فيروس الروتا
قالت الدكتورة “يارا المعايعة” أخصائية طب الأطفال وحديثي الولادة: أن فيروس الروتا (Rotavirus) يُعتبر من أشهر الفيروسات التي تُصيب الأطفال، وأكدت أنه يصيب حوالي ١١١ مليون طفل سنوياً في العالم، كما أنه يُسبب وفاة حوالي ٥٠٠ ألف طفل سنوياً أيضاً.
أعراض فيروس الروتا
أما عن أعراض فيروس الروتا فقالت الدكتورة “يارا” أن الإصابة تبدأ في أول يومين بارتفاع ملحوظ في درجة حرارة الطفل وقيء ثم يُصاب الطفل من اليوم الخامس إلى اليوم السابع بإسهال مائي مُتكرر. وأضافت الدكتورة بأن التحكم في درجة الحرارة والقيء من أهم طرق السيطرة على المرض، وذلك عن طريق إمداد الطفل المُصاب بكميات قليلة من الطعام على فترات قصيرة، أما بالنسبة للإسهال فليس له علاج، كما أنه يُعتبر في صالح الطفل لأنه يُساعد على طرد الفيروس إلى خارج الجسم ما لم يؤدى إلى حدوث جفاف.
وعن سبب وفاة الأطفال المُصابون بفيروس الروتا، فأكدت الدكتورة “المعايعة” أن الجفاف الذي يُصيب الطفل نتيجة للقيء والإسهال هو المسبب الرئيسي للوفاة؛ وذلك بسبب الخلل الذي يحدث لأملاح الجسم.
كيف تنتقل العدوى للأطفال
أوضحت الدكتورة “يارا” أن الفيروس يخرج في البراز وينتقل في معظم الأحيان من اليد إلى الفم، من خلال وضع الطفل يده في فمه بعد لمس شيء ما ملوّث بالفيروس خاصة لدى الاطفال الذين يذهبون إلى الحضانات، فالنظافة الشخصية وغسل اليدين من أهم طرق الوقاية من المرض.
كما أضافت أن الأم من أكثر الأشخاص عرضة للإصابة بعدوى الفيروس؛ بانتقاله في حالة عدم غسل اليدين جيدًا بعد تنظيف طفلها المُصاب.
علاج فيروس الروتا
لا يوجد علاج محدّد يُمكن وصفه لفيروس الروتا، فضلًا عن أنّ المضادات الحيوية لا تُساعد في علاج الإصابة، ولكن ينصب القلق الأساسي في منع حدوث الجفاف.
وتقول الدكتورة “يارا” أن الخطوة الأولى في العلاج هي السيطرة على درجة حرارة الطفل باستخدام خافض مناسب، ثم السيطرة على القيء وذلك بإمداد الطفل بكميات كبيرة من السوائل والمياه كما أن الحليب يُعتبر من السوائل المهمة أيضاً.
وأضافت أن الأطفال المُصابون بالفيروس نُلاحظ لديهم فقدان واضح في الشهية، فالأم هنا لا تقلق ولكن تصبر على الطفل وتُمده بكميات قليلة من الطعام على فترات قصيرة.
ويجب أن تحرص الأم على إمداد طفلها بالأطعمة المفيدة التي تُساعد على تنظيم عمل المعدة كالبطاطا المسلوقة، الموز وماء الأرز.
وعن الأعمار الأكثر عُرضه للإصابة بفيروس الروتا، فقالت “يارا”، ينتشر الفيروس بشكل عام عند الأطفال دون الخمس سنوات، ويُعتبر الأطفال الأصغر سناً (بين ٣ شهور إلى سنتين) هم الأكثر عُرضة للمضاعفات الحادة للمرض.
مضاعفات فيروس الروتا
تقول الدكتورة “المعايعة”: أن الحرارة المرتفعة جداً عند الطفل والتي قد تصل إلى ٤٠ درجة مئوية، ذبول الطفل، القيء الحاد المستمر والذي قد يصل إلى ١٠ مرات، الفقدان التام للشهية، الإسهال المائي المستمر، وبكاء الطفل بدون دموع هي أم مضاعفات الإصابة بفيروس الروتا والتي تؤكد إصابة الطفل بالجفاف.
وفي هذه الحالة يجب على الأم الذهاب للطبيب فوراً؛ حتى يقوم بتقييم حالة الطفل وإمداده بالسوائل الموجودة بالعيادة.
وبخصوص سبب عدم إصابة الأطفال دون الثلاث شهور، فقالت الدكتورة “يارا” أن الرضاعة الطبيعية تُعطي الأطفال الرُضع مناعة طبيعية ضد الفيروس، لذلك الرُضع الأقل من ثلاث شهور أقل عُرضة للإصابة.
واستكمالاً للحديث عن الرضاعة الطبيعية، فمن الأفضل إذا أُصيب طفل بالمرض، أن تحاول الأم قدر المُستطاع أن تمده بالحليب الطبيعي.
واقرأ هنا أيضًا عن فيروس سي
التطعيمات ضد فيروس الروتا
قالت الدكتورة “يارا المعايعة”: أن هناك تطعيمات ضد الفيروس وذلك تحت رعاية “البرنامج الوطني الأردني”، وأكدت أن هناك نوعان من التطعيمات وهما “روتاتك” و”روتاريكس”. ويُعطى اللقاح المتاح للطفل على ثلاث جرعات على عُمر شهرين، ٤ شهور و ٦ شهور.
ويجب العلم بأن هذه التطعيمات تقلل من فرصة الإصابة، ولكن الأهم أنها تُقلل من حدة الأعراض. وتُعتبر فترة حضانة فيروس الروتا قصيرة، إذ لا تتجاوز ٤٨ ساعة.