يُعدّ الصيام المتقطع أحد أكثر اتجاهات الصحة واللياقة البدنية شيوعًا في الوقت الحالي، لكنّه، كما هو الحال مع أي نظام غذائي شائع، يواجه معارضة من بعض الأشخاص. لذلك، قام فريق من الباحثين في جامعة إلينوي بتقديم تقرير مدعوم بالعلم حول ما يمكن أن يحققه الصيام المتقطع من فوائد، ودحض بعض الأساطير المنتشرة بشأنه.
أنواع الصيام المتقطع:
- الصيام المتبادل: يتضمن الصيام كل يومين مع تناول وجبة صغيرة (500-600 سعرة حرارية) أو بدون أي طعام. مثال على ذلك: نظام 5:2، حيث يأكل الشخص بشكل طبيعي 5 أيام في الأسبوع ويصوم يومين عن السعرات الحرارية العالية أو الوجبات الدسمة.
- تناول الطعام المقيد بالوقت: يتضمن الصيام يوميًا عن طريق تقليل فترة تناول الطعام إلى ما بين 4 و 10 ساعات. مثال على ذلك: نظام 16:8، حيث يصوم الشخص 16 ساعة في اليوم ويأكل خلال 8 ساعات فقط.
فوائدهُ صحية:
- تحسين المؤشرات الحيوية المتعلقة بالصحة وفقدان الوزن: أظهرت الدراسات أن الصيام المتقطع، خاصةً نظام 16:8، يُحسّن من المؤشرات الحيوية المتعلقة بالصحة ويُقلّل من كتلة الدهون على المدى القصير.
- مقاومة مرض الزهايمر: أشارت دراسة إلى أن الصيام على الحيوانات (ما يعادل 14 ساعة صيام لدى البشر) أدى إلى تحسين وظائف الذاكرة ونوم أكثر انتظامًا، مما قد يُساعد في مقاومة مرض الزهايمر.
- تحسين التحكم في نسبة السكر في الدم: أظهرت دراسة على مرضى السكري من النوع 2 أن تقييد تناول الطعام خلال 8 ساعات أدى إلى فقدان المزيد من الوزن وتحسين مستويات السكر في الدم على المدى الطويل مقارنةً بالنظام الغذائي المُقيد بالسعرات الحرارية فقط.
- تحسين صحة الكبد: أظهرت الدراسات على الحيوانات أن الصيام يُحسّن من وظائف الكبد ويُقلّل من خطر الإصابة بالتهاب الكبد غير الكحولي.
- مكافحة السرطان: أشارت دراسة إلى أن الصيام يومين في الأسبوع عزّز من قدرات الجهاز المناعي لدى الفئران المصابة بالسرطان لمكافحة المرض.
- التحكم في نسبة السكر في الدم لدى مرضى السكري: ثبت أن الصيام المتقطع أفضل من بعض أدوية السكري في التحكم بنسبة السكر في الدم لدى مرضى السكري من النوع 2 حديثي التشخيص.
لكن… هذا تصحيح لبعض المعلومات المضللة حوله:
- لا يؤثر على هرمونات الجِنس: فقد أظهرت الدراسات أن الصيام المتقطع لا يؤثر بشكل عام على مستويات هرمون الاستروجين لدى النساء أو هرمون التستوستيرون لدى الرجال المصابين بالسمنة.
- لا يُسبب فقدان العضلات: لم تجد الدراسات أي دليل على أن الصيام المتقطع يُسبب فقدانًا مفرطًا في كتلة العضلات مقارنةً بأنظمة إنقاص الوزن الأخرى.
- لا يُشجع على الإفراط في تناول الطعام أو شرب القهوة: أظهرت الدراسات أن الصيام المتقطع لا يدفع إلى تناول المزيد من الوجبات السريعة أو شرب المزيد من القهوة.
- لا يُسبب اضطرابات الأكل: لا تُشير الأدلة العلمية إلى أن الصيام المتقطع يُسبب أو يُفاقم من اضطرابات الأكل. بل على العكس، قد يُقلّل من الرغبة الشديدة في تناول الطعام ومشاكل الوزن وتقلبات المزاج ونوبات الشراهة.
وختامًا… يُعدّ الصيام المتقطع نظامًا غذائيًا آمنًا وفعّالًا لفقدان الوزن وتحسين الصحة العامة لدى معظم الأشخاص. ومع ذلك، من المهم استشارة الطبيب قبل البدء بأي نظام غذائي جديد، خاصةً للأشخاص الذين يعانون من حالات صحية معينة.