أسهل ما يمكن فعله لدينا هو إصدار «قرار»! حتى تحول هذا الأمر مع الوقت وظروف الزمن لهواية يمارسها بعض مسؤولينا في أوقات فراغهم، حفظهم الله، يزاولونها حين لا يجدون ما يفعلونه، كل ما في الأمر هو «لوحة مفاتيح» و«طابعة» ويصبح الأمر نافذا! يمكن لأي مسؤول اليوم إصدار حزمة قرارات في ظرف نصف ساعة فقط.
أعرف مسؤولا لم يجد أي قرار ليصدره ذات صباح فأصدر القرار التالي: «قرار إداري رقم 21478، يمنع منعا باتا إصدار أي قرار قبل مشاهدتنا إياه وتوقيعنا عليه»! وبالتالي أصبح هو المالك الحصري لتلك الهواية هناك!
إليكم هذه القرارات التاريخية هنا «قرار إداري، يمنع منعا باتا إيقاف سيارات الموظفين بجانب سور المبنى» قرار تاريخي آخر «نرجو عدم استخدام هذا الباب للخروج والتوجه للباب الآخر» قرار ثالث «يمنع استخدام دورات المياه الخاصة بالضيوف» ورابع «إذا كان باب المكتب مغلقا نرجو عدم طرقه، توجه مباشرة للاستعلامات»!
وبالطبع سترافق نسخة القرارات السابقة التي ستوزع على كل الموظفين ورقة أخرى ليوقعه عليها الموظف بالإقرار والموافقة عليه، لتكون المحصلة فقط كمية عظمى من الأوراق المهدرة تفسر بشكل واضح كيف ينفد الورق سريعا من محيط أعمالنا!
أصبح «قرار إداري» ليس ذا قيمة كبرى بعد أن انحشرت القرارات المهمة مع تلك التي يمكن إيصالها للموظفين عن طريق البريد الإلكتروني أو الموقع الرسمي، إلا إذا كان الهدف من إصدار الكم الكبير من هذه القرارات هو فقط «نحن هنا»!
بقلم: ماجد بن رائف
واقرأ: رسالة لخطباء المساجد