يُعد قصر القامة عند الأطفال من المشاكل التي تؤرق الكثيرون، فهي لا تؤثر على الطفل في عُمر صغير، ولا تُعد مرضاً، ولكنها مُشكلة تؤثر على نفسية الشخص في عمر البلوغ.
يختلف الأطفال في طولهم من طفل لآخر، ويرجع ذلك إلى بعض العوامل الوراثية، أو البيئية، التي تكون سبباً في اختلاف طول الأطفال فيما بينهم، ويُحدد قصر القامة من خلال طول الأطفال أقرانه.
فقصر القامة علمياً يكون فيه الطفل أقصر من 97% من أقرانه في الجنس والعمر، وعلى الرغم من أن قصر القامة لا يُعد مرضاً يجب علاجه، ولكن يهتم به الناس لأنه يترك آثار سلبية على نفسية الطفل فيما بعد.
متى يُشير قصر القامة عند الأطفال إلى مُشكلة صحية؟
يقول “الدكتور. بسام محمد بن عباس” استشاري أمراض الغدد الصماء والسكري: لاشك أن مُشكلة قصر القامة وضعف النمو الطولي مؤرقة لكثير من الأهالي، ويجب على الأهل التعرف المُبكر على قصر القامة، بالتعرف على الطول الطبيعي.
ويتعرف الأهل سواء الأب أو الأم على قصر القامة لدى الطفل، بمقارنة الطفل بأقرانه، سواءاً أقرانه في المنزل أو العائلة أو حتى في المدرسة.
ولكن أطباء الأطفال لديهم طريقة معينة لتشخيص قصر القامة، بالرجوع إلى مُنحنيات طول معروفة لديهم، ولكن عامة الناس ليسوا مُطلعين على هذه المُنحنيات الطول الطبيعية.
فبالمقارنة يستطيع الإنسان التعرف على قصر القامة عند الطفل، أو أن طوله طبيعي بالنسبة لأقرانه.
مُنحنيات الطول الطبيعية تُشير إلى الفرق بين طول الذكر وطول الأنثى، وهناك فروقات أيضاً عند البلوغ لكلا الجنسين.
فالطول وزيادة الطول وتسارعه لدى الفتيات يحدث قبل حدوث البلوغ أو قبل حدوث الدورة الشهرية، بينما الطول لدى الطفل الذكر يستمر حتى عمر متأخر، قد يصل إلى 16 أو 17 سنة.
لذلك فهناك فروق في الطول بين الذكر والأنثى، وكذلك توجد فروق في الطول بين منطقة وأخرى، وبين دولة وأخرى، وكذلك توجد فروق عرقية بين طول الأشخاص في منطقة وأخرى.
متى يعد قصر القامة مرضاً؟
أولاً يجب على الأب والأم اكتشاف قصر القامة عند الطفل مقارنة بأقرانه، بأنه أقل منهم طولاً، وبذلك يؤخذ الطفل إلى الطبيب المُختص، وهو طبيب الأطفال، ويقوم طبيب الأطفال بالتشخيص من خلال الرجوع إلى مُنحنيات الطول الطبيعية، والتعرف على ما إذا كان الطفل لديه قصر القامة أم لا.
وهناك أيضاً ما يُعرف بإسم التسارع الطولي، أي أن الطول الطبيعي يتسارع ما بين 4 إلى 6 سنتيمتر في السنة الواحدة، وبذلك يتعرف طبيب الأطفال على هذا التسارع الطبيعي، ويقوم بإخبار الأهل إذا كان النمو الطولي للطفل طبيعي أو غير طبيعي.
كما يتسنى لطبيب الأطفال معرفة ما إذا كانت أسباب قصر القامة عند الطفل مرضية أم غير مرضية، فقصر القامة المرضي يُعالج بمعالجة المرض المُسبب له، أما قصر القامة الوراثي لا يحتاج أي علاج.
العلاقة بين قصور الغدة وقصر القامة
في الواقع هناك اعتقاد سائد بأن قصر القامة ومسببات ضعف النمو، هي مُسببات هرمونية، وهذا الإعتقاد خاطئ، لأن الأسباب الهرمونية ومشاكل الغدد الصماء تُشكل الجزء الأصغر من مسببات قصر القامة.
فأسباب قصر القامة غالباً تكون أسباب غير مرضية، فهي أسباب وراثية أو تكوينية.
فالأسباب الهرمونية لقصر القامة وضعف النمو الطولي بصفة عامة تتلخص في 3 أسباب وهي:
- نقص هرمون النمو من الغدة النخامية.
- نقص هرمون الغدة الدرقية.
- زيادة إفراز الغدة الكظرية.
ويعتقد الناس أن أسباب قصر القامة هرمونية فقط، ولكنها ثلاثة أسباب وليست سبب واحد، ومنها الوراثية والبنيوية والمرضية.
علاج قصر القامة
تابع “د. بن عباس” لا يقتصر علاج قصر القامة على العلاج الطبي فقط، لذلك يجب على الأهل الكشف المبكر، واكتشاف مشكلة قصر القامة مبكراً، لأن بعض الأسباب يمكن أن تكون هرمونية، والعلاج الهرموني يكون فعال في مرحلة الطفولة.
ففي مرحلة ما بعد الطفولة، وبعد اكتمال البلوغ، يكون علاج قصر القامة غير فعال، إذا كان سببه نقص في هرمون النمو.
فالكشف المُبكر يُساعد في العلاج المبكر، حيث يكون العلاج في ذلك الوقت فعال في التخلص من هذه المشكلة.
ويعتمد علاج قصر القامة على المُسبب له، فمنها الأسباب الهرمونية، وأسباب غير الهرمونية يُمكن علاجها، مثل أسباب نقص إفراز الغدة الدرقية، والذي يُعالج بتعويض هرمون الغدة الدرقية.
وإذا كان السبب زيادة إفراز الهرمونات، يُعالج من خلال استئصال الغدة الكظرية مثلاً، إذا كانت هي السبب زيادة إفراز الهرمونات.
وإذا كانت الأسباب الغير هرمونية إطلاقاً، وتعود مثلاً إلى مشاكل في الجهاز الهضمي، يتم علاج هذه المشاكل، وينعكس ذلك أيضاً على بقية أعضاء جسم الإنسان، فأسباب قصر القامة قد تكون مشاكل مزمنة في جميع أعضاء جسم الإنسان، تتعلق بالقلب أو الرئة، أو بعض الأمراض الروماتيزمية، فالعلاج يعتمد على سبب حدوث المرض.