تعتبر الحرارة من وسائل الدفاع التي يستخدمها الجهاز المناعي لمحاربة الفيروسات والبكتيريا والدفاع عن الجسم، وهي في معظم الحالات لا تشكل خطورة لأنها تشير لوجود التهابات فيروسية.
ولكن في بعض الحالات تشكل للحرارة عوامل خطر على الطفل وذلك إذا كانت بسبب وجود التهاب بكتيري.
لذلك ننصح بزيارة الطبيب في حالة ملاحظة ارتفاع حرارة لدى الطفل لتحديد نوع الالتهاب واستخدام العلاج المناسب لحالة الطفل.
متى يشكل ارتفاع الحرارة لدى الأطفال عامل خطورة؟
يقول الدكتور “فادي المحادين”، استشاري طب الأطفال، أن هناك بعض الأعراض التي إذا ظهرت لدى الطفل فإنها تشكل خطورة وتستدعي الذهاب للطبيب فورًا.
ومن هذه العوامل ارتفاع درجة حرارة الطفل ذو العمر أقل من ثلاثة أشهر، وإذا كانت الحرارة 38°، أو في حالة وجود ارتفاع في درجة الحرارة لأكثر من 72 ساعة وعدم استجابتها لخافضات الحرارة.
أو إذا كانت الحرارة مصحوبة بوجود خمول وقلة نشاط لدى الطفل، أو في حالة وجود شحوب عند الطفل أو أي نوع من أنواع الطفح الجلدي، أو استفراغ وصداع وآلام في البطن، أو عند وجود برودة في الأطراف.
وجميع هذه الحالات تستدعي توجه الطفل للطبيب فورًا لأن هذه العلامات تشكل عوامل خطورة على الطفل وتدل على وجود التهاب بكتيري لدى الطفل.
طرق قياس الحرارة للأطفال
تابع د. “فادي”، أن هناك عدة طرق مستخدمة لقياس حرارة الأطفال أقل من 4 سنوات; منها ميزان الحرارة الشرجي وميزان الحرارة تحت الإبط أو ميزان الحرارة المستخدم عن طريق الأذن. أما بالنسبة للأطفال أكثر من 4 سنوات يفضل استخدام ميزان الحرارة عن طريق الفم
وتابع الدكتور أن أدق أنواع موازين الحرارة الذي يعطي درجة حرارة الجسم الداخلية المضبوطة يكون ميزان الحرارة عن طريق الشرج، ولكن لتجنب حدوث جرح في هذه المنطقة يفضل استخدام الميزان تحت الإبط.
الطرق المنزلية المستخدمة للتعامل مع ارتفاع درجة الحرارة
أردف د. “المحادين”، أن هناك بعض الإجراءات السريعة في حالة ملاحظة وجود ارتفاع حرارة لدى الطفل. منها:
تخفيف ملابس الطفل، خفض درجة حرارة الغرفة، إعطاء الطفل كمية كافية من السوائل، وعمل كمادات مياه فاترة للطفل، كما يفضل عدم استخدام كمادات الثلج أو المياه الباردة جدًا.
كما أضاف الدكتور أنه يفضل استخدام هذه الكمادات في منطقة حول الرقبة، منطقة تحت الإبطين، ومنطقة الفخذين، ويفضل عدم استخدام الكمادات في منطقة الرأس أو الأطراف.
من الجدير بالذكر أن 80-90% من ارتفاع الحرارة لدى الأطفال يكون بسبب التهابات فيروسية لا تحتاج إلى مضادات حيوية.
وبالتالي فإن كثرة استخدام المضادات الحيوية في هذه الحالة يسبب إضعاف مناعة الطفل وعدم وجود مقاومة للالتهابات البكتيرية.
لذلك ينصح الدكتور الأهل بعدم استخدام المضادات الحيوية للطفل إلا بعد استشارة الطبيب وتقييم حالة الطفل لتحديد نوع الالتهاب لدى الطفل.
أما بالنسبة لخافضات الحرارة فيمكن استخدامها ولكن يجب تحديد الجرعة المناسبة من خلال النشرة الموجودة مع الدواء أو يمكن استشارة الطبيب.
من الاعتقادات الخاطئة الشائعة لدى الأشخاص أن (التسنين) يسبب ارتفاع درجة الحرارة عند الطفل، ولكن هذا اعتقاد خاطئ.
فالتسنين هو عبارة عن عملية فسيولوجية ينتج عنها وجود آلام لدى الطفل أو قد يسبب وجود إسهال ولكنه لا يسبب أبدًا حدوث حرارة، كما لا يفضل استخدام أدوية الحرارة في هذه الحالة، ولكن يمكن استخدام علاجات موضعية لتقليل الألم.
مما لا شك فيه أن التهابات الحنجرة والتهابات المجرى التنفسي العلوي والتهابات البلعوم في معظم الحالات تكون التهابات فيروسية، أما بالنسبة للالتهابات البكتيرية فإنها تحدث بكثرة لدى الأشخاص الذين يعانون من نقص في المناعة.
إضافة إلى ذلك فإن وجود ارتفاع في درجة الحرارة مصحوب باستفراغ وصداع يشير أيضًا إلى وجود التهاب بكتيري، وكذلك في حالة وجود شحوب في الوجه أو وجود طفح جلدي.
التعامل مع ارتفاع الحرارة لدى الطفل عند نمو الأسنان
ختامًا، نمو الأسنان لدى الأطفال لا يسبب ارتفاع في درجة الحرارة، ولكنه يؤدي لظهور أعراض أخرى مثل سيلان اللعاب لدى الطفل أو تغير في المزاج أو إسهال.
وفي هذه الحالة يمكن استخدام الأدوية الموضعية المخصصة لهذه الأمور.