التحليل الأدبي
نداء جهوري هل تعيه
اجبه الست بالبطل النبيه
دَعَاكَ العَالَمِ الرَّقْمِيُّ فَأَنْضْ
وكُنْ بِلُوَعْي أَوَّلَ دَاخِلِيهِ
به الدنيا أمامك فاغتنمها
وجلْ فِيها وخُذْ مَا تَشْتَهيه
وشِيِّدْ فِي عَوالِمِهِ بِنَاءً
قويّاً بالمَعَارِفِ تَبْتَنِيهِ
لَعَلَّكَ فِي غَدٍ تَغْدُو عَظِيماً
إِذَا مَا سَارَ كُلٌّ يَقْتَفِيهِ
وتَرْفَعُ راية الْوَطَنِ الْمُفْدَّى
وبِالْعَقْلِ المُحَصَّنِ تَفْتَدِيهِ
ولا تُنْفِقُ بِهِ الْأَوْقَاتَ لَهْواً
فَهَدًا مِنْكَ لَسْنَا نَرْتَضِيهِ
لَهُ وَجْهَانِ: وَجْهُ فِيهِ نَفْعٌ
وَوَجْهٌ كَالِحُ لَا تَفْعَ فِيهِ
وَحَاذِرٌ مِنْ مَزَالِقِهِ فَكَمْ مِنْ
أُمُورٍ فِيهِ تَفْتَحُ بَابَ تِيهِ
وكُمْ مِنْ عَابِثٍ زَلَّتْ خَطَاهُ
فآذى نَفْسَهُ وَدَهَى ذوِيهِ
وأنْتَ تَبَارَكَ الرَّحْمَنُ شُهُمْ
ولَمْ تَكُ بِالْمُعْقْلِ وَالسَّفِيهِ
رَعَاكَ اللهُ يَا شِبْلَ الْمَعَالي
ودُمْتَ لَنَا فَخَارَاً نرْتَجِيهِ
للشاعر السعودي د. فواز بن عبدالعزيز بن محمد اللعبون، شاعر سعودي معاصر.
معاني الكلمات
- جهوري ⇐ الصوت العالي
- النبيه ⇐ الذكي
- ما تشتهيه ⇐ ما تريده
- المحصن ⇐ المحمي
- كالح ⇐ قبيح
- مغفل ⇐ جاهل يسهل خداعه
- الأثير ⇐ الموجات الرقمية
- تعيه ⇐ تسمعه
- الوعي ⇐ الفهم
- يقتفيه ⇐ يقتدي به
- اللهو ⇐ اللعب
- زلت ⇐ سقطت
- سفيه ⇐ جاهل / أحمق
- نداء الأثير ⇐ نداء العالم الرقمي
شرح القصيدة
أيها الطالب النجيب لقد دعاك العالم الرقمي إلى الدخول إليه، فاستعدّ وكن أول الداخلين إليه، ولكن لا تدخل هذا العالم إلا ومعك وعي كافٍ يحميك بإذن الله من الضياع.
هناك نداء عالي الصوت يدعوك إلى دخول عالم التقنية، فهل تسمع النداء أيها الطالب الشجاع النبيه؟ إِذَنْ أجب النداء، والْتَحِقَّ بِرَكْب التقنية.
في هذا العالم الرقمي ستجد الدنيا مجموعة أمامك، فتجوّل فيها وأنت في مكانك، وخذا منها ما يناسبك. أيها الطالب إذا دخلت العالم الرقمي فشيد فيه بناءً قوياً تبنيه بالعلم والمعرفة. لعلك أيها الطالب تصبح شخصية عظيمة يقتدي بها الناس. وترفع راية وطن المفدى بالعلم والمعرفة والعقل المستنير.
أيها الطالب النجيب استفد من العالم الرقمي، لكن لا تضع أوقاتك فيه فيما لا نفع فيه، فنحن لا نرضى لك إلا الهمة العليا.
للعالم الرقمي وجهان وجه فيه منفعة لمن أراد المنفعة، ووجه قبيح يجلب الضرر. احذر أيها الطالب النجيب من الانحراف في العالم الرقمي، فإن فيه أموراً تفتح عليك أبواب الضياع. كم من عابث متساهل زلت أقدامه في دروب الانحراف والضياع في العالم الرقمي، فآذى نفسه، وفجع أهله، وخَيَّبَ رجاءهم فيه.
نك أيها الطالب النجيب فتى ذكي تبارك الله، ويصعب استغلالك وخداعك، فأنت لست مغفلاً ولا سفيهاً حتى يستغلك المستغلون، أو يخدعك المخادعون. حفظك الله ورعاك يا ابن المعالي والمجد، ودمت لأهلك ووطنك مصدر فخر بما تحققه من تميز في العلم والأخلاق.