قصة زواج النبي ﷺ من زينب بنت جحش

قصة زواج النبي ﷺ من زينب بن جحش

هي أم المؤمنين، زوجة النبي ﷺ زينب بنت جحش وهي بنت عمة رسول الله ﷺ؛ فأمها هي أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم، عُرفت في حياتها بكثرة صدقاتها وزهدها في الدنيا.

وصفتها أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر (رضي الله عنهما) فقالت عنها: “وَلَمْ أَرَ امْرَأَةً خَيْرًا مِنْهَا، وَأَكْثَرَ صَدَقَةً، وَأَوْصَلَ لِلرَّحِمِ، وَأَبْذَلَ لِنَفْسِهَا فِي كُلِّ شَيْءٍ يُتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى الله ﷻ مِنْ زَيْنَبَ”، وذكر النبي ﷺ أنها أواهة، والْأَوَّاه هو: الْخَاشِعُ فِي الدَّعَاءُ الْمُتَضَرِّعُ فيه.

لما هاجرت زينب بنت جحش إلى المدينة المنورة خطبها رسول الله ﷺ لزيد بن حارثة، وهو مولى لرسول الله ﷺ، وقد كان النبي ﷺ متبنيًا له قبل تحريم التبني، فكان يقال له: زيد بن محمد، لكن زينب لم ترضه لنفسها لأنها من قوم يعدون من كبار قريش وهو عبد فقير، إلا أن رسول الله ﷺ أخبرها بأنه قد رضي بزيد زوجا لها فوافقت على الزواج منه.

كان الناس يعتبرون زينب زوجة ابن الرسول ﷺ بسبب انتشار التبني بينهم، وأراد الله تعالى أن يُبطل التبني ويمنعه، لما يترتب عليه من مشكلات وحرمان لبعض الناس من حقوقهم وحصول البعض على حقوق ليست لهم، وأراد الله سبحانه وتعالى أن يهدم عادة التبني من خلال أعظم نموذج في حياة الأمة وهو سيدنا محمد ﷺ، قال تعالى: ﴿ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ﴾، وقال تعالى: ﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾، حيث كان العرب يمنعون زواج الرجل من زوجة ابنه بالتبني.

وقع الشقاق وكثرت الخلافات بين الزوجين، وتبع ذلك حالة من النفور بينهما، شعرت السيدة زينب بصعوبة استمرار زواجها بسيدنا زيد بن حارثة، وأحس زيد بذلك، فذهب إلى النبي ﷺ، وأخبره أنه يريد أن يفارق زينب، لكن رسول الله ﷺ كان يأمره بأن يمسك عليه زوجه، ولكن الحياة قد استحالت بينهما فطلقها زيد، وأوحى الله إلى النبي ﷺ يأمره بالزواج من زينب لتأكيد النهي عن التبني، لكن الأمر كان شديدًا وصعبًا على النبي ﷺ، خوفًا من أن يقول بعض الناس إن محمدًا تزوج من زوجة ابنه وكان الأمر الإلهي صريحًا بذلك حتى يبطل عادة التبني، فأعلن رسول الله ﷺ أن الله تعالى زوجه إياها وأنزل قوله تعالى: ﴿وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ الله عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ الله وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَالله أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ﴾.

تزوج النبي ﷺ السيدة زينب بنت جحش في السنة الخامسة من الهجرة، وتوفيت (رضي الله عنها) في سنة 20 للهجرة، وكانت أول زوجة من زوجات النبي ﷺ تتوفى بعد وفاته، وتوفيت وهي تبلغ من العمر نحو 53 سنة.

وقد روت أم المؤمنين عائشة أَنَّ بَعْضَ أَزْوَاجِ النبي ﷺ سألنه عن أول زوجة من زوجاته ستلحق به بعد وفاته، فقال لهن النبي ﷺ: “أَطْوَلُكُنَّ يَدًا”، فأخذت كل واحدة منهن تقيس طول ذراعها وتقارنه بالأخرى ليرين أيهن أطول يدًا، فكانت السيدة سودة زوجة النبي ﷺ هي الأطول في القياس، ولكن بعد وفاة الرسول ﷺ كانت أول من لحق به من زوجاته هي السيدة زينب بنت جحش ففهمن حينها مقصد الرسول ﷺ بقوله: “أطولكن يدا” أنه يقصد بطول اليد: أي طول يدها إلى الصدقة والإنفاق والعطاء، حيث كانت من أكثرهن تصدقًا على الفقراء والمساكين.

ولذلك؛ أجبنا من قبل على سؤال: ما هي كنية أم المؤمنين زينب بنت جحش؟ في مقال “الأطول يدا“.

أضف تعليق

error: