يمكننا تعليم أولادنا الكثير من الدروس والعِظات الأكثر أهمية في الحياة بشكل أفضل من خلال قصص الأطفال البسيطة. وهنا معنا قصص عن العون ومساعدة الآخرين للأطفال الصغار. فأدب الأطفال مليء بالقصص الملهمة عن العطاء، والتعامل بلطف مع الآخرين، حتى عندما لا يكون الأمر سهلاً.
قصص عن العون ومساعدة الآخرين للأطفال
العطف، الكرم؛ هذه الصفات تمثل سلوكًا إيجابيًا للقراء الأطفال الذين ما زالوا يتعلمون كيفية تكوين علاقات طيبة مع أقرانهم.
إن مراعاة الآخرين ليس بالأمر السهل دائمًا، ولكن عندما يرى الطفل الشخصيات التي تُقدم يد العون ومساعدة الآخرين المحتاجين ونشر اللطف في جميع أنحاء مجتمعاتهم، فسوف يأخذون دروسًا قيمة حول كيفية أن تكون صديقًا وجارًا ومواطنًا جيدًا.
قصة ليان والعصفور
وهنا قصة لتعليم الطفل مساعدة الآخرين؛ انها بسيطة وقصيرة من بطولة الطفلة الصغيرة ليان وعصفور الأرجوحة.
ليان تلعب على الأرجوحة
في يوم من الأيام، خرجت ليان إلى الحديقة لتلعب على الأرجوحة، فوجدت عليها عصفوراً صغيراً، اقتربت ليان من العصفور ببطء كي لا يطير، فوجدته فرخاً صغيراً لا يعرف كيف يطير.
نظرت ليان إلى الأعلى، فرأت أم العصفور تطير في السماء، وتزقزق بقلق، فكرت ليان، وقالت لنفسها: يبدو أن العصفورة الأم قلقة على فرخها، وهي تُريد أن تُعلمه الطيران.
ليان تُعلم العصفور الطير
جلست ليان على الأرجوحة، ووضعت العصفور في حضنها. تأرجحت ليان هي والعصفور الذي كان خائفاً في البداية، لكن ليان طارت بالأرجوحة أعلى وأعلى وأعلى، فشاهد العصفور نفسه يطير في الهواء مع ليان، فتشجع وفرد جناحيه، وحمله الهواء بسهولة، فطار العصفور الصغير عالياً نحو أمه.
شاهدت الأم عصفورها الجميل يتعلم الطيران ففرحت كثيراً، وأرادت أن تشكر ليان لأنها ساعدت صغيرها، فأحضرت حبة كرز بمنقارها وأعطتها لها.
قصة قرقرة في القطار
الأرنب فوفو
استيقظ الأرنب “فوفو” وهو في قمة السعادة، فاليوم سيركب القطار لأول مرة ليزور جدته مليحة. وضع الأرنب أغراضه في الحقيبة؛ نظارة شمس، مروحة يد، ومعقم للأيدي، وحملها على ظهره وانطلق.
جلس المسافرون بهدوء في المقاعد؛ بعضهم يقرأ كتاباً، وبعضم يُتابع فيلماً، لكن فوفو لم يكن مرتاحاً، فمعدته تصدر صوتاً؛ قرررررررررررر… قررررررررر.. إنه جائع جداً، فقد نسي تناول فطوره من شدة حماسته، صار وقت الطعام على القطار، ففرح فوفو واستعد لتناول الوجبة اللذيذة.
الأرنب فوفو والآنسة زرافة المُضيفة
أحضرت الآنسة زرافة وجبة الطعام المكونة من الدجاج والأرز، لكن فوفو لا يأكل الدجاج والأرز، فرن الجرس، وحضرت المُضيفة، فطلب منها بأدب طعاماً يُناسبه، لكنها قالت: آسفة، لا يوجد في مطبخنا غير الأرز مع الدجاج، ثم تساءلت: ألم تضع في حقيبتك وجبة خفيفة تُناسبك، فهز فوفو رأسه نافياً. كررت الزرافة اعتذارها وغادرت.
حزن فوفو كثيراً ونزلت دموعه، فاللقلق نقنق الجالس بجانبه أخرج من حقيبته سمكة طازجة حمراء، وقدمها له، لكن فوفو قال بحزن: أنا لا آكل السمك.
الأرنب فوفو وقرقرة في القطار
ومع الوقت زاد جوع فوفو، فبدأ صوت معدته يرتفع أكثر وأكثر، قرررر.. قررررر..قرررررر، فحاول فوفو الضغط على بطنه لإسكات معدته، لكن لا فائدة. فالصوت يرتفع.. ويرتفع. سمع المُسافرون صوت القرقرة، وصاروا يتساءلون: ما هذا الصوت! من أين يأتي؟
شعر فوفو بالإحراج الشديد، فتلوى ضاغطاً على بطنه مُحاولاً إخفاء القرقرة، لكن دون فائدة، فطغى الصوت على ضجة القطار، فبدأ الركاب بالبحث عن مصدر الإزعاج.
اختبأ فوفو تحت المقعد تفادياً للإحراج، لكن الخروف “رؤوف” الجالس قريباً منه أمسكه قائلاً: أأنت من يُصدر هذا الصوت المزعج؟
اعتذر فوفو وقال بخجل: أنا لا أقصد إزعاجكم، لكن جائع جداً، ولا يوجد على متن القطار طعاماً يُناسبني.
تعاون الأصدقاء لمساعدة فوفو
ضحك الخروف “رؤوف” وقال: بسيطة، فأخرج من حقيبته ضمة من الحشائش البرية الطازجة، ثم جاء الحصان “حسان” وقدم لفوفو عرنوس ذرة بيضاء شهي، أما السلحفاة “عفاف” فقدمت له ضمة من الخس اليانع، أخرجتها من حقيبتها.
صار لدى فوفو مائدة شهية من أطيب الأطعمة، فأكل وأكل حتى توقفت معدته عن القرقرة، ووصل القطار إلى المحطة، فخرج الأرنب فوفو برفقة أصدقائه؛ الخروف “رؤوف”، والحصان “حسان، والسلحفاة “عفاف”، واللقلق نقنق، وذهبوا جميعاً إلى بيت الجدة مليحة، وتناولوا طعام العشاء اللذيذ الذي أعدته لهم، وقضوا وقتاً ممتعاً.
النهاية
تعلَّمنا يا أصدقائي من القصتان أعلاه أنك بمقدورك مساعدة الآخرين وتقديم العون لهم بشكل بسيط، وفي نفس الوقت تساعدهم وتجلب لهم السعادة.
إن مجتمعًا لا يساعد بعضه بعضًا هو مجتمع سيء، لكن الذين يُقدمون المساعدات للآخرين ويسعون على تلبية احتياجاتهم حتى وإن كانت بسيطة؛ كل ذلك يجعلوننا نعيش وسط مجتمع يسوده الحب والتعاون.