للفتاة قبل الزواج وبناء الأسرة أحلام، تتمثل في تحقيق أعلى درجة من التميز والتألق والمظهر الاجتماعي المرضي والمستوى المادي الذي يدل على الرفاهية، وللمرأة بعد أن تصبح زوجة متطلبات وطموحات واهتمامات أخرى، فهي ترغب في تحقيق الأحلام الوردية فيما يتعلق بالحياة الرومانسية الرقيقة التي تقوم على الحب والسعادة ولا يكدر صفوها شيء، وتبحث عن الحب والاهتمام وتطالب بهما وتثور لأجلهما، وقد تتطلع إلى بعض الرفاهيات المكملة مثل الخروج والانفاق بشكل معين، أما حين تصبح المرأة أمًا فإن كل حساباتها تتغير واحلامها وطموحاتها تتبدل جراء هذا الحدث الجلل الذي حل بحياتها.
قبل أن تصبحي أما
-
- قبل أن تصبحي أمًا يكون لحياتك ملامح معينة، فأنت تملكي مساحات أكبر من الوقت وتستطيعي القيام بأنشطة كثيرة جدًا، ويمكنك الاستمتاع بممارسة ما تشائين من الهويات، ويكون الخروج والتنقل سهلًا ومتاحًا في أي وقت.
- قبل أن تصبحي أمًا تكون احتياجاتك ذاتية، وأحلامك وطموحاتك شخصية، فقد تتطلعي إلى اقتناء بعض المجوهرات الثمينة، أو يراودك حلم تملك سيارة فارهة، أو شقة سكنية في حيٍ راقٍ.
- قبل أن تصبحي أمًا تستطيعين التوقف عند كل ما يزعجك في حياتك الزوجية ويمكك إثارة المشكلات والمناورات لتحقيق رغباتك، بل يمكك في حالة تمسك الزوج بمواقفه أن تثوري وتقرري الذهاب إلى بيت أهلك، وقد يترآى لك أن تنهي تلك الحياة برمتها إذا كانت تأخذ منك أكثر مما تعطي وتهدم أكثر مما تبني، وأنت تعلمين أن الخسارة سوف تنقسم بينك وبين الطرف الثاني فقط.
- قبل أن تصبحي أمًا قد يترآى لك أنه من الصالح أن تتغاضي عن بعض حقوقك المادية، والمعنوية، ويكون تعاملك مع زوجك باعتباره كيان أخر منفصل عن كيانك، له حرية التصرف، يفعل ما يريد ويترك ما يريد، ولا تشغلك فكرة أن يكون مثاليًا أو ملتزمًا أو غيره.
- قبل أن تصبحي أمًا تسير علاقتك بأهل زوجك في إطار من الرسمية والندية، لأنهم أهل زوجك وليسوا أهلك، يكون ارتباطك بهم محدودًا ومتوقفًا على المنفعة المتبادلة، فقد لا تسمحي لهم بالتجاوز معك أو الجور على حقوقك، أو التعامل معك خارج حدود الرسمية والذوق واللياقة.
- فقبل أن تصبحي أمًا كل شيء له طابع ومعنى وملمح خاص، يختلف عن طابعه ومعناه وملامحه في ظل الأمومة ومستجداتها.
بعد أن تصبحين أمًا
-
- بعد أن تصبحين أمًا يصير وقتك محدودًا مزدحمًا بالتفاصيل، ومشغولًا إلى أبعد الحدود، وتفقدين حرية تقرير ما تريدي القيام به، فحتى النوم والاستيقاظ وتناول الوجبات فضلا عن قضاء التزامات بيتك من أعمال منزلية ونحوها يصبح مرهونًا بنوم طفلك ويقظته وهدوءه وبكائه، وصحته واعتلاله.
- بعد أن تصبحين أمًا تتغير أحلامك وتتبدل احتياجاتك فتصبح سعادتك مرهونة بسعادة وليدك وصحته وسلامته، وأحلامك مرتبطة به وموهوبة له، وتمضي أوقاتك وأنت تحلمين بلحظات نجاحه وتميزه، وتشغلك فكرة تحقيق أفضل درجات الراحة والرفاهية له، مهما كلفك هذا من أحلامك وأمنياتك، ويصبح هدفك أن تهبي له أفضل شيء من كل شيء، أفضل طعام وأفضل ملبس وأفضل مسكن وأفضل تعامل.
- بعد أن تصبحين أمًا تزداد في عينيك قداسة الزوجية وتقوى رابطتها بفضل ذلك الكيان المشترك بينك وبين زوجك، تصبحي أكثر هدوءًا وتمالكًا لأعصابك، وأكثر اتزانًا في قراراتك، تصبحي أكثر قدرة على التغاضي والتجاوز والتسامح، وتصبح مصلحة طفلك وراحته ومستقبله مقدم على كل رغباتك واحتياجاتك، يصبح قرار الانفصال أو انهاء الحياة الزوجية تحت أي ظرف قرارًا صعبًا جدًا جدًا جدًا، وخيارًا ليس مطروحًا إلا في أضيق الحدود.
- بعد أن تصبحين أمًا تنتبهي إلى حقوقك جيدًا وتطالبي بها ويشق عليك التنازل عنها فقط إذا كانت تتعلق بأبنائك ومصلحتهم.
- بعد أن تصبحي أمًا تحتاجين إلى إعادة النظر في علاقتك بأهل زوجك لأنهم أصبحوا أهل طفلك، فتمنحيهم مساحة من الود والتسامح وحسن العشرة كرامة للرباط الجديد الذي أصبح يربط بينك وبينهم.
- باختصار بعد أن تصبحي أًمًا تتغير حساباتك وتتغير نظرتك للحياة، ويصبح قلبك وعقلك يتحركان في فلك جديد عنوانه مصلحة طفلك، وسلامة طفلك، وسعادة طفلك.
- حين تصبحين أمًا يصبح للكون بأسره وجهًا آخر، ويصبح للسعادة معنى آخر ومظهرًا آخر، وللتضحية معايير مختلفة وحسابات أخرى، وستلمسين بنفسك أن للأمومة حسابات أخرى، وفي عيد الأم كل عام وكل الأمهات بخير.
واقرأ هنا: مناسبة عيد الأم بالكامل