عرفنا أن نبينا محمدا كان على خلق عظيم، حلو اللسان بالأدب والرف، ولكن هل تعرف كيف يكون الأدب مع نبينا؟ وكيف نعبر عن محبتنا له والتأدب عند الحديث عنه؟ نجد الإجابة الوافية في كتاب “الأدب مع سيدنا رسول الله ﷺ” الذي يخبرنا عن حديث القرآن الكريم عن النبي، وعن كيفية التأدب معه، والصلاة والسلام عليه، وعن أهمية السنة النبوية المشرفة، وغيرها من معلومات هامة.
وكل ذلك مصحوب بشواهد وافية من القرآن الكريم وأحاديث الرسول ﷺ وتعلمنا منه كيف نخاطب الناس يبدأ الكتاب بالحديث عن منزلة نبينا عند ربنا ﷻ، وكيف أنه ﷻ مدح أخلاقه في القرآن الكريم، وزكى بصره ولسانه وعقله، وشرح صدره ورفع ذكره، وغفر ذنبه، وأكرم أمته، وبين أن حب النبي ﷺ من شروط صحة الإيمان، وأن الله ﷻ قرن طاعته بطاعته، فقال ﷻ: ﴿مَن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا﴾ (النساء، الآية: 80).
وجعل حب النبي وسيلة نفوز بها بحب الله ﷻ، فقال ﷻ: ﴿قل إن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ (آل عمران الآية: 31)، وحذر الله ﷻ من مخالفة رسوله، مؤكدًا أن الإيمان به لا يكتمل إلا بطاعته بنفس راضية، فقال ﷻ: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تسليما﴾ (النساء، الآية: 65).
ويتحدث الكتاب عن السنة النبوية المشرفة، فهي المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن الكريم، وعلينا أن نتبع سنة الرسول حتى تكون مؤمنين حقا، فمن يرفض سنة النبي الله يكن غير كامل الإيمان، ويبين الله لنا أن كل توجيه يصدر عن النبي له إنما هو وحي يوحى إليه، وأنه ﷺ إنما يدعونا إلى ما فيه الخير لنا، قال ﷻ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾ (الأنفال، الآية: 24)، فعن طريق السنة النبوية عرفنا الكثير عن أمور ديننا مثل كيفية الصلاة، والصوم، ومقدار الزكاة، والحج وغيرها من أمور هامة، تعلمنا كل هذا من السنة النبوية الشريفة.
كما يتحدث الكتاب عن أن سيدنا محمدًا جاء رحمة للناس كافة، وأن رسالته رسالة للإنسانية، وتحث على الإنسانية، فرسالته كرمت الإنسان بغض النظر عن دينه ولونه وجنسه ويخبرنا عن البعد الإنساني في جميع تعاملات النبي مع أصحابه وأزواجه وأحفاده من الذكور والإناث، فلم يفرق بين حبه للحسن والحسين وأمامة بنت السيدة زينب، وأوصانا بالإحسان إلى الجار ولو لم يكن مسلما، وحثنا على النظافة الشخصية، ونظافة الطرقات والأماكن من حولنا؛ كي لا نؤذي غيرنا، ويعلمنا الكتاب أيضًا كيف نتحدث عن نبينا، وكيف نحبه حبا صادقا، وتجد في الكتاب مختارات من أشعار تتحدث عن صفاته ومحبتنا له.