رُبما أن فهمي خاطئ للشعر كجنس أدبي، رُبما أن معرفتي بتاريخه ولحظته الراهنة ليست واضحة أو مكتملة، رُبما ضَعُفَ، استقوى، تكاثَرَ، نَدُرَ، انحلَّ.. لست أدري. ما أدريه هو الآتي:
قرأتُ فيما يقرأ الجالسُ أمام شاشة الكمبيوتر قصيدةً لشاعر سعودي كبير، اسمها: قصيدة الصبح.
إن كنت تقول إن القصيدة الحديثة غير مناسباتية، فالربيع العربي هو مناسبتها وموضوعها. وإن كنت تقول إن الشعر خطا في اللعب بالوزن «حروبا» كثيرة وتقدّم تبعا لذلك مبنى ومعنى إلى اللعب في العمود نفسه وقوافيه وبحوره، وانتقل إلى التفعيلة ثم النثر، فهذه القصيدة عمودية المبنى، موحّدَة الوزن والقافية. وإن كنت تقول إنها امتدادٌ واعٍ لمشروع شعري معيّن، فلشاعرنا الكبير تاريخ شعري رسَّخ شعر التفعيلة بحداثته الوليدة في السعودية.. وبقراءة منجزه الشعري ووضع «قصيدة الصبح» امتدادا لهذا التاريخ، يمكن اعتبارها «ردّةً»، حتى على مستوى «قوالب» الصور الشعرية.
وإذاً، ما الذي دفع شاعرنا الكبير، رغم تاريخه الشعري، ورغم فهمه للحظة الشعر الراهنة و قراءاته الواسعة فيها.. أقول: ما الذي يدفعه لنشر هذه القصيدة؟ هل تصمد هي نفسها أمام نقده لذاته؟ ما هو «الثوري» شعريا فيها والذي يوازي اللحظة الثورية المعيشية/السياسية في العالم العربي؟
واستطرادا: هل يستطيع الشاعر أن يكون ناقدا لنفسه، كما يتجلى نقده عند قراءته لقصائد غيره من الشعراء؟ إنه سؤال، مزيج من الوجداني والذهني.. فما الإجابة؟
ظنّي أن الأم، أيّ أم، قد تنظر بموضوعية واعتدال إلى أطفال العالم كلهم، إلا أطفالها.. هل يكفيك هذا؟ لا..!! اقرأ معي إذن:
لقد تأخرت، يا صبحا عليه دمي
حتى اصطفاني، ندامى النارِ، والغرقُ
كم انتظرتك، طفلاً، أثقلت كتبي
حقيبةَ الظهر، وارتهنـَت لها العنقُ
وكم رسمتك في شرخ الصبا قمراً
تلهو الصبايا على خديهِ، والشفقُ ..
تحيّة لعمنا الدميني.
بقلم: أحمد العلي
وهنا تقرأ: لماذا تخاف وزارة الإعلام من الكُتَّاب السعوديين؟!
وهذا أيضًا مقال رأي مُقترَح؛ بعنوان: رُبَّ صُدفة..