لو طلب منك المعلم في المدرسة أن تكتب مقالاً تخبر فيه العالم عن الإسلام؛ فماذا ستكتب؟ ولو تحدث الإسلام عن نفسه؛ فعن أي شيء سيخبرنا؟، نجد الإجابة الوافية عن مثل هذه الأسئلة في كتاب الإسلام يتحدث عن نفسه ؟ من خلال أربع عشرة قيمة سامية يتميز بها الإسلام، وهي: “الأخلاق، الإنسانية التسامح، الرحمة اليسر الفطرة السلام الإخلاص الإتقان الإنتاج الحضارة الحرية التعايش الحفاظ على الدماء والأموال والأعراض”، وكل ذلك مصحوب بشواهد وافية من القرآن الكريم وأحاديث الرسول.
يبدأ الكتاب بفصل يحمل عنوان الكتاب “الإسلام يتحدث عن نفسه” لفضيلة أ.د/ محمد مختار جمعة “وزير الأوقاف – سابقًا”، شبه فيه الإسلام بقطعة الذهب التي لا تتغير قيمتها العالية مهما علاها من غبار، فعلى الرغم مما أصاب صورة الإسلام نتيجة أعمال الجماعات الإرهابية المتطرفة، وإعطائها صورة خاطئة عن الإسلام، إلا أن الحقيقة تظل ثابتة تنتظر أن نوضحها للعالم، ونخير العالم عن حقيقته السمحة الحضارية الإنسانية النقية المتسقة مع فطرة الله التي فطر الناس عليها؛ فالإسلام دين الرحمة والأمن والأمان والسلام للعالم كله، قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ (الأنبياء، الآية: 107)، ولم يقل الله سبحانه وتعالى رحمة للمسلمين وحدهم ولا للمؤمنين وحدهم، ولا للموحدين وحدهم، إنما قال رحمة للعالمين كلهم.
والمسلم الحقيقي لا يؤذي الناس بلسانه ويده، والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأعراضهم وأموالهم وأنفسهم، وعندما سئل الرسول عن امرأة صوامة قوامة غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها، قال: “هي في النار”.
والإسلام ينهى عن الغيبة والنميمة والكراهية والسخرية من الآخرين وينهى عن غش الناس جميعًا؛ المسلم وغير المسلم، قال: “من غش فليس منا، ويدعو إلى الرحمة بالإنسان والحيوان ثم يبين الكتاب أهمية الأخلاق، وأنها أساس الإسلام، حيث سئل النبي ﷺ ما الدين؟ فقال: “حسن الخلق“، وقال ﷺ: “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” ومن مكارم الأخلاق: الصدق والعدل والسماحة، وقبول الآخر، والأمانة والوفاء بالعهد والكرم والحياء، والتواضع ومساعدة الغير، وغض البصر، واحترام الكبير، وحسن الظن، وحب الخير للناس ومراعاة مشاعرهم.
ويشرح كيف أن الإسلام يحترم النفس البشرية ويحرم قتلها أو الاعتداء عليها، وأنه ضمن لكل الناس حرية الاعتقاد، وحرية الاختيار بين الإيمان والكفر، فلم يكره أحدًا على الدخول فيه، قال تعالى: ﴿لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغي﴾ (البقرة، الآية: 256)، وقال سبحانه: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾ (يونس، الآية: 99)، وأن الإسلام حث على التعايش مع أصحاب الأديان الأخرى، وإكرامهم، والبر بهم ويأتي ذلك بالتسامح وتحقيق ثقافة الاختلاف، ومن رحمة الإسلام أنه أمرنا بألا نظلم أو نعتدي على من لا يعتدي علينا حتى في الحروب، فقد أوصي النبي ﷺ في الحروب بقتال من يحملون السلاح فقط، ونهى عن قتل الأطفال والشيوخ والعباد الذين تفرغوا للعبادة، ونهى عن حرق الأشجار والممتلكات، كما نهى عن انتهاك الأعراض.
ثم نقرأ المزيد عما يميز الإسلام في بقية فصول الكتاب.