نحكي لكم اليوم قصة الملك العادل؛ الذي تُعلمنا الكثير من الدروس المستفادة والعِبر الجميلة. حيثُ سنتعرَّف على شخصية ملك الغابة وحكمته في العدل بين الحيوانات.
البداية
اجتمع الأسد ملك الغابة بالحيوانات جميعها، وأمرهم بقطع الأشجار للاستفادة من أخشابها في إشعال النار لتدفئة أجسادهم في الشتاء المقبل.
وقال لهم: من لم ينفذ أوامري سوف يبقى بعيدًا عن النار طوال فصل الشتاء.
اتفقت الحيوانات على البدء بالعمل في اليوم التالي؛ فذهبت للنوم باكرًا.
توزيع الأدوار
تم توزيع الأدوار فيما بينهم لكي ينجزوا أكبر قدر من العمل في أقل وقت.
الديك عليه أن يوقِظ الحيوانات في الصباح الباكر. والكلب عليه أن يقطع الأشجار.
أما الفيل، فعليه أن يحمل الأخشاب ويضعها في العربة. ليقوم الحصان بجرها إلى مكانٍ قريبٍ من بيت الأسد.
كان على الزرافة إحضار الطعام خلال فترة العمل، لأنها تتمتع بعنق طويل؛ فمن السهل عليها أن تلتقط الثمار من أعلى الشجرة وتعطيها للقطط؛ التي بدورها تأخذها إلى باقي الحيوانات.
وهكذا؛ تعاونت الحيوانات جميعها في العمل. وكانوا فرحين جدًا بالرغم مما شعروا به من تعب، لأنهم على عِلمٍ بأنهم سيشعرون بالدفء طوال فصل الشتاء؛ مما أبقاهم نشيطين ومقبلين على إنجاز العمل كله.
الثعلب الماكر
أما الثعلب الماكر؛ فقال للحيوانات: أنا لن أساعدكم، فأنا أذكى منكم جميعًا ولن أضيع وقتي بالعمل معكم؛ لكن إن قام أحد منكم بإخبار الأسد فإنني سأجعله طعامي وآكله على العشاء؛ فاحذروني ولا تخبروا الأسد بشيء.
خافت الحيوانات كثيرا، وقررت فيما بينها أن لا تخبر الأسد. فالثعلب قويٌ وماكِر وسوف يأكلهم.
الأسد العادل
لكن الأسد العادل كان يعلم بأمر الثعلب، وأخذ يراقبه من بعيد.
مضت الأيام وجاء فصل الشتاء. اجتمعت الحيوانات جميعها عند بيت الأسد لتشعل النار وتجلس بالقرب منها لتشعر بالدفء؛ ومن بين هذه الحيوانات جاء الثعلب الماكر.
سأل الأسد الحيوانات: من قام بقطع الأشجار؟
رفع الجميع أيديهم.
ثم سألهم: هل من أحدٍ منكُم لم يتعاون في إنجاز هذا العمل؟
لم يرفع أحدٌ يده.
قال الأسد: هل تعلمون إن كان أحدٌ لم يشترك بالعمل؟
خافت الحيوانات جميعها وأبقت أيديها منخفضة.
المواجهة
ثُمَّ قام الأسد بسؤال كل حيوان عن دوره في العمل؛ إلى أن جاء دور الثعلب، فسأله عن دوره، فارتبك الثعلب وأجاب: أنا قطعت الأشجار. فرد عليه الأسد: لا، لهذا دور الكلب. فقال الثعلب: قصدتُ إني حملت الأخشاب. فرد عليه الأسد: لا، هذا دور الفيل. فقال الثعلب: صحيح.. صحيح؛ لقد تذكرت. فصاح الأسد قائلا: كفاك كذبًا أيها الثعلب الماكر؛ فأنت لم تفعل شيئا؛ هل تعتقد أن الذكاء وحده يكفيك لكي تجلس مع باقي الحيوانات حول النار للدفء؟ لا؛ فالذكاء مهم، لكن الصدق والتعاون في العمل أهم بكثير؛ فأنت كذبت وتكاسلت عن العمل، فلا تستحق أبدًا أن تجلس معنا؛ اذهب بعيدًا وقم بقطع الأخشاب وحدك؛ ولا تنسى أنك ستجلس تستدفء بها وحدك؛ فالحيوانات الأخرى ترفض أن تصادق من يتعالى عليها.
فرِحت الحيوانات كثيرًا بحكم الأسد؛ الملك العادل. مما زاد من نشاطهم في العمل.
أما الثعلب تذهب وحيدًا وحزينا لقطع الأشجار، ولم يساعده أحد.
النهاية..
كانت هذه قصة الملك العادل؛ كانت حكاية عن العدل والحكمة تعكس الكثير من المعانِ والعِبَر.
هذه حدوتة خفيفة ومسلية؛ يمكن حكايتها للأطفال قبل النوم، أو في المدرسة والحضانة؛ حيثُ ستُفيدهم في كل الأحوال، وتُعلِّمَهُم دروسًا قيِّمة.