تنتشر بيننا الكثير من الخرافات الطبية والتي لا نعلم لها أساس، ومع ذلك نأخذها على أنها مسلمات ولا نحال مناقشتها أو إثباتها حيث يلجأ لها الكثير من الناس وذلك هو الضرر بعينه.
فهناك الكثير من المفاهيم الخاطئة والإشاعات أو الخرافات التي أرتبطت في أذهان المرضى كما قال استشاري طب وجراحة العيون “د. طارق الموسى” في بداية حديثه.
ويبدو أن هناك أساس في أي إشاعة منذ القدم بحيث ترتبط في أذهان الناس ويصعب أحيانًا إقناع المريض بعكس هذه الإشاعة، وهؤلاء المرضى يجب التعامل معهم بشيء من الحذر لإقناعهم بشكل علمي صحيح لأن هذه الإشاعات أو الخرافات الطبية قد تنعكس في بعض الأحيان سلبًا على العناية الصحية بالعين، فقد يأخذ البعض بمقولة أن الضوء الخافت مُريحًا للعين ويقيها من الإرهاق.
بينما أثبت الطب عكس هذا المعتقد، فلاسيما وأن اكثر الطلاب يتبعون هذه الخُرافة عند لجوئهم للمذاكرة مما يسبب لهم أضرارًا كثيرة في العين والرؤية تجعلهم يعانون منها بعد مرور الوقت.
فالقراءة في ضوء خافت غير صحيحة بالكامل، فعندما يقرأ الشخص تنقبض حدقة العين أوتوماتيكيًا بفعل المطابقة، وتتقلص العضلة فيزيد تحدب بلورة العين، وهذه الأشياء صعبة التحقق في ظل وجود إضاءة خافتة، وبالتالي يتسبب ذلك في تعب العين وإرهاقها.
وهناك بعض الدراسات العلمية التي تؤكد ضرر استخدام العين والقراءة في الضوء الخافت، فالقراءة جزء كبير من حياتنا ولتجنب الوقوع في الأضرار التي قد نُسببها لأنفسنا أثناء القراءة هناك ظروف خاصة يجب توافرها من حيث الإضاءة وطريقة الجلوس والمدة المحددة.
القراءة الصحيحة
القراءة الصحيحة يجب أن تتوافر بها بعض الشروط وأهمها:
- القراءة بوضعية الجلوس الصحيحة ولا يكون هناك إنحناء في الرقبة لفترة طويلة لأن هذا قد ينعكس سلبًا على العمود الرقبي ويؤدي إلى حدوث مضاعفات في بعض الأحيان.
- أن تكون الإضاءة جيدة فوق العشرة آلاف لوكس.
- أخذ فترات من الراحة أثناء القراءة لإراحة العين بين فترة وأخرى، فهناك قاعدة 20/20/20 أي أنه عليك القراءة لمدة 20 دقيقة ثم أخذ راحة 20 ثانية والنظر لمسافة بعيدة لإراحة عضلة العين وهكذا.
وأختتم ” د. طارق الموسى” حديثه بالنصح بأن نستمع لكلام الأطباء بالدرجة الأولى وعدم إتباع أي إشاعات، فأحيانًا الإشاعات يكون لها تأثيرات سلبية كبيرة، فنعمة البصر هبة من الله تعالى فهل أنتم في غنى عنها؟