ما هو قصور الغدة الدرقية؟
بدأت “دكتور/ علياء الأجهوري– أستاذ أمراض الباطنة والغدد بطب الإسكندرية” بأن مصطلح قصور الغدة الدرقية يشير إلى اختلال إفراز كميات الهرمون من الغدة عن المستوى الطبيعي، وتعتبر السيدات أكثر عُرضة للإصابة بقصور الغدة الدرقية مقارنةً بالرجال وخاصةً في الفترة التي تلي إنقطاع الحيض، وهذا لا ينفي إمكانية الإصابة بقصور الغدة الدرقية في مراحل عمرية أقل مثل فترات الحمل وما بعدها أو كنتيجة لتناول مجموعة من الأصناف الدوائية وأشهرها:
• دواء الإنترفيرون المُعالج لفيروس C.
• بعض أدوية المهدئات التي تحتوي على مادة الليثيوم.
• بعض أدوية القلب.
وأضافت أن الضغط العصبي إذا ما تزامن مع الاستعداد الجيني والوراثي قد يؤدي إلى قصور وخلل في وظائف الغدة الدرقية.
ما هي خطورة الخلل في وظائف الغدة الدرقية؟
أكدت د/ علياء على أن الخلل في وظائف الغدة الدرقية وكميات الهرمونات المُفرزة منها يؤثر صحيًا على كل أجزاء الجسم من شعر الرأس إلى أُخمص القدمين، حيث أن مرض الغدة يؤثر على:
• الشعر.
• ملامح الوجه.
• القلب.
• الدورة الشهرية.
• الخصوبة.
• الحالة المزاجية والتركيز.
ما هي طرق الوقاية من الإصابة بقصور الغدة الدرقية؟
نوهت د/ علياء إلى أنه لا توجد طرق أو وسائل حماية من التعرض للإصابة بالغدة الدرقية، كما لا يوجد أنواع من الفحوصات يمكن أن تشير إلى إمكانية الإصابة بالغدة الدرقية في المستقبل، وكل ما يملكه الطب الحديث هو عمل بعض الفحوصات التي توضح كفاءة عمل الغدة الدرقية في اللحظة الآنية التي تتم فيها الفحوصات وذلك خلال مراحل عمرية معينة مثل أوقات الحمل أو عند وجود تاريخ عائلي مرضي متعلق بالغدة الدرقية أو عند ظهور الأعراض أو عند الإصابة بأمراض مناعية ما، أما أن تُنبأ هذه الفحوصات بما سيحدث في المستقبل أو أن يمنع الإصابة تناول دواء معين فلا.
وقد تمكننا بعض الفحوصات في الكشف المبكر عن قصور الغدة الدرقية وخلل وظائفها بعد الإصابة الفعلية مثل تحليل TSH وتحليل هرموناته T4, T3، وتجدر الإشارة هنا إلى أن فحص TSH يتم استخدامه عند الإصابة بكسل في الغدة الدرقية نفسها، أما فحص الـ Free T4 يتم استخدامه إذا كانت الغدة الدرقية مصابة بالكسل نتيجة إصابة الغدة النخامية الأم. وعليه للكشف المبكر عن أي خلل في الغدة الدرقية يحتاج الطبيب إلى إجراء فحوصات خاصة بوظيفة الغدة وفحوصات أخرى لحجم الغدة وشكلها بالموجات الفوق صوتية، لأن بعض الحالات تُصاب بخلل في حجم وشكل الغدة بدون الإصابة بخلل وظيفي فيها.
هل يمكن أن يتسبب الخطأ في العلاج في تحويل الغدة من خاملة إلى نشطة أو العكس؟
أشارت د/ علياء إلى أن الخطأ في العلاج إما أن يأتي من خلال التشخيص الغير دقيق من البداية أو من ثبات الجرعة إلى ما لا نهاية وعدم مراعاة نسب ومؤشرات الفحوصات الدورية أو من خلال تناول جرعات دوائية زائدة، وكلها من الحالات النادرة الحدوث بسبب تغافل الطبيب المعالج.
أما الشائع بين المرضى هو استمرار المريض في تناول نفس الأدوية وبنفس الجرعات والتغاضي عن إعادة استشارة الطبيب لشعوره بالتحسن واختفاء الأعراض، الأمر الذي يؤدي بالضرورة إلى تحول الخلل الوظيفي من النشاط الزائد إلى الخمول التام أو العكس، ولتفادي مثل هذه المشكلة لابد من العلم أن الجرعات والمجموعات الدوائية ليست للاستعمال الموحد طوال العمر، بل تتبدل الجرعات والأصناف الدوائية تبعًا لمؤشرات وأرقام التحاليل الدورية التي يُجريها المريض كل ثلاثة شهور خلال رحلة العلاج، وهذا ما يستلزم مداومة استشارة الطبيب لتحديد التحاليل المطلوبة ومن خلالها يقوم بتحديد الأدوية والجرعات المطلوبة.
