يشتكِين بعْض السّيدات المتزوّجات من نزُول دم أثْنَاء العِلاقة الزّوجيّة، أو نزولِه في وَقت غيْر وقت الدّورة الشّهرِيّة، ولا تعرف السّيدة سبب هذِه المُشكلة، وكيف تتصرّف في ذلك، فإليكي عزيزتي التّشخِيص والعِلاج. فهذه الحالة تُعرف بقرحة عنق الرحم، وفي هذا المقال سنتعرف على تشخيص هذه الحالة وأسبابها وعلاجها، فتابعي معنا.
قرحة عنق الرحم
يقول “د. فراس الكركي” أخصائي طب النسائية والتوليد وعلاج العقم: أولاً نطمئن كل السيدات، أن قرحة عنق الرحم حالة طبيعية، وينقسم عنق الرحم إلى قسمين هما:
- عنق الرحم الداخلي.
- عنق الرحم الخارجي.
وعند الفحص بالعين المجردة، يرى الأطباء عنق الرحم الخارجي، والداخلي لا يمكن رؤيته، وعنق الرحم هو الجزء السفلي من الرحم، ويكون لون عنق الرحم الطبيعي زهري فاتح، أما عند حدوث قرحة عنق الرحم، يميل لون المنطقة الوسطى في عنق الرحم إلى الإحمرار، وحولها يكون لون زهري الفاتح، وهذه الحالة تسمى قرحة عنق الرحم.
وتكون الخلايا المبطنة لعنق الرحم الداخلي، تختلف عن الخلايا المبطنة لعنق الرحم الخارجي، فمع مرور الوقت والتغيرات الهرمونية بالجسم، تنتقل هذه الخلايا من الجزء الداخلي إلى الجزء الخارجي، ويكون لونها مائل إلى الإحمرار.
وبشكل عام تعرف قرحة عنق الرحم بأنها تغيرات فسيولوجية تحدث بالجسم، ولا يوجد ما يدعو للقلق منها.
أعراض قرحة عنق الرحم
في معظم الأحيان لا يكون هناك أعراض لقرحة عنق الرحم، حيث يمكن إكتشافها بالصدفة أثناء الفحص السريري الروتيني بالعيادة، ولكن يمكن حدوث بعض الأعراض، حيث تشتكي السيدة من الأعراض الآتية:
- نزول دم بعد العلاقة الزوجية أو الجماع: ويكون الدّم على شكل نقط خفيفة.
- نزول دم بين الدورات الشهرية: أي نزول دم في وقت غير وقت الدورة، في منتصف الدورة أو قبلها.
- إفرازات مهبلية كثيرة.
ولكن العرض الأكثر شيوعاً لقرحة عنق الرحم هو نزول الدم بعد الجِماع، وبين الدورات الشهرية، ولا تحدث أي أعراض أخرى مثل الألم أو ارتفاع درجة الحرارة، ولا تؤثر على الحمل والولادة، فكلها معتقدات خاطئة عن قرحة عنق الرحم.
وتكون أسباب قرحة عنق الرحم هي التغيرات الهرمونية التي تحدث في الجسم، وتحديداً التغيرات التي تحدث في هرمون الاستروجين، فمع سنّ البلوغ، وخاصة في سن العشرينات والثلاثينات، يزيد هرمون الاستروجين بالجسم، وهناك بعض الفئة من السيدات أكثرعرضة لقرحة عنق الرحم ومنهم ما يلي:
- السيدات التي يرتفع لديهن هرمون الاستروجين.
- الأمهات الذين لديهم أطفال صغار.
- السيدات الذين يتناولن حبوب منع الحمل: لأن هذه الحبوب تتكون من الاستروجين والبروجستيرون، فيرتفع الاستروجين بالجسم، ويؤدي إلى ظهور قرحة عنق الرحم.
وعند فحص السيدة تظهر القرحة أكثر في وقت الدورة الشهرية، وفي منتصف حدوثها، أو النِّصف الثّاني منها، أكثر من النصف الأول من الدورة، لأن هرمون الاستروجين يكون أعلى في النصف الآخر من الدورة الشهرية، وهذه هي الأسباب التي تؤدي إلى حدوث قرحة عنق الرحم.
