الأم هي نبع العطاء والرحمة ومستودع الحنان، لا ينافسها في حبها لأبنائها إنسان كائناً من كان، ولا يزعم مخلوق أنه يحمل للأبناء طاقة العطاء والتضحية والإيثار الذي تحمله الأم، لذا فقد كانت الأم مصدراً للإلهام الفني والأدبي الإبداعي الرائع، وكانت ولا زالت على مر العصور مادة خصبة للشعر والنثر والقصة وغيره من ألوان الأدب، فلا يخلو إبداع كاتب أو شاعر من شعرائنا الكبار من الحديث عن الأم في قصيدة أو كتاب أو مقال أو نحوه.
وفي الحقيقة إن كل ما كتب الكتاب وجادت به إبداعات المبدعين لا يوفي الأم ولو جزء من حقها ولا يكفي لوصفها ولا يحيط بعطائها وفضائلها التي تطوق أعناقنا من المهد إلى اللحد.
وهنا سوف نحاول استعراض طائفة من الكلمات التي كتبت في حب الأم وذكرت في فضلها، بعضها مما جادت به قريحتنا وبعضها من الكلمات الشعرية الخالدة التي قيلت في الأم، فخلدتها بطون الكتب وحفظها لنا الأدب، وسنجعل مقالنا بعنوان ” قصيدة عيد الأم ثاني إعدادي” سائلين الله أن تحظى كلماتنا واقتباساتنا عن الأم بإعجابك عزيزي القارئ وتحظى بمشاركتك، فتابع مقالنا.
قصيدة عيد الأم ثاني إعدادي
لأمي أغلى تحياتي (قصيدة عن الأم بقلمي)
أمي لها فضل لا يضاهيه أحد
ولها معروف لا حد له ولا عدد
لها قلب يحبني في كل حالتي
في نصري وهزائمي
وانكساراتي!
ويسمعني
حين يعلو الفرح في صوتي
وحين تعلو آهاتي
وحين الصمت يغلبني
تستطيع سماع أناتي
أمي
عين ترى ذاتي وتحرسني بالدعوات
تذكرني بكل الخير
وتفخر دوماً بانتصاراتي
وتخفي عن أعين الدنيا
عيوبي وتستر عنها خطاياي وزلاتي
بوجودها تحلو الحياة
وبصحبتها تحلو كل أوقاتي
وتغمرني بحنانها وعطائها
وحب ما له حد
إليها أهدي أغلى تحياتي!!
صاحبة القلب الحنون (قصيدة عامية عن حب الأم بقلمي)
ويحلى الكلام عن ست الحبايب والقلب الحنون
القلب اللي عاش يداوي ويطيب بدمع العيون
قلبك يا أمي حنين أصيل
مهما أقابل في عمري
مش هلاقي له مثيل
بحبك يا أمي
بكل المعاني وكل اللغات
وكل الحنين اللي جاي واللي فات
ولأنك حبيبتي وأغلى الحبايب
يتوه الكلام في وصف حبك
وألاقيني غصب بروح للسكات
بحبك لأنك
حقيقي وبجد
مفيش زي قلبك ولا حبك حد
وحبك أساساً ما لهوش حد
في ضعفي معاي
في تعبي معاي
في وقت الوجع بلاقيكي بكايا
في وقت البرد انت الدفا
يا أمي تهون علي الهموم ما دمتي معاي
اوعاكي يا أمي تسيبي قلبي في وسط الطريق
لسة الطريق طويل
خليكي جنبي يا أوفي صديق
وبحلف لأرد
يا أمي الجميل!
