قصة شعيب في سورة الشعراء
قال ﷻ في سورة الشعراء (كَذَّبَ أَصْحَابُ الأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ | إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلا تَتَّقُونَ | إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ | فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ | وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ | أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ | وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ | وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ | وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الأَوَّلِينَ).
معاني الكلمات
- أصحاب الأيكة: أي أصحاب الأرض ذاتِ الشجر الملتف.
- بالقسطاس: تعني بالميزان.
- الجبلة: أي الأمم.
وهنا تقرأ عن: عقوبة قوم لوط —عليه السلام— كما جاءت في آيات سورة الشعراء
شرح الآيات
كَذَّبَ أَصْحَابُ الأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ: أي كذب أصحاب البساتين الملتفة أشجارها وهم أصحاب مدين.
إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلا تَتَّقُونَ: ألا تخشون عقاب الله على شرككم ومعاصيكم.
إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ: أي حفيظ على ما أوحى الله به إلي من الرسالة.
فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ | وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ: أي وما اطلب منكم على دعائي لكم إلى الإيمان بالله أي جزاء.
إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ: ثم قال لهم محذرا من التطفيف في المكاييل والموازين؛ فقط كانوا يمارسون هذه المعصية القبيحة.
أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ: أي أتموا الكيل للناس وافياً لهم، ولا تكونوا ممن يُنقصون الناس حقوقهم.
وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ: أي بالميزان العدل المستقيم.
وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُم: أي لا تنقصوا الناس شيئًا من حقوقهم في كيلٍ أو وزنٍ أو غير ذلك.
وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ: أي لا تكثروا في الأرض الفساد بالشركِ والقتل والنهب وتخويف الناس وارتكاب المعاصي.
وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الأَوَّلِينَ: أي احذروا عقوبة الله الذي خلقكم وخلق الأمم المتقدمة عليكم، وتبين هذه الآية أن سُنة الأنبياء أن يُذكروا أممهم بتقوى الله، ويخوفهم عقوبة الله التي وقعت بالسابقين من المكذبين.
تبيين الآيات: إن هذه الآيات تبين أن التطفيف في المكاييل والموازين من أعظم الظلم وأخطر الذنوب.
الآثار السلوكية: من الآثار السلوكية التي نستفيد بها من هذه الآيات ألا نبخس الناس أشيائهم ونفِي حقوقهم.
واقرأ هنا أيضًا عن: عقوبة قوم نوح —عليه السلام— حين كذبوه وعاندوه
الخلاصة
ذكرنا الآيات من (176 – 184) من سورة الشعراء، ووضحنا أهم معاني الكلمات، ثم شرحنا الآيات وفسرناها.
ووضحنا أكثر صفة قبيحة في قوم شعيب بعد الكفر وهي التطفيف في المكاييل والموازين.
وكيف دعاهم شعيبٌ -عليه السلام- إلى التوحيد وترك هذه الصفة الذميمة وحذرهم من عقوبة الله، وذكرنا الآثار السلوكية المستفادة، ومنها: ألا نبخس الناس أشيائهم ونوفي حقوقهم.
وهنا تعلَم أن.. التوكل على الله وتوحيده من صفات المؤمنين