هل حدث وأن وضعك ابنك الصغير في موقف محرج واحترت في التصرف الأمثل؟، وهل أحسست – سيدتي – أن الأمومة هي عبء عليك وليست استمتاع؟، هل تجد حلولاً مرضية لكل مشكلاتك مع صغيرك؟، هل تشعر أحياناً بأنك عاجز عن تربيته بالطريقة التي كنت تنشدها وتتشدق بها؟، هل انتابتك حالة من الإحباط والغضب لإصرار طفلك على الحصول على ما يريد؟.
إليك عزيزي المربي تجارب ناجحة لآباء وأمهات مبدعين قد تنير لك الطريق…
ابنك وقيادة السيارة
بداية يقول المهندس (س. ص): أحمد الله تعالى أن رزقني زوجة فطنة أجدها بمرحها الدائم مع الأولاد تفهم ما يدور في رأسهم.. ذات يوم همست في أذني ضاحكة: يا عزيزي إذا لم تشبع (نهم) ابنك ذا الأربع عشر ربيعاً في ولعه بتجريب قيادة السيارة، إذ بدأ يسمع رفاقه يتحدثون عن تجاربهم، فإنه سيغافل السائق ويجرب قيادة باص المدرسة!.
ويتذكر: يومها أدركت أن ابني بحاجة لوقت أمضيه معه.. وفعلاً حصل أن خرجت به إلى أطراف المدينة لأريه كيف تُقاد السيارة وجلست بقربه أتأمل وجهه المليء بالحماس والسرور وهو خلف المقود.
واقرأ هنا: انتماء.. حرية.. إيجابية.. دروس لأبنائنا في ثورة 25 يناير
أثارت غيرته.. فأحب أخيه!
وإذا كان ذكاء زوجة المهندس قد جعلها تتفهم نفسية ابنها، فكذلك مسؤوليات البيت والغربة لم تمنع (أ.ب) من مراقبة سلوك أبنائها ونفسياتهم، إذ تحكي عن تجربتها اللطيفة فتقول: لما عدت من المستشفى حاملة ابني الصغير معي لم تكف ابنتي ذات الست سنوات عن سؤالها الدائم حول أخيها (متى سيستيقظ؟، هل بإمكاني أن أحمله؟، دعيني فقط أقبله…) وأمثال هذا الكلام.
بينما لم يعر ابني وهو في منتصف عامه الرابع أي اهتمام؛ إذ كان يمشي بقرب أخيه ولا يلتفت إليه ولم يقترب منه، صبرت على عدم إكتراثه أسبوعاً ثم بدا لي أن أستثير غيرته، فبحكم كوني أماً أعرف أن الأطفال عادة يتعلقون بممتلكاتهم عندما تقع في يد غيرهم.. تحاملت على نفسي وذهبت معه للمدرسة وعندما رأى رفاقه المولود الصغير تجمعوا حوله وراقب ابني المشهد من بعيد وعندما بدأوا بتقبيل يد أخيه الصغير جرى نحوهم وصار يهتف: إنه أخي.. أخي أنا.. أمي أحضرته لنا من المستشفى!
وبمجرد عودتنا للبيت بدأت علاقته بأخيه تنمو والحمد لله تعالى على نعمائه.
من مطعمكم المفضل.. ولكن!
وبحكم كونه طبيباً فقد كان (م.ع) يدرك تماماً أثر الوجبات السريعة المشبعة بالدهون على صحة أطفاله الصغار، فجاء بفكرة طريفة صار ينفذها من حين لآخر حيث كان يذهب لمحلات الوجبات السريعة ويشتري منهم علبهم وصناديقهم فارغة ليعود إلى البيت قبيل وصول أولاده من المدرسة ويشترك مع زوجته في ملئها بقطع الدجاج والبطاطس لتبدو تماماً كأنها جاءت للتو من المطعم الذي يفضله أولاده.
