الكثير من الكوارث أو الأحداث التي تسدل على قلوبنا بحزنها لم تكن قبل حدوثها شيئا يذكر. فهناك كوارث يعجز إدراكنا البشري عن التنبؤ بها قبل حدوثها، فهذه ليس معها سوى حمد الله والصبر على قضائه.
لكن الكارثة التي تمد يدها وتطرق أبوابنا مستأذنة في الدخول ونسمح لها أن تدخل لتعبث بنا وبمجتمعنا وتهدر قدراتنا هي كارثة مضاعفة ليس أكثر منها فظاعة سوى تفكير من كانوا يستطيعون درء ضررها.
منذ أعوام ومنظمة الصحة العالمية تحذر الدول من خطورة أن يتحول مرض «السكري» إلى وباء. وقبل ثلاثة أعوام أطلق تحذير يخص منطقتنا بشكل خاص محذرا من تحول هذا المرض إلى وباء. ولك أن تتخيل حجم الكارثة عندما يتحول مثل هذا المرض – لا سمح الله – إلى وباء.
فهذا المرض بالذات يجر خلفه العشرات من الأمراض التي لا طاقة لأي موازنة دولة في العالم بها، شئنا أم أبينا ستتوجه معظم موازنة الدولة لمكافحة هذا الوباء.
ولكي أختصر عليكم تصور حجم الكارثة، ركزوا معي، قبل ثلاثة أعوام تم تبديد ما يقارب الستة مليارات من موازنة الدولة، بينما بلغت نسبة إصابة السعوديين به 25%. أما قبل شهرين بلغت نسبة الإصابة به 40% من الشعب السعودي، وهذه النسبة بحسبة بسيطة تجدها ستكلف الدولة ما يقارب العشرة مليارات ريال سنويا.
هذه المليارات المهدرة، وهذا الرقم المخيف من المرضى، كان بالإمكان تلافيه بحلول بسيطة لو كنا من النوع الذين ينظر بواقعية إلى مشكلاته، ويحاول تجفيفها من منابعها بدلا من هدر الوقت والمال في معالجة الفروع التي حتى لو استطعنا قطعها ستنمو من جديد أكثر تأثيرا.
لا أميل إلى تهويل الأمور، وليس هناك أبشع من كاتب يثير مخاوف الناس وقلقهم، لكن الأمر تجاوز الحد المعقول الذي يستطيع معه الإنسان الصمت واختيار المهادنة.
يجب التحرك بشكل فعال وسريع، فهذه قضية وطنية ربما تقفز مشكلتها لتصبح أهم حتى من مشكلة تطوير التعليم أو غيره، إن لم تعالج بشكل جذري ستقفل معها ملفات وخطط تنموية كثيرة بسبب التأخر في معالجتها!.
بقلم: مها بنت حليم
كما أنك على موعد مع مقترحاتي حول الأمر أيضًا..