سائق سيارة الأجرة: قصة قصيرة تعبر عن التوكل على الله في الرزق

سائق سيارة الأجرة, قصة قصيرة

قَبل أن نقُص عليكم قصة سائق سيارة الأجرة المتوكل على الله في رزقه، نُذكِّركُم بحديث من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم تهتز له القلوب يقول فيه “لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصا وتروح بطانا”.

التوكل على الله الرزاق

التوكل هو التفويض المطلق انطراح القلب بين يدي الرب، وباب السبب في سبيل الوصول الى المراد، ولكن فيه توكل وتفيض كامل لله عز وجل.

لو كنتم كذلك، لو فعلتم هكذا، لرزقكم كما يرزق هذا السرب من الطيور التي تخرج في الصباح باحثة عن رزقها وهي جائعة، ليس في محصلتها شيء، ليس فيه الحوصلة طعام، ولكنها لا تعود الا وقد اعطاها الله ما ملأت به بطنها وسدَّت به حاجتها.

هنا ليس فقط في باب ما يأكله الإنسان ويشربه، بل في كل شيء من شؤون حياته.

قصة سائق سيارة الأجرة

حدثت في إحدى البلدان العربية قصة عجيبة، أحد الأخوة يعمل في سائِق تاكسي، وفي يوم من الأيام أُصيب بمرض، فاضطر أن يجلس في البيت اسبوعًا كاملا لم يستطِع أن يركب سيارة التاكسي ويستفيد منها لأسرته.

بعد اسبوع بعد ما ضجَّ البيت من الحاجة والعَوز، قال: قُلت لزوجتي سوف أنزِل القهوة “المقهى” في الأسفل أجلس فيها مع بعض الزملاء أستأنس بهم.

يقول، فنزلت رأيت في نفسي نشاطًا، فأخذت التاكسي “سيارة الأجرة” وذهب في الطرقات أبحث عن زبون، وبينما يسير بالسيَّارةِ فإذا بشخص يؤشِّر له، فركب معه، وإذا به من دوله خليجية.

قلت له: الى اين تريد؟

قال: اريد أن اذهب إلى الجمارك، لدي موضوع هناك، وأريد أن أنتهى مِنه، وقد طلبوا مني مبلغًا كبيرًا.

فذهب معه السّائق، وساعده في إنجاز البضاعة وإخراجها من الجُمرك.

وكان المفترض أن يدفع هذا الرجل الخليجي مبلغًا كبيرًا للجمرك، لكن بسبب هذا الرجل وشفاعته هناك، وهكذا.. دفع مبلغًا قليلا.

يقول وأرجعت هذا الإنسان إلى الفندق، وعند باب الفندق قال لي: كنتُ سأدفع خمسة عشر ألف ريال، ولكنك بسبب الفعل الذي فعلته معي دفعت هذا المبلغ الزهيد “وكان قد دفع ألفي ريال فقط” فالمبلغ المتبقي كله لك، ١٣,٠٠٠ ريال.

وأعطى صاحب التاكسي المبلغ الذي كان سيدفعه للجمارك، وهو الـ ١٣ ألف ريال.

هذه قصة حصلت أيها الأخوة حقيقية وواقعية ليدلّنا على قضية معينة، وهي أن الرزق في السماء وأن الذي يكشف الهَمّ في السماء وإن الذي يُفرِّجالهموم هو الله عز وجل، فقط بُثَّ شكواك اليه، والله عز وجل لن يخذلك.


هذِه قصة قصيرة للأطفال قبل النوم، وللكبار قبل الحزن، قُم بقياسها على أمور كثيرة، تُريد من ربك شيء آخر؟

  • مثلا شاب يريد أن يتزوج، يتوكل على الله ويبذل السبب.
  • فتاة تأخّر عليها الزواج، تتوكل على الله حقَّ التوكّل وتسأل ربها عز وجل.
  • رجل عنده مشكلة وقعت عليه، يتوكل على الله حق التوكل.
  • رجل أصابه دين، يبذل السبب ويتوكل على الله حق توكله.

الصادق تفويض القلب واضطراح القلب بين يدي الله عز وجل. هذا مجال يجعل حياتك آمنة، لأنك توكلت عليه. وهو الذي بيده مقاليد الأمور وهو الذي بيده مفاتيح الفرج، وهو الذي يصنع ما يشاء ويفعل ما يريد.

إنتبه لهذا الأمر، لا تمُن أن في مقدورك أن تفعل انت وحدك، توكل على ربك، ولكن توكل وابذل السبب حتى ولو كان ما أنت فيه من مشكلة كبيرة، أو حتى كبير على مستوى الفرد، او الأسرة، أو حتى الأُمّة. عندما تتوكل على الله حق توكله يأتيها الفرج، يأتي النصر، يهديها التوفيق، يهديها السّداد، لكن تتوكل على الله، ومن السبب أن تكون الكلمة واحدة. واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، بارك الله فيكم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top