كشفت دراسة دنماركية حديثة عن ارتباط وثيق بين قلة النوم ومضاعفات مرض السكري، لاسيما تلك التي تؤثر على الأوعية الدموية الدقيقة في العينين والكلى. هذه المضاعفات، التي تشمل اعتلال الشبكية والكلية، تعد من أبرز التحديات التي تواجه مرضى السكري ويمكن أن تؤدي إلى فقدان البصر والفشل الكلوي.
وقد أظهرت الدراسة، التي شملت مجموعة كبيرة من مرضى السكري من النوع الثاني، أن الأشخاص الذين يعانون من قلة النوم أو النوم الزائد كانوا أكثر عرضة للإصابة بأمراض الأوعية الدموية الدقيقة مقارنة بأقرانهم الذين يحصلون على قسط كافٍ من النوم. هذا الارتباط كان أكثر وضوحًا لدى كبار السن، مما يشير إلى أهمية النوم الجيد في الحفاظ على صحة مرضى السكري، خاصة مع تقدم العمر.
ويرجع الباحثون هذا الارتباط إلى التأثير السلبي لقلة النوم على العديد من وظائف الجسم، بما في ذلك تنظيم السكر في الدم وضغط الدم. كما أن الحرمان من النوم يضعف جهاز المناعة ويؤدي إلى زيادة الالتهابات في الجسم، مما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.
أهمية النوم في إدارة مرض السكري
تؤكد هذه الدراسة على أهمية النوم الجيد كجزء لا يتجزأ من خطة إدارة مرض السكري. فبالإضافة إلى اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام، يجب على مرضى السكري الحرص على الحصول على قسط كافٍ من النوم ليلاً.
واقرأ أيضًا ⇐ الكمثرى: سلاح قوي ضد مقاومة الأنسولين ومرض السكري
ماذا يمكن لمرضى السكري فعله؟
- تحديد أسباب الأرق: إذا كنت تعاني من الأرق، فاستشر طبيبك لتحديد الأسباب الكامنة وراء ذلك ووضع خطة علاج مناسبة.
- روتين نوم منتظم: حاول الذهاب إلى الفراش والاستيقاظ في نفس الوقت كل يوم، حتى في عطلات نهاية الأسبوع.
- تهيئة بيئة نوم مريحة: تأكد من أن غرفة نومك مظلمة وهادئة وباردة.
- تجنب المنبهات قبل النوم: تجنب الكافيين والنيكوتين والأطعمة الثقيلة قبل النوم.
- ممارسة تقنيات الاسترخاء: جرب تقنيات الاسترخاء مثل التأمل واليوغا قبل النوم.
والخلاصة… أنّ هذه الدراسة تشير إلى أن النوم الجيد يلعب دوراً حاسماً في الحفاظ على صحة مرضى السكري والحد من خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة. لذلك، يجب على مرضى السكري والأطباء على حد سواء إيلاء اهتمام أكبر لأهمية النوم في إدارة هذا المرض المزمن.