قصة حب مؤثرة وحزينة
عنوان الحزن في قصص الحب أن تترك قلبك يتعلق بما ليس لك، وأن تغض الطرف عن كل المسلمات التي تخبرك بالنهاية الحتمية لتلك الرواية، ومع ذلك تعجز عن اتخاذ القرار، وتترك غيرك يصفعك بتصريحات الفراق…
بدأت قصة الحب العنيفة جدًا بين أحمد وندى، في ظروف عادية جدًا، لقاء عابر ترك خلفه بداية حكاية طويلة، امتلأت بتفاصيل الوجع والألم..
التقت به وكأنها تلتقي بنصفها الآخر، جمع الحبيب هذه المرة مجامع الحسن والكمال (في نظرها)، لكنه لم يقوى على محاربة الدنيا لأجلها، ولم تقوى هي على مخالفة الشروط والقيود التي فرضت عليها….
أعلنت للدنيا أنه تحبه وأنها تريد تكملة الطريق معه، وفي صحبته، لكن أحدًا لم يوافقها قط، أدركت بعد فترة قصيرة أن القرار ليس بيدها،،،،
قبلت أول عرض زواج جاءها، فهو عرض مثالي لا يمكن رفضه، لأنه يجمع مقومات الأمان، وظيفة ثابتة بدخل ثابت، بيت ملك، وقلب طيب صادق أمين، يمكن الاستناد عليه.
قبلت عرض الزواج، وأعطت الفرصة لنفسها أن تستكشف تفاصيل العلاقة الجديدة التي ستكمل معها حياتها، وبالفعل اندمجت في التفاصيل…. أحبت ذلك الشريك إلى حد ما.
أنجبت طفل واثنين وثلاثة، واقتضت إرادة الهوى، أن تستيقظ المشاعر القديمة المختبئة هناك، في ركن الذاكرة، اقتضت الحياة أن تلقنها الدرس، الأقسى على الإطلاق…
التقت بالحب الأول، تجدد في قلبها ذلك الحنين الكامن من سنين، بدأ الحديث والوصل بينهما، تصارحا وتحدثا، أفضى كل منهم بما لديه من الأسرار والمشاعر الجارفة…
اعترفت أنه لم يبرح قلبها قط، وأقر هو بأن حياته لا تكتمل بدونها، والنقص فيها مزمن أبدي، تعارفا وكأنهما على أعتاب البداية… دخلت إلى تفاصيل حياته، مع كل خطوة نحو القرب منه تكتشف كم خسرت بفقده. وكم شقيت ببعده. وكم كانت ستكون سعيدة لو تقاسمت حياتها معه.
وعلى الرغم منها بدأت تزن حياتها بميزان حساس جدًا مقارنة بحياته، وتقيس سعادته مقارنة بسعادته، وتنظر إلى كل ما ينقصها بعين ترى فيه الكمال…
فاتحدت عليها مشاعر الحسرة والشعور بالخسارة الرهيبة التي منيت بها في بعده، مع ما استيقظ في قلبها من مشاعر الحب والشوق، فراحت ترسم لنفسها تفاصيل جانبية على هامش حياتها الحقيقية، تسرق بعض اللحظات التي تجمعها به، في اتصال هاتفي أو لقاء عابر،،،،
بات الوصل أقرب إلى الإدمان، وباتت هي تعانق صورته في كل التفاصيل،،، تزورها من حين لآخر مشاعر الذنب، لكنها تعطيها ظهرها وتكمل.
أصبحت لا تقوى على الحياة بدونه، أدمن وجوده في حياتها، أصبحت عاجزة بالكلية عن مدافعة شوقها إليه ورغبتها في لبقاء معه،،،
لم تعد تبرح أحلام اليقظة، ولا تتخل عن كل التفصيل الرائعة التي تجمعهما معا،، أصبحا أقرب وأقرب وأقرب ، مما كانت تتخيل.. أصبح الحياة كلها…
لم يكن شريكها (سيئ الحظ) على دراية بتلك الدوامات التي تعصف بحياته وتهدد أبنائه، كان مطمئنًا، لا تؤرقه الشكوك ولا يتطرق إلى باله سوء الظن…. حتى حانت اللحظة القاسمة.
حين عاد زوجها من عمله مبكرا، لم يطرق الباب ولم يخبرها هاتفيا لتعد له وجبة العشاء كما اعتاد، بل قرر أن يفاجئها بوجبة عشا جاهزة، وفتح الباب ودلف إلى المطبخ ليضع ما في يديه، وانطلق إليه بخطى خافتة وهو يمني نفسه بليلة غير تقليدية، وقف خلف الباب برهة، فاستوقفه صوت بكائها وتنهداتها وهي تحادث شخصا ما على الهاتف،،
تسمر الزوج في مكانه خمس دقائق فقط، وقد أدرك ما في الحكاية، اندفع إليها وهو لا يستطيع تميز ما يراه، وراح يلطمها على وجهها حتى غطى الدم ملامحها،، ولم يفعل شيء سوى أن أخذها بما ترتديه من الثياب وجرجرها على الأرض، وألقاها في لحظة واحدة خارج باب البيت وخارج حياته وخارج حياة أبنائه………
وهنا فقط استشعرت ندى صفعة الحب، ولوعة تعلق القلب، فبدلًا من أن تفقد حبيبا فقدت كل شيء، وخرجت من القصة خالية الوفاض إلا من وجع لا يداوى وكسر لا يجبر.
تاهت في ظلمات المستقبل ، وفي ثانية واحدة انقلب الحب إلى كره عجيب وثورة لا تنطفئ، وقفت تبحث عن نقطة تبدأ منها، تبدأ بلا سند ولا زوج ولا ولد، كيف تبدأ وقد مات فيها كل شيء.