من المُهِم أن ينشأ أبنائنا على الثقة واليقين في الله -تعالى-، فاليوم معنا أجمل قصة عن الرزق للأطفال، بعنوان: بائع الحكايات.
ستكون القِصة مُلهمة ومعبرة عن فضل الله -عز وجل- وعن الرزق؛ كيف يأتينا وكيف يستمر وكيف ينقص وكيف يعود مرة أخرى.. الخ
قصة عن الرزق للأطفال
فهلمّوا معنا لنقرأ تلك القِصَّة ونستخرج معانيها ونستفيد من كُل درسٍ نخرج به منها؛ ثُم نشرح لأطفالنا الأمر ببساطة وسهولة ويُسْر.
بائع الحكايات
حكايات التنور
جدتي تخبز أرغفة تُشبه وجوه الأطفال، وتحكي لنا عن التنور الكريم؛ ذات التنور الذي يمنح الفقراء خبزاً وحكايات بالمجان. تصدق أختي نورا حكايات التنور، فأبتسم لها وأقول: هذا خيال يا نورا، التنور لا يتكلم، لكن نورا لا تصدقني، بل تصنع من العجين أشكالاً، وتقلد أصوات الأشكال، فتبدو مثل حكواتية في مسرح العرائس.
التنور صانع الأمنيات
وتقول أمي: التنور صانع الأمنيات، وتصنع بالعجين كعكة على شكل دراجة، فأبتسم للدراجة الطازجة التي تُشبه الدراجة التي حلُمت بها دائماً.
أحمل الخبز وأذهب مع أبي لنبيعه عند أطراف القرية فأنادي: خبز دافئ كالشمس، ويُنادي أبي: خبز الناس ناصع كالقمر، فيشتري الأطفال الخبز الشهي، ويمضون إلى بيوتهم بسعادة وكأنهم يحملون الشمس والقمر.
حكاية النهر
في يوم حزين تم افتتاح فرن حديثا قريب من القرية؛ فرن يبيع الخبز والكعك والحلوى، فاتجه نحوه الجميع، ويبست أرغفتنا دون أن يشتريها أحد، ففي المساء شعرنا جميعاً بالحزن، فحكى لنا جدي حكاية النهر؛ ذلك النهر الذي كلما جف يمتلئ من جديد؛ مرة بذوبان الثلج ومرة بالمطر ومرة يملأه الناس من آبارهم.
التنور يرسم الحكايات على الأرغفة
قال جدي: الرزق كالنهر، إذا جف سيمتلئ من جديد، وفي الصباح خبزت أمي رغيفاً وسألت: من سيأكل هذا الرغيف؟
فأجابت نورا: لن آكله.. إنه يبدو محترقاً، فحملت الرغيف ورحت أنظر إلى الخطوط التي رسمها التنور عليه، فرأيت شجرة وفأساً ورجلاً، فحكيت لهم حكاية الحطاب والشجرة المنتصرة، فابتسموا وهتفوا: أرأيت؟! التنور يرسم الحكايات على الأرغفة.
يوم ذاك لمعت في رأسي فكرة، فطلبت من جدتي وأمي أن تخبزا أرغفة مقمرة، ثم حملت الأرغفة، ورحت أنادي حكايااات… حكايااات، فتجمع حولي أطفال القرية، وبدأت أقص عليهم حكايات رسمها التنور على الأرغفة.
بائع الحكايات
حكيت لطفل لاجئ فقد بيته حكاية الخيمة والريح ففرح حين طارت الخيمة العجيبة، وأعادت اللاجئين إلى بيوتهم.
واستخدمت أصابعي وشفاهي لأحكي حكاية العصفور الذي استعاد صوته، فاستمتعت بها طفلة فقدت صوتها، وأعطيت صديقي اليتيم رغيفاً بالمجان، وحكيت له حكاية رغيفه؛ كان اسمها حكاية المطر اليتيم السعيد، فابتسم للمطر الذي سقى بستاناً مثمراً.
وفجأة، هتف طفل يرتدي نظارة شمسية، قال الطفل: كلكم ترون الحكايات إلا أنا؛ فعيناي لا تبصران، فقدمت رغيفاً عليه عجين نافر فتلمسه بأصابعه، واستمتع بحكاية زهرة دوار الشمس؛ تلك الزهرة التي ترى الشمس بقلبها.
فرح الجميع بالحكايات، فاشترى كل واحد حكايته، ومضوا يهتفون: سنعود غداً لنشتري حكايات جديدة.
منذ ذلك اليوم صار اسمي بائع الحكايات، أنادي حكاياااات… حكاااايات؛ أبيع للأطفال حكايات تُشبه وجوههم المبتسمة، و احلم: يوما ما سأصبح كالتنور الكريم أقدم للفقراء خبزاً وحكايات بالمجان.