وعلل ذلك قائلاً: حينذاك كان أولادي صغاراً ومنعهم التام من الحصول عما يريدون سيجعلهم يصرون على هذا النوع من الطعام لأن كل ممنوع مرغوب، أما عندما كبروا صرت أشرح لهم طبياً أثر الإكثار من تناول مثل هذه المأكولات وصرت آخذهم لما نستحسنه من المطاعم التي تأخذ في الاعتبار المعايير الغذائية الجيدة للصحة.
وهنا تجِد: نصائح لتطوير عقلية الطفل الإبداعية
(البيجاما) تريد أن تستحم!
وتقص علينا (ن.ن) حادثة رأت فيها ذكاء الأم إذ تقول: كنت في زيارة إحدى صديقاتي وكان لديها طفل في الثالثة من العمر وكثيراً ما يتعلق أبناء هذا السن بأشياء حولهم كالدمية والدب أو غطاء السرير الصغير فيصرون إمضاء كل الوقت بما يحملون.. ولقد جاء تعلق ابن صديقتي بالبيجاما الجديدة التي أحضرتها له.. وكان يبكي عندما نطلب منه تبديلها.
إلا أني أُعجبت بصديقتي عندما جثت على ركبتيها أمامه قائلة له: حبيبي لقد طلعت الشمس وصاح الديك وهذه البيجاما بدأت تصيح وتقول: أريد أن أستحم! أريد أن أستحم!.
فنظر إليها مندهشاً ولكنها تابعت: ما رأيك أن نأخذها سوياً إلى الحمام حيث نعطيها دشاً دافئاً؟، وعندما وافق الصغير واستجاب لأمه راحت تشرح له أن مكان استحمام (البيجاما) هو الغسالة وليس حوض الاستحمام، وأنها تحب أن تصاحب الصابون في حمامها الدافئ وليست مثلك أيها الصغير عندما تصطحب معك ألعابك للحمام.
باربي.. تذهب إلى الحج!
خيال إحدى الأمهات حول هذا إلى حقيقة؛ إذ تقول (س.ح): لم تكن دمية (فلة) قد ظهرت بعد عندما كنا أنا وأختي في سن السابعة والتاسعة حيث أُهديت لنا دمية باربي مع ملابسها، وامتعضت أمي لرؤيتها في أيدينا نلبسها تلك الملابس إذ عادة هذه الباربي من قديم التخفف من الملابس.. ثم وجدناها تقول لنا: حسناً إن لباربي شعر طويل وجميل وبما أننا نرى مشاهد الحج هذه الأيام في التلفاز ما رأيكم أن ندع باربي تشاركنا رحلة الحج؟.
أحضرنا قطعة قماش وخطنا لباربي لباس الحج الأبيض الجميل وكنا نقف أمام الشاشة الصغيرة نتقافز ونمرح ونردد تكبيرات الحج ومعنا باربي حاملة شمسيتها لتقيها من الشمس المحرقة.
وهنا: الاستغلال الأمثل لأوقات الفراغ
عزيزي المربي:
لكي تحصل على نتيجة ترضيك في سلوكيات طفلك، ولكي تخفف من اختلاف وجهات النظر بينك وبينه اتبع التالي:
- تلمس احتياجاته، وضع نفسك في مكانه، وفكر لماذا يحب كذا ولماذا يطلب كذا..؟.
- حاوره وبهدوء لتفهم ما يدور في نفسه.
- قدم له بدائل، وإذا لم يعجبك منه شيء وصعب عليه فهمك غير سلوكه وغير الحدث حوله.
أخيراً.. أتذكر كلمة جدتي بعاميتها البسيطة وهي تردد على مسامع الأمهات (يا بخيلة مُراضاة الجاهل قليلة)، وهي تقصد بذلك أن إرضاء الطفل يكون بأشياء بسيطة وسهلة على كل أم.. ملأ الله تعالى حياتكم بما يسعدكم من أبناءكم.
بقلم: أبرار البار