روح الولاء للوطن الذي ضحى من أجله الشهداء على مر العصور، ودور الأسرة في بناء الشخصية منذ الصغر، وأن للتعليم والمدرسة دورًا هاما في تعزيز الشعور بالانتماء وأن حماية الوطن والدفاع عنه من الأمور التي تدعو إليها الأديان، وأن أي شخص أو جماعة تستهزئ بالوطن ولا تظهر له الاحترام والانتماء إنما هي بعيدة عن الدين الصحيح؛ لأن الدين الصحيح يدعونا إلى حفظ مصالح الأوطان والإنسان، والقرآن الكريم تحدث عن الانتماء للوطن في رخائه، وشدته، وضعفه، وقوته.