هل تتشابه أعراض الغدة الخاملة مع أعراض الغدة ذات النشاط الزائد؟
يمكن القول أن التشابه يحدث في بعض الأعراض ولا يحدث في الكل، كما توضح النقاط الآتية:
• سقوط الشعر هو عرض مشترك بين الحالتين.
• آلام العظام يمكن أن يكون مشتركًا بين الحالتين، إلا أنه أكثر حدوثًا مع الغدة النشطة.
• تعب وآلام العضلات عرض خاص بالغدة الخاملة.
• خلل الدورة الشهرية هو عرض مشترك بين الحالتين.
• جفاف الجلد عرض خاص بالغدة الخاملة. أما زيادة الحكة في الجلد أكثر حدوثًا مع الغدة النشطة.
هل يوجد نمط علاجي خاص بمريض الغدة بنوعيها النشطة والخاملة في شهر رمضان؟
أوضحت د/ علياء أن أدوية الهرمون التعويضي التي يُعالج بها مرضى الغدة الدرقية الخاملة يجب أن يُتناول على معدة فارغة، ولصعوبة بقاء المريض بدون طعام لفترة زمنية بعد أذان المغرب يُسمح لهم بتناول الإفطار الرمضاني ثم التوقف عن الأكل لمدة ثلاث أو أربع ساعات ثم تناول الدواء الهرموني ويتم ذلك بفترة كافية قبل السحور.
ما هو مرض الهاشيموتو؟
هو من أمراض خلل الجهاز المناعي، حيث يُكون الجهاز المناعي أجسام مضادة تقوم بمهاجمة الغدة الدرقية، وينتج عن هذه المهاجمة فقدان الغدة لوظيفتها كليًا أو جزئيًا أي أنها تتحول إلى غدة خاملة، وهو من الأمراض التي يُصاب بها الإنسان بشكل مفاجئ بمعنى أنه ليس شرطًا أن يعاني من خلل في الغدة الدرقية حتى يُصاب بهذا المرض.
وللأسف أصبح مرض الهاشيموتو من أكثر أمراض الغدة الدرقية انتشارا في الوقت الحالي، وقد يكون ذلك بفعل عوامل الضغط العصبي أو التلوث البيئي المتزايد في العصر الحديث أو نقص اليود أو الاستعداد الوراثي، فكلها من العوامل التي تُشكل منظومة الخلل المناعي بشكل عام والذي قد يؤدي إلى العديد من الأمراض مثل الروماتويد والسكري والذئبة والبهاق… إلخ ومنها بالطبع الهاشيموتو.
وقالت أن اليود من العناصر التي تساعد الهرمون على التكون، وتعويض اليود يتم عبر الأغذية المدعمة بنسب زائدة من اليود.
كما أوضحت أن الغدة الخاملة تقلل معدلات الحرق في الجسم بما يساهم في زيادة الوزن، أما بعد علاجها وضبط مستويات الهرمون المُنتَج منها فلا دخل لها بزيادة الوزن.
هل يؤثر نشاط أو خمول الغدة على الإنجاب؟
لاشك في تأثير خلل الغدة الدرقية على عملية الإنجاب، لأنه يؤثر على البويضة وكفاءة عملية التبويض، كما أن الغدة الخاملة تزيد من هرمون اللبن في جسم الأنثى، ولإتمام عملية الحمل والإنجاب بالصورة الطبيعية الصحية لابد من علاج الغدة الدرقية أولًا.
و أكدت د/ علياء على أنه طالما شُخصت الأعراض الهضمية لأسباب ما في الغدة الدرقية فيجب ابتداء علاج خلل الغدة سواء كان الخلل بالنشاط الزائد أو بالكسل للتخلص من هذه الأعراض الهضمية تمامًا.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن الغدة النشطة تصيب الجهاز الهضمي بالحركة الزائدة وبالتالي ظهور أعراض الإسهال، أما الغدة الخاملة فتقلل من حركة الجهاز الهضمي وبالتالي ظهور أعراض الإمساك.
كما أن الإصابة بالاكتئاب متزامنة دائمًا مع الغدة الدرقية الخاملة، والعلاج هنا هو ضبط وظائف الغدة.