هنا نكتب لك قصة قصيرة جدًا عن حب الوطن سواءً كُنت من أهل السعودية أو مصر أو أي بلد عربي فأنت بحاجة إلى مثل هذه القصص الجميلة، التي تغرس حُبّ الأوطان في نفوس الأطفال والتلاميذ، بل والكبار أيضًا.
قصة قصيرة عن حب الوطن
في جزيرةٍ ما، كان هناك ولد اسمه “حسام”، يعيش بكل حب مع الجميع ويحبه أهل الجزيرة كثيرًا. حيثُ كان يحب مساعدة الغير دومًا.
الجزيرة كانت كبيرةً، ومُحاطةً بجدار “سور” عالٍ وقوي، يحمي الجزيرة.
سَمِع حسام نداءً بصوت مرتفع: اجتمعوا يا أهل الجزيرة عند بيت رئيس الجزيرة.
جرى حسام، ووصل إلى المكان، فوجد أهل الجزيرة مجتمعون، ورئيس الجزيرة ينتظر اجتماع كل الناس ليُخبرهم بشيءٍ ما. ما هو يا تُرى؟
ترقَّب حسام حتى اجتمع كل أهل الجزيرة.
وحينها قال زعيمهم: لقد جمعتكم اليوم لمناقشة أمر هام. الجدار على الجانب الشرقي للجزيرة قد تعرَّض لصدع “شق – شرخ – كسر”.
فقال أحد الأهالي: نعم، هناك صدع طفيف في السور.
فقال الزعيم: حسنًا، نحن نعلم هذا. والآن نُريد أن نعتني جيدًا بهذا الجزء المكسور، ثم نقوم برفعه وترميمه “إصلاحه” لإيقاف تدفّق الماء إلى الجزيرة.
وأكمل الزعيم: إذا حدث وازداد الصدع اتساعًا، سوف تغرق مزارعنا، سوف تنهار المنازل. سيكون الهلاك لكل أهل الجزيرة. يجب أن نُسرع لإصلاح السور. نحنُ نعيش بأمان وبلا خوف، لأن السور يحمينا من الماء.
ثم أنهى خِطابه: حسنًا، سنبدأ غدًا أعمال الإصلاح.
انتهى الاجتماع مع أهل الجزيرة، ويستعد الرجال لليوم التالي لكي يبدأو في تنفيذ الإصلاحات المطلوبة في السور.
لكن هُناك من كان واقفًا ولم ينصرف بعْد.. انه حسام!
قال حسام لنفسه: نحن الآن في أول الليل، هل من المُمكِن أن أذهب لأرى هذا الصدف في سور جزيرتنا؟
لم ينتظر طويلاً، ثم اتخذ قراره، وذهب بالفِعْل يبحث عن هذا المكان المشروخ في السور، والذي يحتاج إلى إصلاح.
وكانت المُفاجأة..
يا الله! لقد عثر حسام على المكان محل المشكلة، ولكن الأمر قد تطوّر. لقد اتسعت المساحة المشروخة. لم يعد صدعًا، انما أصبح حفرةً واسِعةً في السور، وبدأ يتدفّق الماء بالفعل!
قال حسام لنفسه: غير معقول! لقد اتسع الصدع! ماذا سأفعل؟ إذا انتظرت حتى الصباح عندما يأتي أهل الجزيرة لإصلاح هذا الثُّقب لربّما لن يستطيعوا حينها إنقاذ الموقف. من المُمكن أن تغرق الجزيرة!
ثم أكمل تفكيره “وهو متوتِّر”: حسنًا، أمِنَ الممكن الرجوع لأهل الجزيرة وإخبارهم بخطورة الصّدع؟.. لا، قد يزداد الأمر سوءاً أيضًا.. ماذا أفعل؟ يجب أن أحاول إيقاف الماء بطريقةٍ ما.
فكَّر الصبي.. ثم أخيرًا اهتدى إلى فكرة! فما هي؟
وضع حسام أصبعه في الحفرة لوقف تدفق الماء.
حسنًا، الحمد لله، لقد توقف الماء. لكن، حينها سأل نفسه: إلى متى يجب أن أقف هكذا؟
نعم، ظلّ الصبي هناك طوال الليل. فأصابه التَّعَب، وأصبح غير قادرًا على الوقوف.
فانحنى على ركبتيه من شِدّة التعب.. ومضى الليل، وأصبح الصّباح.
أتي رِجال الجزيرة مع زعيمهم. لكن.. يا الله! من هذا الذي يجلس بجوار السور؟ انه لا يتكلّم ولا يتحرّك..
وأسرعوا نحوه، فوجدوه، انه ذلك الصّبي “حسام”، لكنه مغشيًّا عليه.
على الفور قام الرزعيم والرجال بإصلاح الحفرة وأغلقوا الصدع، وتم حلّ المشكلة. ثم أخذوا الصّبي لكي يتلقّى الرعاية المناسبة.
مرَّت أيامٌ قليلة على حسام وهو يتلقّى العلاج.
ثم، وبعد أن أفاق، زاره رئيس الجزيرة، وقال له: كيف حالك يا بني؟
فقال حسام: بخير يا سيدي.
فقال الرئيس: يا بني لقد جئنا هنا جميعًا لكي نشكرك على التضحية التي قمت بها لإنقاذ الجزيرة. هذا عمل بطولي ومُشرِّف. نحن مازلنا على قيد الحياة بسببك وبسبب ما فعلته.
فقال حسام: من فضلك يا سيدي، لا تمدحني ولا تشكرني. انه من واجبي حماية أرضي ووطني الذي أعيشُ فيه. لقد قُمت بواجبي فحسب، لقد فعلت نفس الشيء الذي يجب أن يفعله كل شخص يحب بلده ووطنه وأهله والمكان الذي يعيش فيه.
ما يُستفاد من القصة
من حق الوطن علينا أن نُحبّه، ونرعاه، وأن نضحّي من أجله. فالجندي مسؤول عن حماية الأمن والأمان والحدود. والطبيب واجبه الاعتناء بالأرواح والصّحة.
وكذلك المزارع والمهندس وكل فئات المجتمع. كُلٌ له دوره الهام الذي من خلاله يخدم وطنه وأهله وعائلته.
خاتمة
وبعد أن قدّمنا لكم قصة قصيرة عن حب الوطن. قد وجدنا أن ما أحلاها من خاتمة مع أبيات من الشعر، للشّاعِر عبدالرحمن العشماوي، وهو شاعر عربي مسلم من المملكة العربية السعودية. يقول:
من أين ابتديء الحديث عن الوطن
ولمن أصوغ حكاية الذكرى لمن
من اين, و الامجاد تشرق في دمي
نورا من الذكرى و تختصر الزمن
من أين, و الإيمان يجري نهره
عذبا و يغسل عن مشاعرنا الدرن
من أين ابتديء الحديث و ليلتي
تأبى على عيني مقاربة الوسن
من أين,و الاشواق تحلف انها
ستظل تسقيني التذكر و الشجن
من أين و الزمن السريع يمر بي
وجبينه بدم الرحيل قد احتقن
فمن اللفافة حين نولد بدؤنا
في رحلة العمر القصير إلى الكفن
قالوا ابتدئ من وصف مكة إنها
صدر حوى نور الهداية واطمئن
ابدأ من البيت العتيق فإنه
سكن لمن لم يلق في الدنيا سكن
وارحل بشعرك بعد هذا ناشرا
نور الهداية بين سرك و العلن
فأجبتهم :شكرا سأبدأ من هنا
من أرضنا المعطاء من هذا الوطن