قبل ما يقرب من ثلاثين عاما، حين بدأتُ العمل الصحفي في جريدة عكاظ، أذكر أنني تناولت قضية الصرف الصحي في مدينة جدة ووعورة الطرقات المسفلتة، وأذكر أن مطار الملك عبدالعزيز كان في بدايته، ولكن بعد ذلك، علت الأصوات تطالب بتطويره، وأذكر أيضا، أنني أدرت ندوة صحفية عن تطوير المناهج الدراسية لتكون متوائمة مع العصر، وناقشنا أهمية تدريس اللغة الإنجليزية.
وكانت الصحف تتقدم بطروحاتها الكثيرة، بمطالب يريدها الشعب، وكلها تقريبا مطالب خدمية، ومن ضمنها، على سبيل المثال، التلوث في مدينة جدة الذي وصل حدودا غير قانونية دوليا، وكانت الصحافة تطالب بنظافة جدة من حجم «الزبالة» المكومة على قارعة طرقات المدينة وفي حواريها وأزقتها.
واستمرت المطالب، وزادت مساحة إبداء الرأي، وكانت المطالب الصحية والتعليمية تأخذ حيزا أكبر في الصحافة السعودية، مثل إلزامية التأمين الطبي لكل أفراد الشعب، وتحدثت الصحافة، آنذاك عن تدهور الخدمات الطبية في المستشفيات الحكومية، وعن المطالب التعليمية، واستبدال مباني المدارس الحكومية المستأجرة إلى مبان حكومية مبنية على أنها مدرسة، وليست فيلا سكنية تتحول إلى مدرسة، وأهمية وجود مختبرات ومعامل في المدارس.
كما زاد الحديث عن أهمية مشاركة المرأة في التنمية، وأهمية البحث العلمي، ثم جاءت المطالبة بمدينة رياضية في جدة، أو ملعب كرة قدم أحسن من الملعب الحالي، ناهيكم عن المطالبة بقطار يربط جدة بمكة المكرمة والمدينة المنورة، وشبكة نقل عام داخل جدة.
أما السياحة الداخلية، فتطالب بالاهتمام الكبير بالآثار المترامية في كل مناطق المملكة، وبالذات الآثار الإسلامية.. وخاصة الآثار النبوية.
أما البطالة، فكان الحديث عنها كثيرا، طيلة العقود الثلاثة الماضية، وتناولت الصحافة ضرورة استخدام التقنية في رؤية هلال رمضان والعيد والحج، أذكر سنة من السنين صمنا شهر رمضان 28 يوما ثم قضينا هذا اليوم المبتور من الشهر!.
أما عن تحرير شاطئ البحر من القصور والفلل والمنتجعات، ليستمتع به سكان وزوار جدة، دبجت الصحف مئات المقالات والقضايا، تناولت، كلها، هذا الموضوع.
وما زلنا نناقش نفس القضايا حتى اليوم.. ممكن أسأل: كيف سنكون بعد 20 عاما؟
بقلم: كمال عبدالقادر