عزيزي الصيف -مد الله ظله- ربما لا تعرفه.. لكني أعرفك و..جدا، حين أتشارك مع جيران الحي حالة من «الاشتواء» والتقلب على جمر الغضى عند انقطاع التيار الكهربائي، رغم وعود صديقتنا الشركة التي تحبنا كثيرا منذ سنوات بأن ما يحدث سحابة قيظ.
وأفهمك تماما حين أضطر مساء للهروب من جدران البيت الخانقة لجدران المدينة الأكثر خنقا والتي تغص أطرافها بالممتد من «الشبوك».
تلفحني دونها وأنا أضع «زوليتي» المرقطة على تلك الأرض الجرداء، كمية مركزة من السموم على وجهي المبتهج، زاعما أني في «رحلة برية»، ومحدثا قبلها كل من تسول له نفسه سؤالي: ها وين طالع الليلة؟! بـ«أبدا طالع البر ودي بحمام ظل» على وزن «حمام شمس».
وحتى إن حاولت أن أجرب خوض غمار مهرجان المدينة الفاضلة التي أقطنها «صيفنا.. أبرد» والذي تفصلك عنه شوارع غارقة بالسيارات قرر معظم سائقيها أن يشاركك عناء الحر و«التهفهف» عند الإشارات.
فتلك المحاولة تعني: إما مجموعة من الرجال الذين يرتدون دمى برؤوس متضخمة مخيفة، تهتز بمجرد ركضهم، يرافقهم آخرون يمسكون ميكروفوناتهم ويقفون على طاولات كبيرة فرشت بـ«موكيت» أحمر يسمونها تجاوزا «مسرحا»، بخلفية ذات ألوان زاهية نصفها «شركات راعية» صارخين بحماس: صاااااح، لأن أحدهم أجاب على لغز متكرر!
أو محاضرة يتحدث فيها أحدهم عن الموت حتى أشك في أني سأغلق باب سيارتي هاربا من ذلك الملتقى وبجانبي يجلس الموت قائلا بابتسامة صفراء وهو يهز حاجبيه: كيف الحال؟! قبل أن يتصل علي ابن عمتي الذي يقضى إجازته خارجا بعد أن تنصل من واجباته بدعم سياحتنا الداخلية، ليقول لي وأنا أسمع صوت أسنانه تصطك: ياهو برد عندنا!
بقلم: فيصل العامر
وبمقترحاتنا أيضًا..
- تقرأ: الأشياء تنمو على ما يغذيها
- كذلك: «مسخرة» والعياذ بالله
- أيضًا: وهل أكثر من ذلك حظ؟
- ثم: التاريخ يعيد نفسه «الخوف أنفع للبقاء»
- يليه: حكاية السجن النرويجي!
- وختامًا: خذ ريموت التلفزيون واحذر «الوقاحة»