تشخيص قرحة عنق الرحم
تابع “د. الكركي” يتم فعلياً فحص سريري بالعيادة، ويتم في هذا الفحص السريري فحص المهبل وعنق الرحم، ويكون التشخيص عن طريق العين المجردة، ولا توجد أي وسائل أخرى للتشخيص في المختبر، أو الالتراساوند.
فتظهر قرحة عنق الرحم من خلال وجود الإحمرار في الوسط، ودائماً ما ننصح السيدات وخاصة المتزوجات، أن يجرين مسحة عنق الرحم، كل سنتين إلى ٣ سنوات، هذه المسحة تكشف ما إذا كانت هناك تغيرات في الخلايا، التي يمكن أن تتحول في المستقبل إلى خلايا سرطانية.
ففي بعض الأحيات يشتكين أحد السيدات من نزول دم بعد الجماع، أو نزول الدم في وقت غير وقت الدورة الشهرية، فيمكن أن تتشابه الأعراض، لذلك ننصح أثناء إجراء الفحص السريري يتم إجراء مسحة لعنق الرحم، حتى نطمئن أن ليس هناك أي مشكلة أخرى، وبالتالي ينتم التشخيص على أنها قرحة عنق الرحم.
واقرأ هُنا أيضًا عن أبرز أعراض الألياف الرحمية
علاج قرحة عنق الرحم
في معظم الأحيان لا توجد أعراض لقرحة عنق الرحم، فعند إكتشافها، لا تشتكي السيدة من أي أعراض، فلا يوجد داعي للعلاج، ونطمئن السيدة على صحتها، ولا داعي للقلق، ولا تتحول قرحة عنق الرحم إلى سرطان مستقبلاً.
أما إذا اشتكت السيدة من الأعراض التي ذكرناها سابقاً، يكون العلاج في هذه الحالة عن طريق الأدوية التي تقوي من الخلايا الموجودة على عنق الرحم، فينتهي نزول الدم بعد الجماع، أو عن طريق إجراء طبي بسيط بالعيادة وهو كي لعنق الرحم، ويتم الكي عن طريق الحرارة أو عن طريق التبريد.
ويتم الكي تحت التخدير الموضعي، ويستغرق من ربع إلى نصف ساعة كإجراء كامل، ولكن يمكن أن يؤدي إلى حدوث بعض المشاكل عند السيدة، لذلك هو آخر إجراء طبي يتم اللجوء إليه.
وفي النهاية تعتمد شدة العلاج على حسب الأعراض التي تعاني منها المريضة.
وأخيراً ينصح “د. الكركي” مريضة قُرحة عُنق الرّحم، بعدم الخوف، وأن هذه المُشكِلة طبيعية، كما ينصح كل سيدة متزوجة، أنه بعد سنتين من الزواج يتم مراجعة الطبيب لعمل فحص لعنق الرحم، وإجراء مسحة لعنق الرحم، وإذا كانت كل الأمور سليمة، ينصح بإجراء هذا الفحص الطبّي كل سنتين أو ٣ سنوات، حتى تتم السيدة عمر ال٦٥ عاماً، حتى إذا تعدت المرأة مرحلة الإنجاب، لابد أن تستمر في زيارة الطبيب كل سنتين إلى ٣ سنوات، حتى تطمئن السيدة على صحتها.
أما في حالة إكتشاف السّيدة أي مشكلة صحية، يكون علاجها في الوقت المبكر أسهل وأفضل، ولا نتطرق إلى الجراحة، لذلك يجب على السيدة متابعة الطبيب بشكل دوري.
أما السّيدات الغير متزوجات، لا يمكن إجراء مسحة عنق الرحم لهُنّ، فهو للمتزوجات فقط، فالغير متزوجات الذين يشتكين من أي مشاكل نسائية يفضل مراجعة الطبيب، للتأكد من عدم وجود مشاكل أخرى غير متعلقة بعنق الرحم.