من القضايا القديمة التي تشغل العقل البشري هل السعادة ضربة حظ أم أنها سعي واجتهاد وخطوات عملية مدروسة يمكن تطبيقها؟ وهل الحظ هو محض صدفة أو قدر لا دخل لنا في جلبه أم هناك طرق تساعدنا في ذلك؟ وغير ذلك الكثير من الأسئلة التي يمكن أن تقودنا إلى فن العثور على السعادة والاستماع بتحقيق الرضا وهي الغاية العظمى للناس على اختلاف مشاربهم وطباعهم.
وهنا سينصب الحديث على مفهوم الحظ وكيف يمكن أن نستمتع بحظ موفق يحالفنا في اجتياز العقبات والوصول إلى ما نريد.
ما هو الحظ؟
الحظ هو النصيب من الشيء الذي يكون لصالحك وتستطيع الاستفادة منه، ومن ذلك قول الله عز وجل ” وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35).
ويمكن أيضًا إطلاق كلمة الحظ على القدر الذي يخدم الشخص ويجعل التوفيق حليفه، ويمكن أن يطلق على تيسير الظروف لتحقيق الأهداف وتيسير الأمور وإدراك السعادة.
هل يمكن أن نتحكم في جلب الحظ؟
ان الإجابة عن تلك الاسئلة تجعلنا ندخل في عدة مجالات وفلسفات عميقة وخلافات فكرية لا طائل منها ولكن يمكننا باختصار أن نقول:
هناك علاقة ما بين التوفيق والحظ السعيد وتيسير الأمور وبين الطاقة الإيجابية والتفكير الإيجابي والتفاؤل والثقة بالنفس والاستعداد للفرص وما إلى ذلك من عوامل لذا فإننا لن نتناول الموضوع من منظور الأشياء التي تجلب الحظ ولا الطقوس ولا القوانين التي تتحدث فيه والتي لا نعرف مدى صحتها وتماشيها مع العقيدة ولكن فقط سوف نحاول أن نضع أيدينا على نمط التفكير وظاهر الأفعال والأقوال التي يقوم بها من نصفهم بـــ “المحظوظين”.
اجلب الحظ بتغيير أفكارك معتقداتك وسلوكياتك
من الآن يمكنك أن تغير الجوانب القاتمة في شخصيتك والسمات التي تمثل عائقا في سبيل الوصل إلى الحظ السعيد وأن تفعل ما يجعلك ضمن صفوف المحظوظين ومن أهمها ما يلي:
ابتسم دائمًا
المحظوظون قلما تجدهم عابثين أو مقطبين الوجوه، وغالبًا ما تراهم مبتسمين مرحين ينشرون السعادة في كل ما يحيط بهم، حتى تعاطيهم للمشكلات والأحداث القاسية يكن هينًا ولطيفًا، فيدخلون القلوب وتفتح لهم مغاليقها ويسعى العالم لمساعدتهم وتأتيهم الفرص دون أن يسعون لها.
اختر الفاظك بعناية وكن حلو اللسان
تجنب استخدام الكلمات السلبية التي تجلب انقباض القلب والنحس، ولا تصدر لغيرك أفكارك القاتمة ولا ألوان السواد والهم، تخلى عن كل ذلك واجعل من يجالسك يتركك وقد ذهب همه وانشرح صدره وليس العكس.
كن متفائلًا
كن متفائلًا بصفة دائمة وتوقع الخير اسع إليه خير اليه، وتعامل معه وكأنه أمر واقع ولا تدع الأفكار السلبية تسرق لحظاتك الثمينة ولا تسمح لها بتشويه رؤيتك للمستقبل. اجعل كلماتك إيجابية ولا تجعلها سيئة تُسبب القلق وتزرع الهم في قلب من يستمع إليك.
تخلص من الطاقات السلبية أولًا بأول
الطاقات السلبية حين تحيط بنا وتتعمق فينا تعيق عمل مسارات الطاقة وتعمل حائلا دون الشعور بالسعادة والإرادة والقوة، لذا فإنه من الرائع بمكان أن تتعلم كيف تجعل بيتك ومحل عملك وغرفتك ومن قبل كل ذلك روحك نقية صافية خالية من الطاقة السلبية وتأثيراتها المدمرة، وقد تعرفنا في مقال سابق على طرق التخلص من الطاقة السلبية، واستبدالها بطاقات ايجابية رائعة.
تخلص من “الكراكيب”
الكراكيب مصطلح عامي يطلق على الأشياء القديمة والتالفة التي لا تفيد لكنها تشغل مساحة من المكان فقط وتعيق الطريق وتمثل حاجزاً دون الوصول السريع الى ما نرغب فيه، لذا يمكن أن نطلق مجازا على بعض الأفكار والمشاعر التي تضر ولا تنفع وتعيق انطلاقنا نحو أحلامنا أنها كراكيب أيضًا، ونحن بحاجة إلى التخلص من هذه الكراكيب وتلك حتى نفتح الطريق إلى الحظ السعيد لكي يصل إلينا ويكون حليفنا.
كن مستعدًا للفرص
آلاف الفرص المناسبة تأتي كل يوم ولكن لا ينتبه لها ولا يحظى بها إلا من يحسن الاستعداد لها، ويؤهل نفسه معرفيًا وعمليًا ونفسيًا أيضًا لاغتنامها، لذا يجب أن تطور نفسك وتنمي قدراتك كل يوم حتى إذا ما حانت الفرصة المناسبة للانطلاق نحو أهدافك اغتنمتها وكنت محظوظا بنيلها.
وأخيرًا; إذا اردت أن تكون من المحظوظين في الدنيا والآخرة فصاحب القرآن ولا تفارقه لتصاحبك السعادة ويحالفك الحظ وتأتيك الدنيا راغمة.