مع التقدم في السن نواجِه عددًا متزايدًا من التغيرات الرّئيسية في حياتنا، وهذا له تأثير على صحّتنا النّفسيّة، ومن أهم تلك التغيرات التي تواجهنا مع التّقدّم في العمر: التغيرات الصحيّة، الوظيفية، فقدان المُقرّبون والأحباء. كما يمكن لبعض الأمراض المُزمنة مثل السُّكري وارتفاع ضغط الدم أن تؤثر في الحالة النفسية لكبار السن.
ولتقديم الدعم النفسي لكبار السِّن يجب تشجيعهم على ممارسة الأنشطة الرياضية كالمشي والتعرُّض للشمس والتواصل معهم بشكل مُستمر ومتابعة الحالة الصحيَّة لهم، كما يجب الحرص على عدم التحدُّث أمامهم عن خطورة فيروس كورونا عليهم والالتزام بالتعليمات الوقائية عن التعامل معهم لمنع انتقال العدوى لهم.
العوامل التي تؤثر على الحالة النفسية والاجتماعية لكبار السِّن
تقول الباحثة والمتخصصة في علم الاجتماع الدكتورة “فادية الإبراهيم” أن مرحلة كبار السِّن تبدأ من عُمر ٦٠ فأكثر وفي الغالب يتمتعون بحياة صحية واجتماعية جيدة إلا في بعض الحالات الخاصة التي يُعاني فيها كبار السن من اضطرابات نفسية أو عصبية أو حسِّية أو اجتماعية.
إذا كانت الصحة الجسدية لكبار السِّن جيدة فهذا يعني أنهم يتمتعون بحياة جيّدة، ولكن إذا كانوا يُعانون من بعض الأمراض المُزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسُّكري والجلطات وبعض الأمراض العصبية والأمراض التي لها علاقة بالخرس والزهايمر أو أمراض الروماتيزم التي تُعيقهم عن الحركة كل هذه أشياء طبيعية تُؤثر في نفسيتهم وتُتعبها.
كما أن فُقدان الشريك وبُعد الأصدقاء وعدم وجود عمل ووجود وقت فراغ كبير كل ذلك يُضر الصحة النفسية لكبار السن، كما أن البيئة التي يعيشون فيها وشركائهم في السّكن والدخل والمستوى المعيشي كل تلك العوامل تؤثر في صحَّتهم النفسية وينعكس ذلك على سلوكهم الاجتماعي.
تأثير الاضطرابات النفسية على السلوك الاجتماعي لكبار السن
أكثر أنواع الاضطرابات النفسية التي يُعاني منها كبار السِّن هي الخرس والاكتئاب والقلق:
- الخرس له علاقة بمدارك كبار السن وأجهزتهم العقلية والعصبية، فقد يتعرض كبار السِّن نتيجة تدهور حالتهم الصحِّية لضمور في خلايا الدماغ مما يؤدي إلى سلوكيات مُرتبطة بهذا النوع مثل ضعف القُدرة العقلية، فيُصبح كبير السِّن لا يُدرك المكان أو الزمن الذي يعيش فيه ولا يتعرف على الأشخاص ويتعرَّض للنسيان ويُكرر بعض الطلبات بشكل مُستمر، وقد لا يستطيع السيطرة على نفسه والاهتمام بصحته الخاصة.
- الاكتئاب يمكن أن يكون له علاقة بتناول أدوية دائمة لأمراض يعاني منها كبار السِّن، بالإضافة إلى العوامل الأخرى التي تؤثِّر في الصِّحة النفسية مثل فقدان العمل أو الشريك أو البُعد عن الأبناء أو عدم وجود دعم نفسي ومحيط اجتماعي سَوي من الأهل والأقارب والأبناء والأصدقاء فكل هذا يؤثر في صحَّتهم النفسية.
- القلق يكون مرتبط غالبًا بالاكتئاب، فكبار السِّن المُصابين بالاكتئاب دائمًا ما يكونوا قلقين ويشعُرون بعدم الاستقرار في هذه الحياة والخوف من المُستقبل.
كيف يمكن تقديم الدعم النفسي لكبار السِّن؟
- تقديم المساعدة لهم إذا كانوا غير قادرين على مُساعدة أنفسهم.
- تشجيهم على ممارسة أبسط أنواع الرياضة كالمشي في مُحيط المنزل.
- التَّعرض الجيد لأشعة الشمس والحرص على تهوية المنزل.
- الحرص على إعطائهم غذاء سليم ومُتوازن يحتوي على الفيتامينات والمُكملات الغذائية لدعم صحتهم.
- التواصل معهم بشكل مُستمر لأن الوحدة هي أكبر عدو لكبار السِّن.
- تقريب الأحفاد إليهم فقد أثبتت الدراسات الاجتماعية أن الأحفاد يدعمون كبار السِّن نفسيًا بصورة كبيرة ويعطوهم نوع من الشعور بالأمل والحياة والطاقة والحيوية.
- ترفع الحيوانات الأليفة من معنويات كبار السِّن وتحسِّن الصِّحة النفسية لهم.
- مُتابعة حالتهم الصِّحية بشكل دائم حتى لو كانت بسيطة.
الرعاية الخاصة لكبار السِّن
الدعم النفسي مُهم جدًا لكبار السِّن فيجب الابتعاد قدر الإمكان عن التَّحدث أمامهم عن خطورة فيروس كورونا عليهم لأن هذا سوف يُشعرهم بالخوف والقلق ويؤثِّر في نفسيتهم، كما يجب على أفراد المنزل إتِّباع كل الأساليب الوقائية إذا كانوا يظهرون خارج المنزل ويجب وضع الكمامة وغسل اليدين وتعقيمها والحذر عند التعامل مع كبار السِّن حتى لا ينقلوا إليهم العدوى.
كما يجب اصطحاب كبار السِّن إلى أقرب مستشفى لمُراجعة الطبيب إذا ظهرت عليهم أي أعراض لفيروس كورونا مثل ارتفاع درجة الحرارة وعدم التهاون في الموضوع لأن ذلك قد يُشكِّل خطر على حياتهم.