بعد النجاح التاريخي الكبير الذي حققته قطر باستضافتها كأس العالم 2022 تداول الناس الكثير من التعليقات التي جاءت وليدة مشاعر آنية، تراوحت بين النقد الذاتي الساخر المرير، ورد الفعل المتسرع المنافح!
وكان من الرسائل تلك التي تقول:
- أبو ظبي تشهد عالم فيراري ودبي تجهز لمهرجانها السينمائي والدوحة تنظم كأس العالم وجدة تجفف بحيرة المسك !
- أخرى انتشرت بقوة تدور حول استعدادات قطر لتنظيم المونديال بينما تستعد المملكة لتنظيم مزاين الإبل في أم رقيبة !!..
- وثالثة قارنت الملاعب المكيفة باستاد الملك عبدالله الذي يسمع عنه الجمهور منذ سنوات دون أن يرى شيئا..!
في المقابل كانت هناك رسائل مشحونة بالحميمية كالتي تقول: إذا كانت قطر فازت بتنظيم كأس العالم فالسعودية تنجح كل عام بتنظيم الحج ولله الحمد!.. أو كالرسائل الدفاعية التي راحت تعدد «موانع» استضافة المملكة لمثل تلك المناسبات العالمية !
الواقع أن المملكة والإمارات وقطر والبحرين والكويت وعمان هي بلد واحد، شعبها واحد ومساعيها واحدة.. بالتالي فأي ميزة أو إنجاز يتحقق على أرض أي منها هو محل افتخار الكل ومصدر من مصادر أفراحهم، ولا يمكن أن ينظر شخص سوي لأي مكسب تحققه دولة على أنه خسارة للأخرى ، ومواقف الجميع قادة ومسؤولين وشعوبا خير شاهد حيث كان الشعور السائد هو أن المنجز منجزنا جميعا، بل منجز كل مواطني الشرق الأوسط والشعب العربي، والمسلمين في كل مكان.
أعود لمزاعم بعض المنتقدين الذين استشهدوا بمزاين الإبل في أم رقيبة «مع أني ضد مثل هذه المناشط التي تكرس لسلبيات كثيرة» وأقول إن قطر لديها أيضا مزاين للإبل، لكن هذا لم يمنعها من تحقيق إنجازها المذهل.. أما المدافعون الذين ذهبوا لتحليلات تتعلق باستحالة استضافة السعودية لبعض المنافسات فالمنطق يقول: لا نريد استضافة كأس العالم، نريد تطوير ملاعب أندية محترفة كالحزم ونجران وغيرها.. نريد تحسين الملاعب الحالية التي لا تشجع على الحضور.
لا نقلل من منجزاتنا، لكن لا ندافع عن سلبياتنا ونتعامى عن واقعنا الذي يحتاج لتطوير كبير وعاجل!
بقلم: منيف الحربي