ما غيـرُ حرفـك صَنَّاعُ الكوابـيـس
وضحَ النهار ومنْ خلف الكواليـس
مكـرٌ خلعتَ على الآفـاقِ وحشــتَـه
فـأيـن من لـؤمـِه تـدبيــرُ إبـليـس
قيـل الجمالُ وما شــأنُ الجمال بـه
قــد يخـدعُ اللفـظُ أحيـاناً بتـلبـيـس
قيل الوفيُّ لأوطــانٍ وقـد سـكبـــتْ
يــداه فوق ثـراهـا حبـــرَ تـدليـس
قيـل الأميــنُ على حـريـةٍ صَنََـعَتْ
إصرارَنا من طُويقٍ أو ربى نيس
وهـو الذي بعثـرَ الأحلامَ مُـنـتشـيـاً
وأرسل السمَّ غدراً في القراطيـس
يزجي شهـاداتِ غفــرانٍ ويمنعــُها
فأين من سُخـفِه إضـلالُ قسيــس
يعطي الصكوكَ فمنحازٌ إلى وطـنٍ
وآبــقٌ خـابـط فـي التـيـه كالعيـس
أهـل الولاء تـبـدَّوا في صـحيـفتــه
كمـا تبـدَّتْ نجـومٌ فـي الحـنـاديـس
يـبـنـون للـزور والبـهتـان أعمدةً
مؤسســاتٍ على حَــرْفٍ وتـلبـيـس
ومـن يـخـالفــُه تَغتـالُ أحـرفـــَه
أيــدٍ تُســابقُ فـي كبـتٍ وتطـميـس
عاثـتْ يراعتــُه في الـغـيِّ سـابحةً
لا تبتغـي غيـرَ توهـيـنٍ وتـيـئـيـس
وفـتنــةٍ في بلاد النـــور تأخـذُها
إلـى مجـاهـل تعتيــمٍ وتـنـكيــس
سكرانَ يستبـقُ الأبوابَ في شغـفٍ
تـؤزُّه نكهةُ الـدولار فـي الـكـيــس
لستَ الذي يعشقُ الأوطانَ مُنـتميـاً
يا قاذفــاً بالدجى ضـوءَ الفوانـيـس
لستَ الأميـنَ على دارٍ وسـاكنــِـها
إلا إذا استُؤمن الأشياخُ في (دي سي)
إلا إذا استُؤمن (البيبي) وزمرتــُـه
على مواطـنِ إلهــامٍ وتـقــديـس
يا وصمةً في جبينِ الحرفِ يا وجعاً
يمزِّقُ الشـملَ يا نَـوْحَ المـفـاليس
ما قـلـتَ تلعنـُه الأجيالُ شـاهــدةً
على مزاعــم تشــويهٍ وتـدنـيـس
أطلـقْ قـذائفـك الرعنـاءَ مُبـتـهجــاً
صَوِّبْ سهامَك من خلف المتاريس
أجلبْ بخيلك واصرخْ في المدى جذلاً
واملأْ بزيفـِـك أوراقَ الكـراريـس
وإنْ لمحـتَ ضياءَ الفجــر مُنبـلجـاً
فاهـربْ فـدتْك مقـاماتُ الأبـاليـس
أو فاذرف الدمعَ محسوراً ومنكسراً
فـرُبَّ قـهـرٍ توارى بعـد تـنـفيـس