وحَول قصة دعاء زكريا –عليه السلام– أن يرزقه الله الولد الصالح؛ سنُفسر بعض الآيات من سورة مريم، قال ﷻ ﴿كهيعص | ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا | إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيًّا | قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا | وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا | يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا | يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا | قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا | قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا﴾.
هذه الآيات من سورة مريم يوضح فيها الله ﷻ ما حدث لنبي الله زكريا –عليه السلام– حين دعا ربه أن يرزقه بالولد الصالح.
تفسير بعض الآيات من سورة مريم
معنى كلمة “وهن” في قوله ﷻ ﴿قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا﴾: وما تفسير هذه الآية؟ وهن: تعني ضعُف والمقصود هنا يخاطب زكريا –عليه السلام– ربه فيقول: إني ضعفت قواي لكبر سني، وانتشر الشيب في رأسي.
المقصود بقوله ﷻ ﴿وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي﴾: أي من يتولى على بني إسرائيل من بعد موتي، فكان يخشى أن يتصرفوا من بعده في الناس تصرفاً سيئاً أو أن يفسدوا في الدين.
معنى كلمة عاقرة: أي عقيم لا تلد، وهنا يسأل زكريا ربه أن يرزقه من عنده بولد صالح حيث كانت زوجته عقيماً لا تلد.
استجاب الله ﷻ لدعائه فقال ﷻ ﴿يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا﴾: وبشره بولد اسمه يحيى لم يُسمى أحدٌ من قبله بهذا الاسم.
كيف كان ذلك وامرأة زكريا –عليه السلام– كانت عقيمًا لا تلد؟
كان هذا سؤال زكريا –عليه السلام– لربه في قوله ﷻ ﴿قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا﴾.
قال الله لزكريا –عليه السلام– خلق يحيى مع كبر سنك وعقم امرأتك لَسهل ويسير عليّ، فقد خلقتك وكنت معدوماً لا وجود لك.
فوائد الآيات
سبحان الله ﷻ؛ ففي هذه الآيات بيان لأفضلية الإسرار بالدعاء، ودليل على عظيم قدرة الله ﷻ في إخراج الولد ممن لا يولد له عادة.
كما أنه بيانٌ لمشروعية الدعاء بطلب الولد الصالح.
⇐ كذلك؛ تجِد هنا: