ما هو تأثير الكلمة في رفع أو خفض الحالة المعنوية للأشخاص؟
تقول المدربة في العلاقات الاجتماعية “أماني جوزع”: أن الكلمة هي ليست ما يقال فقط، ولكن لأجسادنا وعيوننا أيضاً لغة تواصل يمكن من خلالها محادثة الشخص الآخر، لذلك فإن الكلمة تعتبر مهمة جداً؛ حيث يمكن اعتبار أن الكلمة لها وزن، والكلمة تعتبر قوة، وتبعاً لقانون نيوتن فإن لكل فعل رد فعل مساو له بالمقدار ومعاكس له بالاتجاه، لذلك فإن الكلمة اللطيفة الخفيفة ترد للشخص بنفس المقدار من اللطف، والعكس صحيح فالكلمة السيئة تكون ذات مردود سيء أيضاً مما يؤثر على شكل العلاقة.
وتقسم “جوزع” الكلمات إلى الكلمات الإيجابية والكلمات السلبية: حيث أن الكلمات الإيجابية هي التي تعطي تحفيز للأشخاص لدرجة يمكن أن تغير من مسار حياتهم، فمثلاً من خلال تجربة شخصية لـ “أماني” تحكي أنها كانت غير قادرة على القيام ببعض الأعمال ولولا وجود بعض الأصدقاء الذين حفزوها ووجهوها إلى نقاط القوة بداخلها مما أدى إلى تغيير مسار حياتها بالكامل حتى اليوم.
ذلك بالإضافة إلى أن الكلمة الطيبة كالشجرة الطيبة، مما يعني أنه هناك جذور وساق وأوراق وزهور جميلة قد تولد منها، ومن الناحية العلمية فقد وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يسمعون كلمات طيبة سواء توصف الشكل الخارجي أو الداخلي، يؤثر ذلك على حماسهم وحبهم للحياة.
وكذلك فالكلمات السلبية التي تحتوي على إشارات لفشل الشخص أو عجزه عن القيام بفعل ما، يؤدي إلى تثبيط الشخص وجعله غير قادر فعلياً على القيام بأعمال معينه، حتى هناك بعض الطلاب الذين يتوقفون عن الدراسة بسبب وجود الأشخاص والمعلمين السلبين الذين يحملون لهم رسالات بالفشل والإحباط والخوف.
كما أن “أماني” تؤكد على أن اللهجة المستخدمة ونبرة الصوت لها دور في تحديد نوع الكلمة، وكذلك تبعاً للمكان الذي يتم التحدث فيه، كما أن المتلقي قد يختلف استقباله للكلمة تبعاً لحالته المزاجية، لذلك فتؤكد “أماني” على ضرورة الكشف عما وراء الكلمة؛ فمثلاً إذا قلت لشخص ما “لماذا لم تحدثني طوال اليوم؟” فإن ما وراء هذه الكلمات هو أنني أخبره أنني في حاجة إلى الاهتمام.
هل يمكن أن نعالج الأثر الناتج عن الكلمات السلبية بعد قولها؟
تقول “جوزع” أن بعض الكلمات لا يمكن شفاؤها إلا بعد التعرض إلى اخصائيين نفسيين. ولكن للتحدث عن الأشخاص الناضجين نوعاً ما، فلابد من عمل فلترة للكلمات التي نسمعها والتي تعتبر طريقة مناعة ذاتية وجدار منيع ضد تلك الكلمات السلبية.
ولا يمكن أن يتم استخدام الاعتذار كوسيلة لمحو آثار الكلمة السيئة، حيث أن كلمة “أسفة” لا يمكن أن تعتبر الحل لكل كلمة سيئة نقولها وقت غضبنا، ولكن لابد وأن نتبنى ثقافة الاعتذار، والأفضل هو أن نفكر في حجم وتأثير الكلمة على المتلقي قبل حتى أن ننطقها، ولكن إذا ما خرجت الكلمة فلابد وأن نحاول أن نمحي أثارها السيء بأسرع وقت ممكن، والأهم ألا نترك أحداً ينام ليلته دون أن نعتذر له بأي شكل عن الإساءة التي قد وجهناها له.