ليلة القدر هي ليلة نزول الوحي لأول مرة على رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. وهي ليلة تعادل العباة فيها ما يزيد على ألف شهر أي ما يزيد على ثلاث وثمانين عامًا من العبادة؛ فالصلاة فيها تعادل الصلاة فيما يزيد على ثلاث وثمانين عامًا دون انقطاع. والصدقة في هذه الليلة تساوي تصدقك لمدة تزيد على الثلاث والثمانين عامًا. فما أعظمها من ليلة فضلها الله على الليالي كلها. وفي هذه الليلة تُكتب الآجال والأقدار والأرزاق حتى العام الذي يليها.
وليلة القدر لم يُحدد ميعادها ولكنها تأتي في ليلة فردية في العشر أيام الأُخر من شهر رمضان المبارك. ويتحراها المسلمون في هذه الليالي الأخيرة من شهر رمضان ويجتهدون في العبادة حتى يصيبونها ويدركونها ويدركوا ثوابها وخيرها العظيم. ولكن أنّى نعرف أن هذه الليلة توافق ليلة القدر أم لا؟
علامات ليلة القدر
أُخفيت ليلة القدر حتى لا يتكاسل الناس عن عبادة الله ويتوجهون إليه فقط في هذه الليلة، بل إن على المسلم أن يجتهد ويبذل في طلب المغفرة من الله والتقرب إليه. ولكن هناك دلائل على ليلة القدر يمكن أن نتعرف منها على أننا كنا في ليلة القدر. هذه الدلائل عبارة عن علامات تظهر للرائي في صبيحة اليوم التالي لهذه الليلة ويكون هذا بعد انتهائها. لا يمكن لأحد عندها أن تدركه بعد أن تنتهي ولكن هذه العلامات فيها البشارة لمن قامها وعبد الله حق عبادته فليفرح، وفيها ألم وندم على من لم يقيمها حق إقامتها.
من هذه العلامات أن تطلع الشمس في الصبح بيضاء دون أشعة، وذلك لأن الملائكة الذين ينزلون إلى السماء الدنيا في هذه الليلة المباركة يصعدون إلى السماء العلا في الصباح فتحجب أجنحتهم أشعة الشمس. وفي ليلة القدر يكثر السلام والطمأنينة، وتكون ليلة طقسها صافي معتدل، لا يشوبه برد أو حر بل ليلة لطيفة مقارنة بسابقتها أو التي تليها. ويسود السكون فيها بين الكائنات كالحيوانات والطيور.
قيام ليلة القدر
فمن شهد هذه العلامات فليعلم أنها قد تكون ليلة القدر والله أعلم بها، ولكن على الجميع أن يجتهد ويجد في العبادة والتقرب إلى الله وأن يعمل صالحًا ويكثر من الصدقة فهي من أفضل العبادات. ولذلك فإن قيام ليلة القدر والدعاء إلى الله -سبحانه وتعالى- أن يغفر له ويرحمه ويكتبه من الفائزين الذين أدركوا ليلة القدر. ويدعو الله بما يحتاج ويطلب ويجد في الطلب ويكثر من قول “اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني”، فهي من دعاء الرسول في العشر الأواخر من شهر رمضان يطلب فيها من الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة. ومن أدعية ليلة القدر:
- اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا، اللهم على طاعتك أعنا، واكفنا شر ما أهمنا، اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك اللهم لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنا برحمتك شر ما قضيت، إنك سبحانك تقضي بالحق ولا يُقضى عليك، إنه لا يعز من عاديت ولا يُذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت، نستغفرك اللهم من كل ذنب وخطيئة ونتوب إليك، ونؤمن بك ونتوكل عليك، أنت الغني ونحن الفقراء إليك، أنت القوي ونحن الضعفاء إليك.
- اللهم إنا نستعينك ونستهديك، ونستغفرك ونتوب إليك، ونؤمن بك ونتوكل عليك، ونثني عليك اللهم الخير كله، نشكرك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك الجد بالكفار ملحق.
- اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، وجلاء همومنا، وذهاب أحزاننا، ولا تجعل إلى النار مصيرنا، اللهم ذكرنا منه ما نُسّينا، وعلمنا منه ما جهلنا، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار.
- اللهم إنا نسألك برحمتك التي وسعت كل شئ أن تغفر لنا ذنوبنا، وتكفر عنا سيئاتنا، وأن تختم بالباقيات الصالحات أعمالنا، اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا وفرج همومنا وفك كربنا يا رب العالمين.
- اللهم إنا نسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والسلامة من كل إثم والغنيمة من كل بر، اللهم برحمتك عمنا، واكفنا شر ما أهمنا، واختم لنا بخاتمة السعادة أجمعين.
والله يستجيب من العبد المخلص في نيته في الدعاء ويرزق صاحبه الرزق الوفير والخير والواسع والفوز بالجنة. لذا علينا أن نحرص على إحياء ليلة القدر وأن نقوم الليل. ونتخير أوقات الدعاء في الليل وخاصة الثلث الأخير منه حيث يتنزل سبحانه وتعالى وينظر إلينا برحمته ويرى من يطلب رحمته ومغفرته ويجيبه سؤله. وكذلك كثرة الذكر والتسبيح والاستغفار، وقراءة القرآن وأن نسعى لختم القرآن في ليالي رمضان الأخيرة قدر الاستطاعة.
وإليك أيضًا هذه المقالات
- اللهم بلغنا ليلة القدر وارزقنا قيامها (أدعية طيبة)
- مقال عن قيام الليل
- فضل صلاة قيام الليل ووقتها
- مقال عن يوم القيامة
- معلومات عن صلاة قيام الليل وفضلها
- فضائل قيام الليل
ونسأل الله أن ننال رضاه وعفوه ورحمته جل وعلا. وأن نفوز بالجنة وشفاعة رسوله صلى الله عليه وسلم. فنجتهد في طلب هذا بالتقرب إلى الله والإخلاص في النية، وأن نتضرع إليه ونسعى لألا نخرج من ليلة القدر إلا وقد كتبنا الله عنده من المقبولين الفائزين التائبين، ولا يمضي رمضان إلا وقد غفر الله لنا.