تفاصيل الاستشارة: أنا شاب أعمل في إحدى دول جنوب شرق آسيا، متزوج ولم يرزقني الله أولادا بعد، تعرضت للضغط والمغريات الجنسية وبسبب ضعفي ووساوس الشيطان وقعت بالزنا. وقد أعلنت توبتي لله تعالى وندمت وبكيت كثيرا وأرجو من الله تعالى أن يقبل توبتي هذه، وطلبت من زوجتي أن تسامحني بعد الله تعالى.
عندما مارست الجنس استعملت الواقي الذكري، وعلى ذمة تلك الباغية أنها غير مصابة بالإيدز، خلال الأسابيع السبع الماضية كنت أستخدم الواقي الذكري في علاقتي مع زوجتي حرصا على سلامتها. وحتى أتأكد من عدم إصابتي بهذا المرض أجريت فحصا لفيروس HIV بعد 7 أسابيع من تاريخ وقوعي بتلك الفاحشة، والحمد الله كانت نتيجة التحليل كالتالي: Anti HIV Absorbance: 0.172 Cut off: 0.233 Result HIV : Negative.
وبعد اطلاع الطبيب على النتيجة قال الحمد لله إني لم أصب بهذا الفيروس، ولكن من أجل الأمان الأفضل أن أجري فحصا آخر بعد 6 أشهر أخرى.
وسؤالي الآن هو: هل الأسابيع السبعة هذه غير كافية لأن يظهر الفيروس في الدم؟ وهل من الممكن أن يظهر الفيروس فيما بعد؟ وأيضا هل يمكن أن ينتقل فيروس الإيدز عن طريق اللعاب (التقبيل مثلا) حيث إني سأعيش في رعب وقلق دائمين خلال تلك الفترة؟ وإلى متى سأظل أستخدم الواقي الذكري في علاقتي مع زوجتي؟ هل حتى انتهاء تلك الأشهر الستة القادمة؟ فلقد قرأت أن التحليل بعد فترة 3 أشهر كافية لإعطاء نتيجة صحيحة وأكيدة، فهل هذا الكلام صحيح؟ ويؤخذ به؟
طمئنوني أرجوكم؛ حيث إني أتمنى وأسأل الله تعالى أن يرزقنا الذرية الصالحة، ما رأيكم؟ أرجو أن تكرمونا برأيكم أكرمكم الله، وغفر لي ولكم، وجزاكم الله خيرا.
⇐ فريق الاستشارات الصحية أجاب السائل؛ وأوضَح: بداية أخي الكريم ندعوك لأن تعود إلى ربك وتتطهر من هذه الكبيرة، وتحافظ على صلاتك، وتكثر من الاستغفار، والدعاء، فقد أغوينك وضيعن دينك من لا دين لهنّ ولا قيمة للشرف لديهن… ومن يدري إن أردن أن يضيعن عمرك بالعدوى بتلك الأمراض اللعينة أم لا؟!
قال سبحانه: “قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ * أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ * بَلَى قَدْ جَاءتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ * وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ * وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ”.
أخي العزيز، أدعو الله لك أن يوفقك للتوبة، وأن يتقبل توبتك النصوح، ويجعلك من الصالحين الفائزين.
وفيما يتعلق بسؤالك أخي فدعني بداية أوضح أن فيروس الإيدز (HIV) فيروس ضعيف جدا ولكننا -نحن البشر- مكناه منا بطرق وأساليب انتقاله، فهو لا ينتقل للشخص السليم إلا بطريقة حميمة جدا أي عن طريق الدم أو الإفرازات المهبلية أو لبن الأم المرضع، ولكنه لا ينتقل عن طريق اللعاب أو الدموع أو عينة الدم الجافة.
وعند انتقال العدوى به يبقى هذا الفيروس كامنا في الجسم، وقد لا تظهر أعراضه إلا بمرور شهور أو حتى سنوات، بالإضافة إلى أن الأجسام المضادة لهذا الفيروس لا تظهر في الدم مباشرة وتحتاج مدة تتراوح ما بين 3 أشهر إلى سنة؛ فالفحص الذي أجريته للكشف عن فيروس الإيدز هو للكشف عن الأجسام المضادة؛ لذا طلب منك الطبيب إعادة إجراء الفحص بعد 6 أشهر آخرين، ويفضل أيضا إجراؤه بعد عام كامل من شروعك في تلك العلاقة الجنسية، فإن ظهر بعدها الفحص سالبا فهذا ينفي وجود أي أجسام مضادة لهذا الفيروس فاطمئن واهدأ بالا.
ولحين مرور هذا العام فإننا ننصح بأن تستخدم الواقي الذكري في علاقتك الجنسية مع زوجتك، واحرص دائما على ألا ينقطع الواقي أثناء الاستخدام.
وهناك أيضا أخي الكريم فحص أكثر دقة وتحديدا للكشف عن هذا الفيروس يعرف باسم Westron blot، وهو يحدد وجود الفيروس من عدمه بشكل قاطع ونهائي، ولكنه فحص مكلف ولا يجرى إلا في معامل متخصصة، ويمكنك السؤال عنه في البلد الذي تعيش فيه لتجريه كي تطمئن وتهدأ بالا.
مع تمنياتنا لك بالسلامة هذه المرة على وعد منك لله ألا تعود لذلك مرة أخرى.