قصة بنان والنقود الضائعة، تحكي تلك الحدوتة الجميلة عن الطفلة الرقيقة بنان، فهي من أسرة فقيرة، وكانت تتنمى بنان شراء كتاب أليس في بلاد العجائب، التي طالما حلمت به.
تابعوا معنا هذه الحكاية الحلوة والمسلية؛ واحكوها لأطفالكم قبل النوم؛ أو في المدرسة وفي الحضانة.
بداية القصة
كان يا مكان في قديم الزمان.. كانت هُناك فتاة تُدعى بَنان، تعيش مع والديها في بيت صغير.. وكان لديها حُلم جميل.. كبير، آه لو استطيع أن احصل على هذا الكتاب. كان كتاب أليس في بلاد العجائب بالنسبة لبنان أمنية جميلة، ولتحظى بسعادة النظر إلى كتابها المُفضل كانت تذهب إلى المكتبة، وتتأمل غلاف كتابها عبر زُجاج النافذة لساعات طويلة.. طويلة.
بنان من أسرة فقيرة
لكن بنان لا تملك النقود، لأن أسرتها فقيرة، ينامون جوعا، دون غداء ولا عشاء، ليالي كثيرة. فمن أين تستطيع أن تأتي بثمن كتاب جميل كهذا؟ فيه الكثير من القصص والأحداث المُثيرة.
كل يوم وهي في طريق عودتها إلى البيت، تُحدث بنان نفسها وتقول: آآآآآه كم أتمنى أن أحصل على كتاب أليس في بلاد العجائب، كم أتمنى أن أكون جزءاً من مغامرات هذا الكتاب، وأن يكون جزءاً مني.. كم أتمنى أن.. أووووووووه.
النقود الضائعة
وإذا بصوت تحت قدميها، ما هذا؟ قالت بنان باستغراب: كان هُناك صُرة حمراء فتحتها فوجدت فيها قطعاً من النقود الذهبية، يا إلهي.. إنها نقود. فتساءلت عن صاحب هذه النقود، ولا يوجد في المكان سواها.
حدثتها نفسها: بًنان هذه هي النقود التي طالما تمنيتها، والمكتبة لا تبعُد عنكِ سوى شارعين، فمن المُمكن أن تُصبح أليس رفيقة سهرتك الليلة.. وكل ليلة.
انتفضت بنان في مكانها، واقشعر جسدها لهذا الخاطر، وقررت البحث عن صاحب النقود الضائعة، فجالت بناظريها كي تبحث عن صاحب هذه النقود، وإذا برجل قد ابتعد كثيراً، وأصبح كخيط مُعلق في الأفق، فصاحت بأعلى صوتها !.. هي ي ي ي، أيهااااااا الرجل ! انتظررررررر، وكانت تجري بسرعة كبيرة، وتصرخ. ولكن الرجل لا يسمعها ولا يلتفت إليها.
صاحب النقود الضائعة
كانت تُردد.. أيّها الرجل، لقد أضعت نقودك.. لكنه لا يسمع؛ فعادت نفسها تُحدثها مرة أخرى.. الرجل لا يسمعكِ. النقود لكِ إذن، لقد حاولتِ وسعكِ لإعادتها لصاحبها، لكنه هو الذي لم يسمعكِ ولم يلتفت إليكِ. ثم عادت وانتفضت مرة أخرى، وأصبحت أكثر تصميماً على اللحاق بالرجل.
غدت خُطاها، ورفعت صوتها، وأصبحت المسافة بينهما أقل بكثير من قبل، ونادته مجددً أن قف أيها الرجل.. توقف الرجل، ونظر خلفه.. وإذا بفتاة صغيرة تقترب منه؛ كانت تلهث بشدة، والعرق يتصبب من وجهها الطفولي الصغير الذي أصبح بحمرة الورد.
بنان طفلة أمينه
لقد أضعت يا سيدي.. ها هي ذي تفضل؛ فتعجب الرجل من تصرف بنان الطفلة الصغيرة ذات الثياب الرثة التي تدل على أنها من أسرة فقيره؛ لم يتمالك الرجل نفسه وقال لبنان: أنتِ فعلاً طفلة أمينه، شكراً لك يا صغيرتي، خذي هذه النقود مكافأة لكِ على أمانتك.
فتحت بنان عينيها على اتساعهما، وتأتأت وتمتمت، وتلعثمت، أنا ! ماذا؟ النقود لي ي ي ي ي؟؟
ففرحت بنان كثيراً ، ومدت يدها لتأخذ المال، لكنها تذكرت كلام والدتها حين حذرتها من أخذ المال من الأشخاص الذين لا تعرفهم، فتراجعت، وشكرت الرجل، وقالت إنها لا تريده
استغرب الرجل من موقفها، فهو على يقين من أنها في حاجة ماسة للمال، لكنه خلال لحظات استطاع فهم ما يجول في خاطرها، فقال لها إن هذه النقود مكافأة لها على أمانتها وهو يريد أن يشجعها على هذا السلوك الصحيح؛ ثم سألها عما يمكن أن تفعله بهذه النقود؟ فقالت بعفوية سأشتري كتاب أليس في بلاد العجائب من مكتبة القرية، كان الفرح يتطاير من عينيها وهي تقول ذلك. لاحظ الرجل لهفتها على الكتاب وترقبها أول فرصة تسنح لها لشرائه. لذلك طلب منها أن تدله على طريق المكتبة لأنه غريب عن القرية، ففعلت ذلك بفرح وسعادة.
أمنية بنان تتحقق
وكل همها فقط أن ترى غلاف أليس في بلاد العجائب مرة أخرى هذا اليوم، لم يخطر في ذهن بنان وهي في طريقها إلى المكتبة أنها ستعود وخلفها عربة مليئة بالكتب الملونة الجميلة تصل معها الى بيتها، وتعيش معها في غرفتها الصغيرة المتهالكة.
لم يخطر في ذهن بنان في تلك اللحظة أنها منذ اليوم سيصبح لديها صديقات كُثر وأصدقاء سيصبح لديها مدن كثيره جميله لتزورها وعادات غريبة جداً لتتعرف عليها، سيُصبح لديها عوالم حيوانية مثيرة أحيانا، لم تسمع عنها من قبل؛ لم يخطر في ذهن بنان أنها ستكون قارئة لمئة كتاب، سيبقى أجملهم كتاب أليس في بلاد العجائب.
وفي نهاية قصتنا المسلية الرائعة عن الطفلة بنان الأمينة المُخلصة، ذات الثياب المُتهالك، نرجو أن تكونوا استمتعتم بها، وأن تترك بنان أثراً في نفوسنا ونفوس أطفالنا الصغار، وأن نتعلم منها الأمانة والإخلاص، وعدم أخذ ما ليس من حقنا، وشكراً.