قال ﷻ ﴿اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلا تَنِيَا فِي ذِكْرِي | اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى | فَقُولا لَهُ قَوْلا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى | قَالا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَى | قَالَ لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى | فَأْتِيَاهُ فَقُولا إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ وَالسَّلامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى | إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَن كَذَّبَ وَتَوَلّ | قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى | قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى | قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الأُولَى | قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لّا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنسَى | الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلا وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّن نَّبَاتٍ شَتَّى | كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّأُولِي النُّهَى | مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى | وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَى﴾.
معاني الكلمات
- تنيا: تضعفا وتفترا.
- يفرط: يعجل بالعقوبة.
- ما بال: ما شأن وما حال.
- سلك: سهّل.
- أزواجاً: أصنافاً.
- النُهى: العقول.
تفسير الآيات
في هذه الآيات يأمر الله ﷻ موسى وأخاه هارون —عليهما السلام— بالذهاب إلى فرعون بحججٍ وبراهين ومعجزات من الله ﷻ وأمرهما ألا يضعفا ويفترا في ذكر الله ﷻ بل يُكثرا من ذكره ليكون لهما عوناً في مواجهة فرعون، ثم أمرهما أن يذهبا إليه لأنه تكبر وعلا، ويتكلما معه بكلامٍ لينٍ لعله يتعظ أو يخاف من الله فيؤمن.
فقال موسى وهارون إنا نخاف أن يعجل علينا بالقتل والعقوبة أو يجاوز الحد في الإساءة، فأخبرهم الله أنه معهم بالعون والنُصرة يسمع ما يجري بينهما وبين فرعون، ويرى ما يفعلانِ ويفعل، ولا يخفى عليه شيء، ثم أمرهما أن يقولا له إنهما مرسلانِ إليه، ويأمرانهِ بأن يُخلّي عن بني إسرائيل ولا يتعبهم في العمل. وإنهما أرسلا إليه بدلالة ومعجزة من ربه، وأن السلام من عذاب الله سيكون لمن أسلم، وإنهما قد أوحي إليهما من الله ﷻ أن العذاب على من كذب بآيات الله وأعرض عن الإيمان.
ثم سأل فرعون سيدنا موسى من ربكما؟ استنكاراً منه لوجود الله ﷻ فقال موسى: إنه الله الذي أعطى كل شيء صورته التي هو عليها، وخِلقته التي تناسب عمله، وهو الذي أرشد إلى كيفية الانتفاع بما أعطى، فقال فرعون: وما شأن الأمم الخالية التي لم تعبد الله؟ قال موسى: إن عِلم هذه الأمم وما فعلت عند الله وسيُجازيهم به، وإن ذلك مُثبت عند ربي في كتاب، وهو اللوح المحفوظ، وكتاب الأعمال، والله لا يخطئ شيئاً من ذلك ولا ينسى.
والذي جعل لكم الأرض مهدا؛ أي إنها مُستقرة، وفيها طرقٌ نستطيع السير فيها، وأنزل من السماء مطرا، واخرج بذلك الماء أصنافاً من مختلف الألوان والطعوم والمنافع لنأكل منها ونرعى أنعامنا في هذه الأرض، وكل هذه دلالات وعلامات على وحدانية الله ﷻ، وأنه لا إله غيره، وأن من يفهم ذلك هم ذوي العقول السليمة.
ثم يُذكرنا الله أنه من تلك الأرض قد خلقنا، وإليها يُعيدنا بعد الموت، ومنها سنُخرج مرة أخرى يوم البعث، وبعد جعلوا فرعون يرى الآياتِ كلها رفض أن يقبل ما جاء به موسى من الله عِنداً واستكبارا.
وهنا؛ تجِد: دعاء موسى «عليه السلام» واستجابة الله له.. كما ورد في سورة طه
فوائد الآيات
نستنتج من الآيات بعض الفوائد، ومنها:
- أهمية ذكر الله في تسهيل المهام.
- الإعانة على مشاق التكاليف، ومشروعية استعمال اللين في الدعوة إلى الله، وإثبات معية الله لأوليائه وصالحي عباده بتأييدهم.
- جميع أعمال بني آدم محصاة عليهم ومحفوظة عند الله ﷻ، وتنزيه الله عن الخطأ والنسيان.
- استشعار عظمة الله وقدرته.
لو لم يكن فرعون عنيداً لعرف أن الله واحدٌ لا شريك له، وربح الدنيا والآخرة.
واقرأ هنا عن: من هو العدو الذي بطش به موسى؟
الخلاصة
تعرفنا على قصة دعوة موسى لفرعون، وذلك من خلال تفسير آيات سورة طه من الآية [42 إلى 56]، كما تعرفنا على معاني بعض الكلمات.
كذلك؛ تقرأون هنا عن معجزات موسى «عليه السلام».. من الآيات في سورة طه