أروع ما كتب عن الأم
شعر إبراهيم المنذر
من أروع القصائد التي كتبت عن الأم والتي وصفت الأم وقلبها وحنانها المطلق وصفاً يكاد القلب يتمزق من فرط قسوته، ومرارته، وصفاً وإن كان قد جاء في صورة قصة قصيرة جداً تتلخص في بضع مشاهد إلا أنه وللأسف الشديد يحاكي واقعاً معاصراً تدمي له القلوب وخاصة مع الأجيال الحالية، فقد كثرت صور العقوق وتعددت قصصه المروعة، وبات الأبناء القساة من الأشقياء والتعساء يواجهون محبة الأم وفيض حنانها ويردون جميل صنيعها بالتنكر، فترانا نسمع ونشاهد قصص العديد من الأمهات اللاتي تنتهي حياتهن في دور المسنين، أو اللاتي يطردن من بيوتهن كرامة لرغبات زوجة مسيطرة أو شيطان مريد يسول للابن الظلم ويسهل له الوقوع في العقوق، دون أن يدري المصير السيئ الذي ينتظره والعاقبة التي سوف تحيق به، والقصيدة التي نتحدث عنها هي قصيدة شهيرة للشاعر ابراهيم المنذر، يصف مشهداً رائعاً من عقوق بلغ الذروة يقابله حنان وعطف بلغ الذروة أيضاً، فالأم لا يهون عليها الابن مهما فعل أو مهما أبدى من القسوة والظلم، فيقول:
أغرى امرؤٌ يوماً غلاماً جاهلاً
بنقوده حتى ينال به الوطر
قال أتني بفؤاد أمك يا فتى
ولك الدراهم والجواهر والدّرر
فمضى وأغمد خنجراً في صدرها
والقلب أخرجه وعاد على الأثر
لكنه من فرط دهشته هوى
فتدحرج القلب المعفر إذا عثر
ناداه قلب الأمّ وهو معفرٌ
ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر
فكأنّ هذا الصوت رغم حنوّه
غضب السماء على الولد انهمر
فاستلّ خنجره ليطعن نفسه
طعناً سيبقى عبرةً لمن اعتبر
ناداه قلب الأمّ كفّ يداً ولا
تطعن فؤادي مرتين على الأثر
أما الشاعر المبدع كريم معتوق فيكتب كلمات تعلن عجزه عن وصف الأم والإحاطة بفضلها، وأن الكلمات والمعاني والحروف مهما بلغت جزالتها أو قويت بلاغتها فهي حين تقال عن الأم يظهر ضعفها ووهنها وعجزها المطلق عن الوفاء بما لها، ويشهد أن حقول إبداعه وحروفه تزهر وتخضر حين يذكر بها الأم، ويعترف أن الأم مدرسة لا يداني فضلها مدرسة وصرح من التربية لا يماثله غيره، وأن لها مرجع الفضل في كل خير تشهده الأجيال فهي من تزرع القيم والمبادئ ليحصد الأبناء ثمار الصلاح والفلاح طيبة مباركة، فيقول في بعض قصائده:
أوصى بك اللهُ ما أوصت بك الصُحفُ
والشـعرُ يدنـو بخـوفٍ ثم ينـصرفُ
مــا قــلتُ والله يـا أمـي بـقـافــيـةٍ
إلا وكـان مــقـامـاً فــوقَ مـا أصـفُ
يَخضرُّ حقلُ حروفي حين يحملها
غـيـمٌ لأمي علـيه الطـيـبُ يُـقتـطفُ
والأمُ مـدرسـةٌ قـالوا وقـلتُ بـهـا
كـل الـمدارسِ سـاحـاتٌ لـها تـقـفُ
هـا جـئتُ بالشعرِ أدنيها لقافيتي
كـأنـما الأمُ في اللا وصـفِ تـتصفُ
إن قلتُ في الأمِ شعراً قامَ معتذراً
ها قـد أتـيتُ أمـامَ الجـمعِ أعـترفُ
ويقول أحدهم في وصف الحنين إلى الأم وكيف أنها تستوطن القلب، وكيف أن وجودها يخفف عن القلب كبد الحياة وعنائها، وأن الاحتياج إلى الأم والحنين إليها يبلغ ذروته حين تواجهنا الصعاب والمحن وحين يقل النصير ولا نجد معينا لنا على ما ألم بنا فيقول:
وجه أمّي
في الرّكن يبدو وجه أمّي
لا أراه لأنّه سكن
الجوانح من سنين
فالعين إن غفلت قليلاً لا ترى
لكن من سكن الجوانح لا يغيب
وإن توارى مثل كلّ الغائبين
يبدو أمامي وجه أمّي كلّما
اشتدت رياح الحزن.. وارتعد الجبين
ويقول آخر، واصفاً حَنان الأم وما يتركه من عظيم الأثر وكيف يزيل عنه الخطر، ويمنحه السكينة والأمان، ويخفف عنه إذا أثقل الدهر كاهله بحمل ما لا يطيق وكيف يحن إلى أمه، ويأنس بها ويستجير بصحبتها من الخطوب والملمات، فيقول:
حنانكِ أمي
حنانكِ أمي شفاءُ جروحي
وبلسمُ عمري وظلّيِ الظليلُ
لعَمرٌكِ أميَ أنتِ الدّليلُ
إلى حضنِ أمي دوماً أحنُّ
لَعَمرٌكِ أمّيَ أنتِ الدّليلُ
وأرنو إليك إذا حلّ خطبٌ
وأضنى الكواهِلَ حملٌ ثقيلُ
لأمي أحنُّ ومن مثلُ أمي
رضاها عليّا نسيمٌ عليلُ
وفي الختام
كان هذا مقالنا عنوان (قصيدة في عيد الأم ثاني اعدادي) جامعاً لبعض ما قيل في الأم وبعض محاولات الشعراء والمبدعين في وصف حنانها، وذكر شمائلها ووصف الاحتياج الكبير والملح إلى وجودها، ليس في مراحل الطفولة فقط بل حتى في مراحل الصبا والشباب والنضج، نظل في حاجة إلى الأم فوجودها يمنح القلوب أمانا وراحة ويعضضها ويساندها ويعينها على السير في دروب الحياة بكل ما قد يعتريها من العتمة والظلمات، فسلام من القلب إلى كل الأمهات.
ولَك مَنّا هُنا